Nov 30, 2020 7:53 AM
صحف

استنفار إسرائيلي على الحدود والاشتباه بانتقام "حزب الله" لاغتيال زاده

مع تصعيد التهديدات الإيرانية بالانتقام من إسرائيل لاغتيال العالم النووي محسن فخري زاده في طهران، وفي خضم ‏حالة تأهب عسكري شامل على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية، كادت محاولة تسلل من لبنان إلى إسرائيل، ليل السبت - ‏الأحد، أن تشعل توتراً حربياً‎.‎
‎ ‎
واكتشفت قوات الرصد الإسرائيلية شخصين يحدثان ثغرة في السياج الحدودي ويتسللان نحو الجليل. فانقض عليهما ‏الجنود واعتقلوهما. ليتبين أنهما عاملان سودانيان حاولا دخول إسرائيل للبحث عن مصدر رزق. وأعلنت استخبارات ‏الجيش اللبناني، أمس، توقيف المتسللين، بعدما أعادتهما القوات الإسرائيلية إلى لبنان‎.‎
‎ ‎
وأطلق الجيش الإسرائيلي ليل السبت - الأحد أكثر من 15 قنبلة مضيئة فوق موقع العباد المشرف على حولا في جنوب ‏لبنان. ‏كما أطلق مسيّرات تصوير في أجواء المنطقة. وأعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي عن إلقاء القبض على ‏المشتبه بهما والتحقيق معهما في الميدان‎.‎
‎ ‎
وأفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" الرسمية اللبنانية، أمس، بأن دورية من مكتب استخبارات تبنين في الجيش، أوقفت ‏السودانيين بعد العثور عليهما في أحد الحقول في خراج بلدة ميس الجبل بقضاء مرجعيون‎.‎
‎ ‎
وتمت العملية وسط حالة استنفار إسرائيلية دامت 45 دقيقة كاملة، تم خلالها إلقاء قنابل ضوئية جعلت الليل نهاراً. ‏وطلب من سكان بلدة المطلة وغيرها من بلدات المنطقة التنبه لإمكانية سماع دوي إطلاق قنابل ضوئيّة، وحراك غير ‏عادي، مما أثار أجواء فزع من حرب‎.‎
‎ ‎
ودلت هذه الحادثة على عمق التوتر والتأهب، تحسباً لرد إيراني على اغتيال فخري زاده. وأكدت على أن إسرائيل، ‏رغم قناعتها بأنه لن يكون هناك رد إيراني حربي وأن الرد قد يأتي أو لا يأتي من الميليشيات الموالية لإيران في سوريا ‏أو لبنان، ولكن ليس في وقت سريع، إلا أنها تتخذ الاحتياطات أيضاً لرد بأكثر من مستوى وعلى أكثر من هدف‎.‎
‎ ‎
لذلك أعلن الجيش عن التأهب وأعلنت المخابرات عن استنفار في السفارات الإسرائيلية في الخارج وكذلك المؤسسات ‏اليهودية في دول العالم المختلفة، تحسباً لتنفيذ عمليات تفجير انتقامية‎.‎
‎ ‎
وقام رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال آفيف كوخافي، أمس، بجولة تفقدية لقوات جيشه العاملة في ‏فرقة الجولان على الحدود مع سوريا وأجرى تقييماً عاماً للوضع بمشاركة قائد المنطقة الشمالية وقائد الفرقة وقادة ‏آخرين. كما قام بجولة ميدانية وتحدث مع القادة والجنود عن جهوزية الجيش للسيناريوهات كافة على الحدود مع ‏سوريا ولبنان، مشدداً على أن "الوضع حالياً طبيعي، لكن ينبغي متابعة جميع التطورات والاحتمالات في المنطقة‎".‎
‎ ‎
وقال كوخافي لجنوده وضباطه: "جئت إلى هنا لأتابع عن كثب آخر مستجدات الوضع الأمني لا سيما فيما يتعلق ‏بالتموضع الإيراني في سوريا، وبهدف توجيه الشكر والتقدير لكل من ساهم واشترك في النشاط المركز والناجح في ‏كشف حقل العبوات الناسفة قبل عشرة أيام قرب الحدود، إضافة إلى الضربة التي وجهناها بعدها في سوريا ضد مواقع ‏إيرانية وسورية على حد سواء‎".‎
‎ ‎
وأضاف: "رسالتنا واضحة. نحن مستمرون في العمل بالقوة المطلوبة ضد التموضع الإيراني في سوريا كما أننا ‏مستمرون في الجهوزية الكاملة ضد كل محاولة عدوانية تستهدفنا‎".‎
‎ ‎
وكان مجلس الوزراء المصغر لشؤون الأمن والسياسية العليا في الحكومة الإسرائيلية، قد عقد جلسة له، مساء أمس، ‏أجري فيها تقييماً للأوضاع في المنطقة على إثر اغتيال فخري زاده. ومع أن هذه الأبحاث تمت بسرية بالغة، فإن ‏مصادر سياسية أكدت أنها تناولت قراءة السيناريوهات التي تتوقعها إسرائيل لرد إيراني. وأخذت بالاعتبار أقوى ‏الاحتمالات، وهي ألا يكون رد، وأضعف الاحتمالات أن يكون هناك هجوم إيراني حربي. وتم استعراضها في ‏اتصالات مع "الدول الحليفة والصديقة حول الموضوع‎".‎
‎ ‎
وقد جاء الحديث عن الاتصالات مع الدول الحليفة والصديقة في ظل ما نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أول ‏من أمس، نقلاً عن مصدر أمني إسرائيلي قال إن "العالم يجب أن يشكر إسرائيل على اغتيال فخري زاده". وأضافت أن ‏هذا المصدر كان يتابع العالم النووي الإيراني ويعتبره "أبو البرنامج النووي الإيراني". وقال للصحيفة إن زاده كان يعمل ‏منذ سنوات على حصول إيران على القنبلة النووية، الأمر الذي يشكل خطورة كبيرة للعالم، مشدداً على أن "إسرائيل ‏ستواصل العمل لمنع إيران من ذلك.

المصدر: الشرق الأوسط

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o