Nov 30, 2020 11:25 AM
خاص

"الجامعة الثقافية" تعلن لبنان "رسمياً" بلداً مُحتلّاً... هذه خطوات بدء التحرير
بعيني: المطلوب تحرك على غرار الذي أخرج الجيش السوري

المركزية – في 21 تشرين الثاني الماضي، فيما كان لبنان يستعد للاحتفال بالذكرى الـ77 لاستقلاله، اختتمت الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم سلسلة المحاضرات التي عقدتها حول مئويّة لبنان الكبير، وأعلن في ختامها الرئيس العالمي للجامعة ستيفن ستانتن موقفاً تاريخياً، حيث اعتبر ان لبنان يقع "رسمياً" تحت الاحتلال الايراني من خلال سلاح حزب الله، ودعا إلى تشكيل تحالف إغترابي ولبناني لبدء معركة سلمية حضارية عبر تضامن اللبنانيين والضغط على دول القرار لإنهاء الاحتلال، وعودة لبنان الى استقلاله الناجز وإنقاذه من الانهيار ودعا الامم المتحدة العمل على تنفيذ كل القرارات الدولية المتعلقة بلبنان وترسيم حدوده البرية والبحرية مع اسرائيل وسوريا، وحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين المستمرة عبر العودة، وإعادة النازحين السوريين إلى مناطق سوريّة آمنة برعاية دولية. فما هي الخطوات العملية للوصول الى هذا الهدف؟

الرئيس السابق للجامعة الثقافية في العالم جوزيف بعيني قال لـ"المركزية": "المطلوب من الاغتراب اللبناني  ومن الجامعة الثقافية تحديداً، للوصول الى هدفها ان تقوم بتحرك على غرار الذي قامت به الجامعة عندما كنت رئيسها، بين عامي 2003 و2005 وأدّت الى إخراج الجيش السوري من لبنان. إذ على كل شخص يصل الى رئاسة الجامعة ان يضع هدفاً ويسعى لتحقيقه خلال مدة ولايته التي تمتد على سنتين".

وتحدث بعيني عن تجربته قائلاً: "وضعت نصب عيني هدفاً واضحاً آنذاك وقررت العمل على جلاء الجيش السوري من لبنان ونزع سلاح الميليشيات والمنظمات الارهابية، وعيّنت الدكتور وليد فارس أميناً عاماً فبذل جهداً كبيراً ووضع كل خبراته ووقته وفاوض باسم الجامعة في الولايات المتحدة للوصول الى الهدف المنشود. واخترت فريق عمل يتألف من اشخاص مؤهلين كفوئين ونزيهين يثقون بالمشروع الذي طرحته ومستعدين للتضحية بوقتهم من أجل خدمة لبنان واستعادة سيادته وبناء الوطن من جديد".

ولكن كيف توصلنا الى اخراج سوريا من لبنان؟ تطلب الامر جهداً كثيرا في سبيل إقناع الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن في الامم المتحدة، اي الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا وبريطانيا والصين، ومن ثم الدول العشر الانتقالية التي تتبدل كل سنتين، اي ما مجموعه 15 دولة للتصويت مع مشروعنا. وبما أنني اسكن في سيدني استراليا، سافرت أكثر من عشر مرات الى الامم المتحدة وزرت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وقمت مع فريق العمل بجولة على بعثات الامن في الامم المتحدة التابعة لروسيا والصين في نيويورك، واجتمعنا مع بعثات الامن التابعة كل الدول الانتقالية العشرة وبعدها شكلنا وفودا وذهبنا الى دول مجلس الامن الانتقالية وهي البرازيل المكسيك الارجنتين الجزائر وشددنا كي يصوّتوا معنا على قرار مجلس الامن الذي يقضي بالطلب من سوريا الخروج من لبنان". 

