Nov 28, 2020 11:55 AM
خاص

المنطقة في مخاض قبل ولادة شرق اوسط جديد
حمدان: فلسطين في صلبها وحلّ الدولتين يتقدّم

المركزية- لم يمرّ على المنطقة تطورات استراتيجية متسارعة كالذي يحصل اليوم. فإسرائيل التي شكّلت لسنوات طويلة العدو الاوحد للعرب بدأت تتسلل الى العواصم العربية من خلال قطار التطبيع الذي انطلق من الامارات ومرّ بالبحرين ثم السودان وسيُستكمل بحسب التوقّعات ليحطّ في دول اخرى بدفع من إدارة الرئيس دونالد ترامب.  

ولعل اللافت بخطوة التطبيع التي بدأت من دول مجلس التعاون الخليجي، ابعادها الاستراتيجية والامنية والاقتصادية. فهي اتت في وقت تصاعد المواجهة الاميركية والخليجية مع ايران وتهديد امن المنطقة عبر الاستفزازات التي تحصل بين الحين والاخر ضد ناقلات النفط في المضائق والممرات البحرية. فكان لا بد من مواجهة التهديد الايراني بحزام من التطبيع يطوّق الجمهورية الاسلامية ويُعيدها الى داخل حدودها بعدما إنفلش مشروعها في المنطقة.  

اما البُعد الاقتصادي لخطوة التطبيع، فربط اسرائيل اقتصادها باقتصاد المنطقة من خلال بوّابة الخليج وقيام تحالف اسرائيلي عربي، بالاضافة الى الشقّ الامني- والذي هو الاساس في التطبيع، بحيث يُمكّن اسرائيل من الوصول الى حدود ايران بالامن والاقتصاد. 

وتسارع قطار التطبيع بعدما شعرت عواصم اقليمية بصعوبة عودة ترامب الى البيت الابيض في ولاية ثانية، فكان لا بد من مواجهة التحديات في المنطقة، خصوصاً الايرانية تحسباً لما ستكون عليه سياسة الرئيس جو بايدن بعدما بادرت الادارة الديموقراطية في عهد الرئيس باراك اوباما الى التوقيع على الاتفاق النووي، وخشية من صفقة بينهما في المرحلة المقبلة. 

انطلاقاً من هذه التطورات المتسارعة، باتت المنطقة مفتوحة على شتّى الاحتمالات، حتى العسكرية منها، وتحريك طائرة B-52 ذات المواصفات العسكرية "الضخمة" الى المنطقة من دون تحديد موقع تمركزها ليس سوى مؤشر الى فشل الحلول السياسية لمصلحة العمل العسكري.   

وعلى رغم هذه المستجدات، تبقى القضية المركزية في المنطقة فلسطين، اذ تكشف المعلومات ان عدداً من الدول الخليجية التي لم تدخل بعد نادي التطبيع، تشترط اعلان التزام اسرائيل بحل الدولتين وفق القرار الدولي. 

وكانت لافته في الاطار، الخطوة الفلسطينية التي اقدم عليها الرئيس محمود عباس بعد خسارة ترامب المعركة الرئاسية، باعلانه اعادة العلاقة مع الجانب الاسرائيلي كمقدّمة لاستئناف الاجتماعات لحسم الصراع القائم. 

واعتبر السفير السابق هشام حمدان لـ"المركزية" "ان المنطقة اليوم في مرحلة المخاض قبل ولادة مشروع الشرق الاوسط الجديد، والقضية الفلسطينية ستكون في صلب هذه الولادة".  

وقال "يبدو ان الوقت حان لحلّ الدولتين، وهو الاتّفاق الذي يحظى بإجماع عربي ودولي، والادارة الاميركية الجديدة هي من تبنّت بالاساس هذا الحلّ"، موضحاً "ان حدود الدولتين ستكون وفق اتّفاق اوسلو، والقدس اما تكون عاصمة مشتركة للبلدين، او ان تكون القدس الشرقية مدينة مفتوحة ورام الله عاصمة لفلسطين والقدس الغربية عاصمة لاسرائيل".  

وذكّر "بان في العام 2012 اتّخذت الامم المتحدة قراراً بجعل فلسطين دولة مراقبة في الامم المتحدة، ولولا "قبّة الباط" الاميركية لما مرّ هذا القرار".     

ورداً على سؤال، لفت حمدان الى "ان بيكار التطبيع سيتوسّع عندما تُعلن دولة فلسطين، والاسرائيليون كما يبدو يتّجهون الى الحلّ، لانهم يريدون انهاء العبء الانساني للقضية الفلسطينية عن كاهلهم، كما انهم يدركون ان لا سلام في الشرق الاوسط قبل اعطاء الفلسطيني حقوقه". 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o