Apr 23, 2018 2:01 PM
خاص

ماذا لو كسب حزب الله رهان كسروان-جبيل؟

المركزية- أضفى الفيديو الذي ضجت به صفحات مواقع التواصل الاجتماعي في الساعات الماضية، ويظهر فيه رئيس اتحاد بلديات كسروان الفتوح جوان حبيش يقدم لمرشح حزب الله عن المقعد الشيعي في قضاء جبيل حسين زعيتر مفتاح القضاء، مزيدا من الحماوة على المعركة الانتخابية في دائرة كسروان- جبيل.

فكما بات معلوما، حدد حزب الله باكرا موقعه على اللوحة الانتخابية في الدائرة المذكورة، معلنا تأييده ترشيح زعيتر عن المقعد الشيعي الوحيد في الدائرة، وهو ما وضعه للمرة الأولى في مواجهة مباشرة  مع حليفه التقليدي التيار الوطني الحر، كما في مواجهة خصومه من القوى المصنفة سيادية كالقوات اللبنانية والكتائب والنائب السابق فارس سعيد.

لكن، أبعد من الأفرقاء المتناحرين لكسب المقاعد الثمانية في الدائرة، لا تفوّت أوساط شيعية جبيلية فرصة التنبيه عبر "المركزية" إلى المدلولات السياسية لفوز زعيتر المحتمل، خصوصا بعد انتشار فيديو تسلمه مفتاح قضاء كسروان، وهو الآتي إلى المنطقة من بعلبك من باب حزب الله. وفي السياق، تلفت المصادر إلى أن تسليم مفتاح كسروان إلى زعيتر يعد أول غيث دخول حزب الله بقوة إليها، بعدما كانت معقلا للقوى السيادية، وهو مؤشر إلى تغيير خطير في هوية المنطقة وتوجهاتها السياسية، علما أن عددا من أبنائها وقفوا في الصفوف الأمامية لثورة الأرز، وناضلوا ضد السلاح الذي يحمله الحزب.

وتشير المصادر إلى أن بين سطور إقدام الحزب على ترشيح زعيتر صفعة قوية وجهها إلى حليفه البرتقالي، بدليل الرد السريع الذي لاقاه هذا القرار الأحادي من رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي لم يستسغ هذا الترشيح. لكنها تؤكد أيضا أن في القرار محاولة من "الحزب" لإضفاء ما يسمى شرعية شعبية" على سلاحه، في ما يعتبره معارضو التيار الوطني الحر امتدادا خطيرا لا يستهان به لتسوية 2016 الرئاسية، مشددين على أن ما تشهده اليوم حلبة المواجهات الانتخابية في دائرة جبل لبنان الأولى يؤكد صوابية الخيار الذي ركنوا إليه قبيل الاستحقاق.

أمام هذا المشهد، لا يخفي مطلعون على شؤون قضاءي جبيل وكسروان تعويلهم على الناخبين المسيحيين أولا وأخيرا، في ظل الكلام الذي تحفل به الكواليس الجبيلية عن ضغوط يمارسها الحزب على الناخبين للاقتراع لصالح زعيتر، مؤكدين أن حزب الله يخوض واحدة من أهم معاركه الانتخابية على الاطلاق. غير أن هذه المعركة مرتبطة أولا بقدرة اللائحة التي ألّفها على تأمين الحاصل الانتخابي، من دون أن تفوتها الاشارة إلى أن المرشح الذي تخاض هذه المواجهة "كرمى له" لا يستطيع الاقتراع لنفسه. علما أن في حال فوزه في الانتخابات، سيكون خطيبا رسميا وممثلا شعبيا لسكان القضاء الذي يضم مقار وطنية وروحية كبيرة من مثل الصرح البطريركي في بكركي، ومزارات عدد من القديسين، وهو ما يرى فيه مرشحون مناهضون لزعيتر وللحزب خطرا يتهدد الهوية "المسيحية أولا" لكسروان وجبيل، واضعين الكرة في ملعب الغالبية الناخبة من المسيحيين. يجري كل هذا، فيما الأمين العام لـ "حزب الله السيد حسن نصرالله يستعد لإلقاء كلمة يخصصها لمعركة كسروان- جبيل عصرا، وهي من المفترض أن تضفي على المواجهة المنتظرة مزيدا من الوضوح، في انتظار 6 أيار.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o