Jan 22, 2021 6:21 AM
صحف

سياسة فساد تتحكم بالأدوية ومواطن قلق

يؤكد نقيب الصيادلة غسان الأمين أنّ "عملية الاستيراد وملف دعم الأدوية مرتبطة بمصرف لبنان"، مضيفاً أنّ "الشعب اللبناني يستهلك كثيراً من الدواء مقارنة بالدول المجاورة. ومع إعلان مصرف لبنان احتمال رفع الدعم عن الأدوية، هرع اللبنانيون وخزّنوا قبل غلاء الاسعار، لكنه منذ ذلك الحين وحتى الآن لم ترتفع الاسعار ما يعني الا حاجة للامر".

ويلفت الأمين، عبر "النهار"، إلى أنّ "هناك بدائل لكل دواء. وتشبّث الناس بالعلامات التجارية للأدوية ناتج عم سياسة فساد مدروسة منذ سنين، إذ رسم المسؤولون عن هذه السياسة في رأس اللبناني هذه الثقافة وحاربوا الدواء الـ generic، ولم ينشئوا مختبراً مركزياً كيلا نحلّل الـ generic ونثبت أنّه هو نفسه الدواء الأساسي ذو العلامة التجارية وأنّ سعره أرخص. في جميع دول العالم هناك مختبر مركزي، فلماذا لم تنشئه الحكومات المتعاقبة في لبنان على رغم مناشداتنا الحثيثة؟! ألم يجدوا 10 ملايين دولار كلفة إنشائه لطمأنة الناس؟".

والحلّ، بحسب الأمين، "يكمن في طمأنة الناس الخائفين، لكن لا أحد يقوم بذلك، وهناك غياب للمسؤولين في هذا الإطار، إذ تجب مصارحة اللبنانيين وتوضيح الأمور لهم عن مصير الدواء لحلّ هذه الأزمة، عندها لن يخزّنوا الدواء. وإذا ما وافق المسؤولون في الدولة على الخطّة التي وضعناها، فستُحَلّ 90% من هذه الأزمة، لكن لا يمكن أن يبقى الشعب تائهاً كذلك".

من جهته، يرى نقيب مستوردي الأدوية كريم جبارة، عبر "النهار"، أنّ "الناس يشترون الأدوية بكميات كبيرة خوفاً من رفع الدعم ومن انقطاع الأدوية لعدم ثقتهم بالمستقبل. ولا يمكن لومهم، فهم يخزّنون الأدوية ولا يشترونها للاستخدام فحسب، وهناك هلع لدى الناس يدفع لشراء الأدوية، شبيه بتهافتهم على شراء الموادّ الغذائية قبل الإقفال، وخصوصاً أدوية علاج كورونا كالباراسيتامول والأزيترومايسين، والأسبرين والفيتامينات".

ويضيف أنّ "الإجراء الذي اتخذته الصيدليات لتحديد كمية الأدوية للفرد الواحد لتقليص نفاد الأدوية نظراً الى شحّها، حدّ من التسليم للمواطن، لكنّه زاد حال القلق لديه ما دفعه إلى محاولة تأمين الدواء بشكلٍ مكثّف، ويبقى هذا الإجراء تكتيكياً".

وتشير مديرة إحدى الصيدليات الكبرى في بيروت لـ"النهار"، إلى أنّ "أزمة انقطاع الأدوية تفاقمت أكثر الآن مع تخزين الناس للأدوية في منازلهم ما أدّى إلى انفجار الأزمة الآن، إذ هجمت الناس هجمة واحدة خلال الشهر الماضي لشراء الأدوية. وعلى رغم تحديدنا كمية الأدوية للزبائن، بات عدد كبير منهم يزور الصيدلية مرات عدة او يقصد صيدليات عدة في اليوم لشراء حصّته".

إبداعات: من جهتها، تتواصل "عروضات" شركات الأدوية، بحسب "الاخبار"، وآخر "إبداعاتها" الـ"basket"... وهذه "سلّة" ابتكرتها بعض الشركات تلزم فيها الصيدلي الذي يطلب دواء معيّناً بأن يشتري معه أصنافاً أخرى (paramedical) أو مستحضرات تجميل أو غيرها. إما "السلّة" كاملة أو لا دواء. 

هذه هي المعادلة الجديدة التي تحاول المافيا إرساءها، والتي دفعت بالصيادلة إلى رفع الصوت، بعدما باتت الأزمة "عامة"، إذ إن أربعاً من الشركات الكبرى بدأت، عملياً، محاولة فرض هذه "الاستراتيجية التسويقية".

بحسب ما يقول رئيس الجمعية الإسلامية للصيدلة، حمود الموسوي لـ"الأخبار" "فيُجبر الصيادلة مقابل الحصول على بعض الأدوية على أن يبتاعوا أيضاً أصنافاً كالفيتامينات، المتممات، الكمامات، ومواد التجميل...". وفي الغالب "تُفرض كمية الأصناف في كل سلة". إحدى الشركات، مثلاً، تفرض على الصيادلة الذين يطلبون "قطرة العين api tobrason أخذ مرطب للعين معها"، على ما يؤكد أحد الصيادلة. وأضف على ذلك: "علبة بانادول مع معجون أسنان. علبة منظم للضغط amlor مع علبتي ماسك"، يقول سلوم آسفاً لأن "هذه التصرفات تأتي في ظل الدعم الذي لا يزال قطاع الأدوية يتلقاه حتى هذه اللحظة"، ولا يجد ما يصف به هذا الأمر سوى أنه "ابتزاز واستغلال للصيادلة والمرضى فقط من أجل تحقيق الربح".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o