وتابع: "طلبنا من الولايات المتحدة وفرنسا بصفتهما عرابي الطائف الذي سمح لسوريا بالدخول الى لبنان، ان يكونا العرابين للقرار الجديد وان الوقت حان بعد 28 سنة، لخروج سوريا من لبنان. وكان القرار بأن تكون فرنسا هي القائدة لهذا المشروع وتساندها الولايات المتحدة وتدعمها بكل قدرتها. وبعد تعب نحو سنة ونصف حصلنا في 3 أيلول عام 2004 على 9 أصوات من اصل 15 وهو تصويت كاف، وخطينا الخطوة الاولى. ثم عاد رئيس مجلس الامن وطرح القرار نفسه في آخر تشرين للتصويت النهائي من اجل تنفيذه. فعدنا واجتمعنا مع الدول التي لم تصوت معنا في المرة الاولى، وبالنهاية في 30 تشرين الثاني عام 2004 طرح رئيس مجلس الامن القرار من جديد ونلنا 15 صوتاً من اصل 15 اخذنا القرار بالاجماع، والذي يسمح للامم المتحدة ودول مجلس الامن ان تطلب من سوريا الخروج من لبنان، وهذا ما حصل".

أضاف: "تحدثنا عن كل ذلك، كي نقول ان اذا أراد الرئيس الحالي للجامعة أن يبدأ بالتحرير، ولديه بعد سنة قبل ان تنتهي ولايته، عليه ان يقوم بنفس الخطوات التي قمنا بها كي يصل الى النتيجة المرجوة. النضال الذي قمنا به منذ 17 عاماً يتكرر اليوم. ولا شك ان اليوم الوضع اصعب أولاً بسبب كورونا، للانتقال من بلد الى آخر للقاءات في مجلس الامن، ولكن يمكن القيام باتصالات من خلال مكتب الجامعة في الامم المتحدة. وثانياً، ليست كل دول العالم على استعداد ان تقف وتواجه حزب الله حالياً، وثالثاً تغيير الرئاسة في الولايات المتحدة، فالرئيس دونالد ترامب كان مندفعا للهدف، إنما المنتخب جو بايدن لم يتبين حتى الساعة ما هو توجهه نحو حزب الله وايران، وعندما يستلم سنتواصل معه لنعرف توجهاته".

وقال بعيني: "كانت مطالبات بعد نهاية ولايتي للتجديد لسنتين جديدتين لكنني رفضت لأن ذلك مخالف لنظام الجامعة، واذا لم نحترم النظام، فما الذي نحافظ عليه؟ لأن نظام ومبادئ الجامعة هو ما يجمعنا في مؤسسة واحدة كمغتربين حول العالم. لذلك، وبغية مواصلة النضال، أسسنا المجلس العالمي لثورة الارز، وكنا نود المتابعة من خلال الجامعة، لكن اللجنة الجديدة اعترضت باعتبار انها لا تريد ان تتدخل بأمور سياسية، رغم أننا لا نتدخل بأمور سياسية حزبية ضيقة انما ننظر الى القضية على صعيد وطني جامع لكل اللبنانيين"، مشيراً إلى "اننا لم نوقف العمل بل تابعنا، والمجلس العالمي لثورة الارز قريب من الجامعة الثقافية، ونحن على استعداد للمساعدة وللتعاون في سبيل تحقيق اهداف الجامعة التي هي اهدافنا، اذا ما ارتأت الجامعة أنها بحاجة للاستفادة من خبراتنا ومؤهلاتنا. وينشط المجلس ايضاً في لبنان من خلال جهود رجينا قنطرة في بيروت التي تناضل منذ 12 عاماً من اجل السيادة والاستقلال. وبفضل العمل الذي قدمناه كفريق كامل والتضحيات والتعب، حيث لم ينم احد على القضية، شقينا الطريق وحققنا نتيجة، والمطلوب اليوم ان يكون هناك جهد كبير من الجامعة للوصول الى الهدف وتخليص لبنان، وإعطاء قوة للاغتراب اللبناني وامل للشعب الصامد في لبنان".

وختم: "نطلب من قيادة الجامعة الثقاقية ان تعتني بالقضية وان تقوم بتحرك على مستوى ذلك الذي جرى عام 2004 وأدى الى خروج الجيش السوري من لبنان. كاغتراب لبناني مستعدون للمساعدة، واملنا ان يزدهر البلد مجددا بإدارة سلطة مخلصة لبنانيا فقط". 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o