Jan 22, 2021 7:05 AM
مقالات

تركيبات وتزوير في القضاء السويسري!!

كتب عوني الكعكي:
لا شك بأنّ سمعة سويسرا بالنسبة لصناعة الساعات هي الأولى والأفضل في العالم، كذلك فإنّ الشوكولا السويسري هي الأولى أيضاً... وأنّ السرّية المصرفية التي تتمتع بها سويسرا، تميّزها عن جميع بلدان العالم، إذْ أصبحت الدولة السويسرية من أهم دول العالم مالياً، يذهب إليها من يشاء فتح حساب في مصارفها، حتى ولو كان هذا الحساب بالأرقام.
لكنْ ومنذ ما يقارب السنوات العشر، وحين ازدادت عمليّات تهريب وبيع السلاح، وتجارة المخدرات، صار هناك حصار على الدولار، ولم يَعُدْ باستطاعة أي كان وضع أي مبلغ، حتى ولو كان المبلغ دولاراً واحداً نتيجة الحصار المفروض.
الى ذلك، لا بد من الإشارة الى أنّ هناك شكاوى عديدة وكبيرة، من القضاء السويسري. حتى يقال: إنّ من النادر أن تجد قاضياً سويسرياً واحداً، غير مُرْتَشٍ.. وتنهال الفضائح بأن لا يذهب إنسان الى القضاء هناك، بسبب المشاكل التي تعترض الشاكي. لذا لا يصحّ القول في هذا المجال سوى: «سبحان الله الكامل، فلا كامل إلاّ الله فقط».
وكما يبدو فإنّ هناك مَنْ ورّط القضاء السويسري، فأرسل له وثائق مزوّرة، تفيد بأنّ حاكم مصرف لبنان الاستاذ رياض سلامة حوّل الى شقيقه رجا سلامة وإلى معاونته ماريان الحويّك 400 مليون دولار أميركي.
بالفعل... إنّه أمر عجيب وغريب... إذ كيف يستطيع حاكم مصرف لبنان تحويل 400 مليون دولار، من لبنان الى سويسرا... والعالم كله يعلم تمام العلم، انك لو أردت تحويل ألف دولار من مكان الى آخر، فإنّ آلاف الأسئلة تنهال عليك من كل حدب وصوب؟ هذا أولاً.
ثانياً: طالما يدّعي القاضي السويسري، أنّ الوثيقة التي حصل عليها، تفيد بأنّ الحاكم حوّل الـ400 مليون دولار الى سويسرا من لبنان، فإنّه -وبكل بساطة- يستطيع معرفة ما إذا كان هذا المبلغ قد دخل المصرف السويسري.
ثالثاً: هل يمكن لحاكم مصرف لبنان، تحويل مبلغ 400 مليون دولار من بلده الى سويسرا، ويسجّله باسمه، وسويسرا صامتة لا تثير المسألة أبداً.
رابعاً: هذا العمل المنسوب الى الحاكم، يعود الى سنتين خَلَتا حسب إدعاءات القاضي السويسري... وهنا من حقنا أن نسأل: لماذا لم يلاحق المدّعي العام السويسري هذا الموضوع منذ اللحظة الأولى؟ أو ربما كان هذا المبلغ تافهاً حسب رؤيته، فلا يستحق التحرّك...؟ فيا للسخافة.
خامساً: إنّ هذه الحملة على حاكم مصرف لبنان الاستاذ رياض سلامة، ليست الأولى وهي -برأيي- لن تكون الأخيرة. لكن ومن سوء حظ المخطّط و»المفبرك» أنّه انكشف باكراً، خصوصاً أنّ الأمر يتعلّق بمئات الملايين، بدل ما كانوا تحدثوا عنه سابقاً وقدّروه بالمليارات.
أخيراً... في عالم التزوير نجد أشياء عجيبة وغريبة، وكل شيء قد يصبح ممكناً.. لكن هذا النموذج لا نجده إلاّ في أفلام السينما. أما في الواقع، فهناك شيء آخر. إذْ ان الواقع لم يَعُدْ مسرحاً لمثل هذه الأكاذيب المزوّرة، فالحِيَل والألاعيب لم تعد تنطلي على أحد، لأنها صارت مكشوفة أمام الجميع.
فَلِمَنْ يظن نفسه أذكى مِنْ كل مَنْ حوله، وأنّه يستطيع أن يركّب القصص والروايات حسب مشيئته، حتى ولو كانت مستحيلة، أقول: «لقد ولّى زمان الخرافات والخزعبلات والتركيبات... ودقّت ساعة الحقيقة... وإنّ غداً لناظره قريب.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o