Apr 23, 2018 2:10 PM
خاص

التناغم الاقتصادي بين المستقبل والتيار يعمّق الفجوة أكثر بين طرفَي "مارمخايل"؟
"الحزب" يخشى موقف "البرتقالي" من سلاحه.. ويحدّد سلفا سقوف "الاستراتيجية"!

المركزية- حملت المواقف الاخيرة التي أطلقها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في مهرجان انتخابي أقيم في صور السبت الماضي، مؤشرات واضحة الى الأولويات التي ستنكب "الضاحية" على متابعتها في المرحلة المقبلة، وهي "اقتصادية" الطابع. وقد رأت مصادر سياسية مراقبة عبر "المركزية" أن هذا التوجه، سيضعها بلا شك، في مواجهة "غير سهلة" مع ثنائي "العهد" التيار الوطني الحر – تيار المستقبل.

فنصرالله وجّه سهامه مباشرة الى التيار الازرق قائلا "إننا جاهزون بعد الانتخابات للنقاش في الاستراتيجية الدفاعية، لكن لمَ انتم غير جاهزين لدراسة استراتيجية اقتصادية، لمَ تتهربون؟ مضيفا "البلد شهد تسالماً في الماضي بين من اراد المقاومة وبين من اهتم بالإقتصاد، واليوم تستطيع المقاومة أن تقدم انجازاتها الواضحة. في المقابل أين انجازاتكم يا تيار المستقبل؟ واذ اعتبر ان "الفريق الذي تولّى الملف المالي والاقتصادي خلال عقود فشل"، داعيا "الحكومة المقبلة إلى مقاربة الملف الاقتصادي والمالي بطريقة مختلفة ووضع رؤية اقتصادية متكاملة"، أشار الى ان "مواجهة الفساد لا تتطلب خطة بل تحتاج إلى حزم وقرار ورجال والى التوقف عن الجشع والطمع ونهب المال العام"، داعيا الحكومة الجديدة إلى اتخاذ قرار حازم لمواجهة الفساد.

وتعقيبا، توضح المصادر ان رفع "الحزب" الملفَ الاقتصادي الى رأس سلّم اهتماماته، يأتي نتيجة استياء قواعده الشعبية من إهمال أوضاعهم المعيشية والقضايا الحياتية، لصالح الصراعات الاقليمية والمماحكات السياسية. هذا في خلفيات القرار. أما في أبعاده، فتقول المصادر انه سيقود الى ضعضعة أُسس تحالفه مع التيار البرتقالي، والذي شهد اصلا هزات عديدة في الفترة الاخيرة. ففيما كان الفريقان في الخندق نفسه في الحقبة الماضية ويصوّبان منه على سياسات "المستقبل" الاقتصادية، وكتاب "الابراء المستحيل" أسطع دليل، تخلى الفريق "العوني" عن هذا التوجه منذ الانتخابات الرئاسية، وبات اليوم يتشارك الرئيس سعد الحريري في القرارات كلّها، ومنها الاقتصادية والحياتية، وقد برز هذا التنسيق والتعاون بينهما في أكثر من ملف، لعلّ أبرزها ملف استئجار بواخر الطاقة، الذي تقف المكونات السياسية الحكومية كلها ضده في حين يحمل وزراء الازرق والبرتقالي لواءه.

وبحسب المصادر، هذه عيّنة عن جملة اتفاقات مبرمة بين الحليفين الجديدين، ستتظهر تباعا في المرحلة والحكومة المقبلتين، وبالتالي، فإن التباعد بين الحزب والتيار الوطني، إن كان مضبوطا بعض الشيء حتى الساعة، فإنه سيتّخذ أشكالا أكثر وضوحا في المستقبل. وتبقى معرفة ما اذا كان سيقضي على التحالف السياسي القائم بينهما.

لكن في موازاة التقارب الاقتصادي بين بيت الوسط وميرنا الشالوحي، ثمة جوانب أخرى في علاقتهما تقلق الضاحية، بحسب المصادر. فالاخيرة تخشى ان يكون التنسيق بينهما مقدّمة لمحاصرة "الحزب" وتحديدا سلاحه. وتتغذى مخاوفها من مواقف متقدمة لرئيس التيار جبران باسيل من الحزب وتأثير سلاحه وقراراته على قيام الدولة، من جهة، ومن اعلان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان الاستراتيجية الدفاعية ستكون مدار بحث بعد الانتخابات، من جهة ثانية. وتقول المصادر ان هذا النقاش، في حال اتخذ أبعادا جديّة تتهدد سلاح الحزب، فإنه سيكسر الجرة بين بعبدا والضاحية. فنصرالله صحيح انه اعلن استعداده لدرس الاستراتيجية، الا انه رسم سقف المباحثات المنتظرة، سلفا، من خلال اعتبار الحزب الانتخابات استفتاء على سلاحه، وجزم نصرالله السبت  "بأننا لن نترك المقاومة في كل الجنوب ولن نتخلى عنها وهي اصبحت اليوم تملك القدرة على ضرب اي هدف في الكيان الاسرائيلي".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o