Jan 21, 2021 6:56 AM
متفرقات

وليد فارس: "الفساد لا السلاح" في لبنان

لفت خبير السياسة الخارجيّة في واشنطن الدكتور وليد فارس، في حديث لموقع mtv، إلى ان "لم يعد يصحّ في الشرق الأوسط مع الرئيس الاميركي جو بايدن ما صحّ مع باراك أوباما. فصحيح، أنّ فريق العلاقات الخارجية لبايدن سيشغل مجلس الأمن القومي ووزارة الخارجية ووزارة الدفاع، وهو نفسه فريق أوباما، إلاّ أنّ ترامب غيّر اموراً كثيرة في الشرق الأوسط، ما سيدفعهم، في الـ6 إلى 7 أشهر الأولى، إلى إدارة الملفات فقط من دون تغييرات هائلة".

أمّا في المرحلة الثانية، فيتوقّع أن يعود فريق بايدن إلى الإتفاق النووي الإيراني من دون إعلام وتطبيل عبر توقيعات سريعة مع الأوروبيين، وسيُعطي إيران ما وعدوها به عملياً رغم المواقف التي ستوهم بالعكس، يعني أننا سنكون امام مسرحيّة يحصل فيها النظام الإيراني فعلياً على الـCash والمداخيل، بينما يُمدّدون البحث في قضايا الصواريخ الباليستيّة والميليشيات والإرهاب وتشغيل المفاعل النووية.

وأوضح ان معاهدات السلام ستُكمل إدارة بايدن في نسج معاهدات السلام بين الدول العربية وإسرائيل، يقول فارس، لكنّ ذلك لا يعني أنها ستكون راضية على الحكومات كافّة في هذه المعاهدات وقد تعمد إلى فرض ضغوط على الجهتين، إن على حكومة بنيامين نتانياهو أو على الطرف العربي.

أما بالنسبة الى تركيا والمشروع الإسلامي، فاعتبر فارس على أنّ "فريق بايدن يضمّ الجناح اليساري والجناح الإخواني: الأوّل سيضغط على بايدن كي يضغط على الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في سوريا وأرمينيا وليبيا... بينما سيضغط الجناح الإخواني على بايدن ليُريح أردوغان، لكنّ النتيجة ستكون متوازية لأنّ الدولة الأميركية ستقرّر عدم الخوض في معركة مع تركيا، والأهمّ أنّ لا مصلحة لبايدن بفتح أيّ جبهة كبرى في السنتين القادمتين".

وعن لبنان قال: "لبنان ليس في الأولويّة على الإطلاق، فهو يُنظَر إليه على أنّه في منطقة النفوذ الإيراني، وإذا أرادت واشنطن أيّ شيء من لبنان سيدور الحديث مع إيران"، منطلقاً من هنا إلى القول إنّ "إدارة بايدن، سيّما الجناح اليساري فيها، ستركّز على فتح معركة مع الفساد والفاسدين في لبنان كي لا يدخلوا في معركة السلاح، لأن معركة السلاح تقع مع حزب الله، في حين أنّ التوجّه هو العودة إلى الإتفاق النووي الإيراني".

ويجزم أنّ "الوضع في لبنان لن يشهد أيّ تطوّر هائل في الفترات الآتية، ما عدا أمور بسيطة سيهتم بها فريق صغير في وزارة الخارجية الأميركية كمساعدات للدولة والجيش وبعض الإصلاحات، مع ضرورة القول إنّ لبنان لن يشهد حلاَّ من دون زلزال و"عالناعم ما في حل"، متابعاً: "هذا البلد أصبح دون المقايضة، لذلك ستترك إدارة بايدن الـ"ستاتيكو" في لبنان قائماً حتّى تمرّ هاتان السنتان والعودة السليمة إلى الاتفاق النووي".

وبالنسبة إلى مَن يتحدّث عن وصاية دوليّة سيخضع إليها لبنان كعبور نحو الحل، يكتفي بالقول: "لا وصاية لأنّ الفريق المعارض لـ"حزب الله" ليس منظّماً ولا يملك خطّة استراتيجيّة ويخشى طلب وصاية دوليّة، ولا إمكانيّة للذهاب نحو نظام جديد بوجود سلاح "حزب الله"، وكل طريق يؤدّي إلى الحياد والنظام الجديد يمرّ حصراً بنزع سلاح هذا الحزب".

ورداً على سؤال، دعا وليد فارس "الثوّار" والقوى السيادية في لبنان إلى "القيام بمراجعة استراتيجية كبرى للأداء، فالثورة لا تنجح إلاّ بدعم من الجيش الذي يحمي التحرّكات، أو بتنظيم الدفاع عن النفس، وهذا ما حصل في مصر وتونس وليبيا"، محذّراً إيّاهم من أنّ "سلوك الطريق الحالي سيؤدّي إلى تسوية جديدة مع "حزب الله".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o