Jan 14, 2021 2:04 PM
خاص

التعدي على الأرزاق في جرد جبيل مقدمة لتغيير ديمغرافي
سعيد: تبديل الواقع العقاري ينسحب على كل لبنان ونحن في المرصاد

المركزية – هي ليست قضية استصلاح أراض أو تعد على مواطنين في جرود جبيل ذنبهم أنهم كانوا يعملون على استصلاح أراضيهم بموجب رخصة حصلوا عليها من بلدية مجدل العاقورة وسبق أن أبلغوا مخفر قوى الأمن الداخلي بذلك. الأساس، لماذا تتكرر هذه الحوادث في هذه البقعة الجغرافية ؟ ولماذا التمادي في سياسة وضع اليد وفرض الأمرالواقع بقوة السلاح والتعاطي بفوقية وإستفزاز مع الجهات الأمنية وحتى المراجع الروحية وتحميلها مسؤولية الدم الذي سيسفك إذا لم يرضخ المعنيون لسياسة التهديد والوعيد وصولا إلى إطلاق النار؟  

"الموضوع أبعد من ذلك بكثير وله علاقة بتغيير وتبديل واقع السجل العقاري في لبنان بعدما حصل تلاعب في سجل النفوس من خلال مراسيم التجنيس المتعاقبة منذ العام 1994. الكلام للنائب السابق فارس سعيد الذي كشف عبر "المركزية" خطورة ما يحصل اليوم "وما نشهده من حوادث متكررة واعتداء على مواطنين مسالمين من قبل من يدّعون أنهم يملكون أحقية امتلاك هذه الأراضي ليس إلا محاولات لوضع اليد على السجل العقاري".  

أضاف:"هناك فريق يعتبر أن كل أعمال المساحة والتحديد وحتى الأحكام العقارية التي صدرت في مرحلة الإنتداب الفرنسي ومن بعدها مرحلة الجمهورية الأولى أمّنت أرجحية عقارية لصالح فريق يعتبر اليوم أن موازين القوى تغيرت وبأنه قادرعلى إعادة النظر بأعمال المساحة والتحديد وحتى الأحكام العقارية. وعليه فهو يقوم بعملية وضع اليد وبالقوة على عقارات ممسوحة وغير ممسوحة، وأخرى مملوكة ومشاعات وبعدها يأتي ليقول : تعالوا نقوم بالتسوية من خارج القانون".  

يحصل كل ذلك في وقت ضائع حيث يتخبط اللبنانيون في رمال الأزمات الإجتماعية والصحية والنقدية ولا قدرة لديهم لاستيعاب مدى خطورة المشاريع التي يتم تمريرها من قبل فريق بهدف ترسيخ واقع ديمغرافي جديد في لبنان. إنطلاقا من ذلك يعتبرسعيد أن "في حال تمكن هذا الفريق من تبديل الواقع العقاري في جبيل فإن الأمر سينسحب على كل لبنان، والكل يعلم أن عملية الإٌستقرار العقاري في العالم هي جزء من الإستقرار الإجتماعي. وأي تلاعب بالإستقرار العقاري يوازي في خطورته التلاعب بالإستقرارالنقدي لا بل يتخطاه في التداعيات على المدى البعيد. من هنا الدعوة للعمل وليس فقط الإستعراضات السياسية وإبراز مواقف أو الإكتفاء بتغريدات عبر تويتر". وسأل:" إين رئيس الجمهورية مما يحصل؟ أين الأحزاب والنواب؟ أين رئيس الحكومة أين القوى السياسية؟ أين الكنيسة ؟ هناك عملية سرقة وسلب للواقع العقاري  والمعالجة الحقيقية تكون في مجلس النواب من خلال إقرار قوانين تمنع المس بالإستقرار العقاري".  

قبل 20 عاماً طالب سعيد بعقد مؤتمر في إحدى الجامعات المسيحية الكبرى لطرح موضوع الإشكالات العقارية ولم يلق أي تجاوب. هل الهدف من هذه الأعمال وصل القرى وبناء "كانتون" خاص ومحاولة تغليف كسروان وجبيل؟ وبأي حق وقانون وعرف وشرعة غير شرعة الغاب، يمنع مسلحون مزارعين ارادوا استثمار اراضيهم؟ هل يجوز أن يُضرَب بالأحكام القضائية عرض الحائط ويبقى أصحاب الحق دونَ حقهم، وعرضة للاعتداءات المتكررة؟. وهل تكفي التقارير الأمنية التي تسجل عقب كل اعتداء بدلاً من فرض القانون؟ وهل يجوز الخطاب الإستفزازي وتحميل الكنيسة بشخص البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي والجيش اللبناني بشخص قائده العماد جوزف عون مسؤولية سفك الدماء؟   يجيب النائب السابق: "الكلام الإستفزازي مرفوض ولا أحد قادرا على افتعال مشاكل وسفك الدماء إلا من يحمل السلاح ويصرعلى تصويبه في وجه أصحاب الأراضي خلال أعمال استصلاحها". ويختم :" الموضوع سياسي وعميق وخطير بامتياز وأؤكد أن منطقة جرد جبيل تقوم بواجبها بكل ما لديها من قدرة".  

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o