Jan 19, 2021 2:53 PM
خاص

الاستراتيجية الدفاعية... حاجة تفرضها مصالحة أعداء الأمس

المركزية-حتى الساعة، لم ينف أحد من الأطراف المعنيين المعلومات التي أدلى بها ضابط اسرائيلي لأحد المواقع الالكترونية، كاشفا أن الرئيس السوري بشار الأسد بعث برسالة إلى تل أبيب يعلن فيها استعداده للعمل على طرد ايران وحلفائها من بلاده، وتسوية مسار العلاقات مع الدولة العبرية، مقابل بقائه في الحكم، وعودة سوريا إلى مقعدها في جامعة الدول العربية. ذلك أن الصمت إزاء تسرب هذه المعلومات إلى الاعلام يدل إلى شيء من صحتها، ويطرح تساؤلات اقليمية عن سلاح المقاومة وحجمه ودوره وتأثيره على لبنان، في ما لو أقدمت دمشق على خطوة إلى الأمام في اتجاه اسرائيل.

وفي السياق، ذكرت مصادر سياسية مطلعة عبر "المركزية" أن توقيت الكشف عن مضمون هذه الرسالة أمام الرأي العام اللبناني يؤشر إلى كثير من الدلالات السياسية، حيث أنه تزامن مع معطيات كثيرة أولها المعلومات التي أوردتها صحيفة "الغارديان" البريطانية عن تورط رجال أعمال سوريين في وصول الباخرة المشؤومة روسوس إلى المرفأ، وانفجارها الكارثي في 4 آب. وتزامن الحدث أيضا مع جولة جديدة من القصف الاسرائيلي في سوريا، طاول مواقع ايرانية ومخازن أسلحة أفيد أنها تابعة لحزب الله.

أمام هذه الصورة، شددت المصادر على أن هذا المشهد يحمل بين سطوره تأكيدات ما عادت تقبل أي شك في أن سلاح حزب الله لا ينحصر في كونه أداة لمحاربة العدو الاسرائيلي، في حال وقعت المواجهة العسكرية مع لبنان، مع العلم أن هذا الأمر يأتي على رأس واجبات الجيش اللبناني، صاحب السلاح الشرعي الوحيد. بل إن ترسانة الحزب تصب أولا في مصلحة المشروع الايراني في الشرق الأوسط، وإن كان ذلك على حساب الحلفاء التقليديين. بدليل أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي كان حريصا على غسل يدي الحزب من انفجار المرفأ، عاد وشن هجوما عنيفا تجاه الدولة وتقصيرها في الكشف عن هوية صاحب البضاعة التي أحدثت الكارثة، وذلك غداة المعلومات عن احتمال ضلوع شخصيات سورية في القضية.

وشددت المصادر على أن كل هذه الأحداث والمواقف تدل إلى حاجة لبنان الملحة إلى استراتيجية دفاعية تضع حدا لمغامرات رهن لبنان والزج به في أتون الصراعات الاقليمية، بينما تحاك ببرودة لافتة وعلنية مشاريع المصالحات بين أعداء الأمس، في ظل موجة التطبيع العربي مع اسرائيل، والتشنج الروسي الايراني الذي يصب أولا في صالح ثنائية أميركا – اسرائيل، وهو واقع قد لا يغيره انتقال الحكم من الجمهوريين إلى الديموقراطيين في بلاد العم سام اعتبارا من يوم غد.

وختمت المصادر داعية حزب الله إضافة إلى العهد والفريق المحسوب عليه إلى الضغط في اتجاه استراتيجية دفاعية ترسم حدا فاصلا نهائيا بين سيادة الدولة وتفلت السلاح المنتشر بين المواطنين في مناطق لا يطالها القانون، باعتراف وزير الداخلية محمد فهمي، معتبرة أن الرئيس ميشال عون أفضل من يمكن الرهان عليه في هذا المجال، لكونه حليفا وثيقا لحزب الله، فهل يفعل؟ 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o