Dec 03, 2020 5:00 PM
تحليل سياسي

التشكيل حراك خفي غير مضمون النتائج وزيارة الحريري رهن نجاح الوساطة
مؤتمر الدعم : شكلوا واصلحوا واعلنوا نتائج تحقيقات انفجار المرفأ
عون: الاصلاح معركتي...جنبلاط: الحزب هو الاقوى ولعب ولاد بين الرئيسين

المركزية- خلاصة وحيدة يمكن استنتاجها من المؤتمر الدولي لدعم الشعب اللبناني، عنوانها "وفينا بالتزاماتنا تجاه وطنكم ولم تفوا بالتزاماتكم لانقاذه". كم هي ثقيلة هذه العبارة وكم تتضمن من "الذل والاهانة" للمسؤولين اللبنانيين والقيمين على شؤون البلاد الذين يعجزون او بحسب ما تظهر المعطيات، لا يريدون تشكيل حكومة المهمة التي ملت الدول الصديقة من تقديم النصيحة تلو الاخرى والتحذير بعد الاخر بوجوب تشكيلها في اقصى سرعة لفتح باب المساعدات للدولة ووضع حد لانهيارها الذي لا بد سينفجر بعد شهرين غضبا شعبيا مع انتهاء احتياطي مصرف لبنان للدعم. كل الذرائع والحجج التي تستخدم لعدم اصدار مراسيم التشكيل وقد نقل جزءا منها الرئيس ميشال عون في كلمته امام المؤتمرين امس باشارته الى وجوب مراعاة وحدة المعايير، لم تعد تقنع احدا، تماما كما رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي سأل اليوم عن الداعي الى التأخير ليوم واحد في تأليف الحكومة.

لا جديد: لا جديد عمليا حتى الساعة على الضفة الحكومية. غير ان الحديث يكثر عن اتصالات ووساطات تدور خلف الكواليس لانضاج الطبخة الوزارية او لخلق ارضية تفاهم بين فريق رئيس الجمهورية – التيار الوطني الحر من جهة، وفريق الرئيس المكلّف سعد الحريري، من جهة ثانية، تقود الاخير الى قصر بعبدا لتقديم تشكيلته الحكومية الاولية.

للاسراع في التشكيل: تدور هذه الحركة على وقع ضغوط دولية للاسراع في التأليف، ظهرت بوضوح امس في مؤتمر دعم الشعب اللبناني الذي نظمته فرنسا. فقد اوصى الداعمون في خلاصة المؤتمر، في بيان وزعته السفارة الفرنسية اليوم، بضرورة الإسراع في  تشكيل حكومة ذات مصداقية وفاعلة وقادرة على العمل من أجل المصلحة العامة للبلاد. على أساس خارطة الطريق، التي صادقت عليها جميع القوى السياسية اللبنانية، وتنفذ بشكل عاجل كل الإصلاحات والتدابير اللازمة لاستعادة ثقة اللبنانيين . كما اعرب قلقه جراء التأخير في التحقيق بجريمة انفجار المرفأ.

بري والتأخير: وفي السياق برز كلام لرئيس مجلس النواب نبيه بري امام وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا جيمس كلفرلي، أكد  فيه وجوب السعي لتشكيل حكومة إنقاذ تمنع انزلاق لبنان نحو انهيار أكبر. وسأل "طالما ان الهدف من الحكومة هو تطبيق الاصلاحات ومحاربة الفساد وتنفيذ القوانين التي صدرت منذ عشرات السنين سيما قانون الكهرباء وطالما هناك اتفاق على حكومة اختصاصيين وعدم انتماء اي شخص من أعضائها لأي طرف أو حزب، وإذا كان الوضع الاقتصادي على شفير التوسل حتى لا نقول أكثر فما الداعي الى التأخير ليوم واحد في تأليف الحكومة؟”.

بريطانيا قلقة: ودائما على خط الاستعجال الدولي للتشكيل، اعرب الوزير كلفرلي الذي جال على المسؤولين الللبنانيين عن "تضامن حكومته مع الشعب اللبناني في الظروف الصعبة التي يمر بها". كما أعرب عن "قلق بلاده حيال الصعوبات التي تعترض عملية تأليف الحكومة الجديدة والتي تعرقل اتخاذ القرارات المتعلقة بالإصلاح". ونوه بالحرفية التي يعمل بها الجيش اللبناني والتعاون القائم مع القيادة العسكرية البريطانية، مؤكدا استمرار المساعدات للجيش.
الاصلاح معركتي!: من جانبه، اعتبر رئيس الجمهورية ان مشاركة نحو 40 دولة ومؤسسة مالية دولية في مؤتمر "دعم الشعب اللبناني" الذي عقد امس افتراضيا في باريس، يؤكد مرة أخرى اهتمام المجتمع الدولي بلبنان وحرص الدول الأعضاء على مساعدته لمواجهة الظروف الصعبة التي يمر بها. وابلغ عون كليفرلي، الذي زار ايضا السراي وبيت الوسط وعين التينة، ان مشاركة بلاده في مؤتمر باريس مع دول أخرى، يشكل حافزا للدولة اللبنانية لتتحمل مسؤولياتها في تأمين مصداقيتها ورغبتها في اجراء الإصلاحات المطلوبة والضرورية لتحقيق النهوض الاقتصادي، وهو مطلب لبناني جامع أولا، ودولي ثانيا. واعرب عن امتنانه للمساعدات التي قدمتها بريطانيا للبنان في مختلف المجالات، العسكرية منها والإنسانية والاقتصادية واندفاعها بعد محنة الانفجار في مرفأ بيروت للتخفيف من الام المتضررين وتقديم الدعم المادي والمعنوي لهم، فضلا عن ارسال فريقي طوارئ طبية وفريقا من خبراء البحث والإنقاذ.  وجدد الرئيس عون دعوته لضرورة دعم المجتمع الدولي لعودة النازحين السوريين الى المناطق الامنة في سوريا، مشددا على وجوب تقديم المساعدات للسوريين في بلادهم وذلك لتشجيعهم على العودة. وأشار الرئيس عون الى ان المجتمع الدولي الذي يتابع مسيرة الإصلاح في لبنان عليه ان يطمئن "لان الإصلاح معركتي منذ 2005 وتكرر ذلك في 2009، وما التمسك بالتدقيق المالي الجنائي الا منطلق مهم واساسي لهذا الإصلاح".

