Jan 16, 2021 3:11 PM
خاص

خلافات رعاة آستانة: صراع النفوذ "السوري" في أوجه

المركزية- ما عاد خافيا على أحد أن العلاقة بين الدول الراعية لمسار آستانة ليست في أفضل أحوالها، خصوصا مع دخول العامل التركي بقوة على خط الجبهة المشتعلة في المتوسط، إضافة إلى توتر العلاقات بين موسكو وطهران، وهو ما دلت إليه الأحداث الأخيرة في الميدان السوري.

وفي السياق، لفتت أوساط دبلوماسية غربية عبر "المركزية" إلى أن الكلام عن قصف اسرائيلي لمخازن أسلحة ايرانية مر مرور الكرام في روسيا التي لم تعلق على الخطوة الاسرائيلية، مع العلم أن معلومات صحافية أفادت أن هذه الضربات، التي سجل بعض منها في منطقة دير الزور، حيث مخازن السلاح الايراني، كانت محل تنسيق أميركي اسرائيلي بين وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ورئيس جهاز الاستخبارات الاسرائيلي يوسي كوهين... في مكان عام... حيث أن مطعما في واشنطن شهد على هذه النقاشات.

وفي قراءة سياسية لما يسجله المشهد السوري، أشارت الأوساط الغربية إلى أن موسكو لم تحرك ساكنا إزاء الاستهداف المزدوج لطهران وأذرعها الاقليمية ومصالحها في سوريا من جانب عدويها الأكبرين، واشنطن وتل أبيب، معتبرة أن هذا الصمت الذي رافق كل الضربات الجوية الاسرائيلية في سوريا يعكس بوضوح صراع النفوذ الكبير الذي تشهده سوريا.

وتلفت الأوساط إلى أن استهداف ايران وإرسال إشارات التصعيد السياسي والعسكري  في اتجاهها على وقع وقوف روسيا في موقع المتفرج، يعني أن موسكو قد تكون رأت أن مصلحتها تكمن في الاجهاز البطيء على حضور طهران على المسرح الاقليمي، لتكرس نفوذها فيه. بدليل أن موسكو  نفسها لا تبذل أي جهود للجم ارتفاع معدلات التوتر بين الجمهورية الاسلامية والادارة الأميركية في أيامها الاخيرة، بعد كل ما حملته الذكرى الأولى لإغتيال القائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني، من دلائل إلى أن المنطقة تتراقص على فوهة بركان قد ينفجر في لحظة لا يتوقعها أحد. كل هذا، في رأي الأوساط، يؤكد ما يتغاضى عنه بعض المحللين عمدا أو ربما عفوا: المشكلة في سوريا تجاوزت شخص الرئيس بشار الأسد ونظامه لتبلغ رسم المعادلات الجديدة قبل عودة الديموقراطيين إلى البيت الأبيض. 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o