التدقيق المالي: على هذا الصعيد، عُقد اجتماع بين وزير المال في حكومة تصريف الأعمال غازي وزني ومدير شركة Oliver Wyman المولجة بالتدقيق الحسابي والمالي Oliver Wuensh ومدير شركة KPMG  Martin Huiskets وتم خلال الاجتماع، البحث في تسهيل مهمة وآلية عمل الشركتين في تدقيق حسابات مصرف لبنان "استناداً إلى القرار الصادر عن مجلس النواب باعتبار أن التدقيق أصبح أولوية باعتراف الجميع" بحسب بيان الوزارة.

ولادة قريبة؟ وفي وقت يناقش المجلس المركزي لمصرف لبنان مصير الدعم في ضوء تراجع احتياطي المركزي، على وقع اخفاق السلطة السياسية التشريعية كما التنفيذية، في ايجاد واقتراح اي مخارج للازمة هذه، أكد نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي أننا على أبواب نفاد احتياط المصرف المركزي، قائلا "من هنا كانت هناك ضرورة لعقد اجتماع اللجان النيابية المشتركة أمس". ولفت الفرزلي في حديث إذاعي الى "ان الخطورة كانت في عدم عقد الاجتماع". وطالب الفرزلي حكومة تصريف الأعمال بتفعيل دورها في موضوع ترشيد الدعم لما له من أهمية. وأكد دور المجلس النيابي في الضغط على الحكومة، معتبرا أن "الكرة هي في الاساس في ملعبها".  وعن تشكيل الحكومة، جدد الفرزلي التبشير "بقرب ولادتها"، قائلا: "أعتقد أن الحكومة ستؤلف في أقرب وقت".

مزحة ثقيلة: في المقابل، قال رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط "سمعنا مزحة ثقيلة انه سيكون نصيبنا الخارجية او السياحة من أجل المركز في بلد مقسوم وشكرا لا أريد السياحة." واعتبر في حديث تلفزيوني ان "المنتصر الأكبر والعامل الأقوى هو حزب الله الذي ينتظر ويقوم بترتيباته العملانية على الارض." وأكدّ جنبلاط أنّ "لعب الاولاد في التحاصص بين ميشال عون وسعد الحريري مهزلة وأعتقد بالقليل الذي نسمع ان العرقلة بينهما."

الاعلى للدفاع: على صعيد آخر، اجتمع المجلس الاعلى للدفاع في قصر بعبدا برئاسة الرئيس عون للبحث في ضرورة تشديد الرقابة على اجراءات التعبئة العامة لمواجهة كورونا في فترة الاعياد، وضرورة تشديد الاجراءات الامنية لحفظ الامن خلال هذه الفترة ايضا.

تعويضات: من جهة ثانية، وقّع رئيس الجمهورية القانون الرقم ١٩٦ الرامي الى اعطاء تعويضات ومعاشات لذوي الضحايا في تفجير مرفأ بيروت وتمكين الذين اصيبوا منهم بإعاقة من الاستفادة من التقديمات الصحية للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي ومن القانون المتعلق بحقوق الاشخاص ذوي الاحتياجات الاضافية.

لا انخفاض: صحيا، اعلن وزير الصحة حمد حسن بعد اجتماع لجنة كورونا في السراي ان بعد اسبوعين من الإقفال لم نحقق تخفيضاً بعدد الإصابات إلا أننا نجحنا بتأجيل وقت الذروة إلى الفترة الثانية  ونسبة الوفيات لا زالت ثابتة رغم ازدياد أعداد الوفيات وذلك بسبب الأعداد المرتفعة للإصابات". وتابع: "المستشفيات الميدانية موجودة بأمان وسيتم تركيبها قريباً بالتعاون مع المستشفيات الخاصة في المناطق للإستفادة من الدعم اللوجستي المقدم من قبلهم".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o