Nov 24, 2020 1:10 PM
خاص

إن أصرّ الحريري على اختيار الوزراء..العقدة المسيحية رأس جبل الجليد!
هل يوافق الثنائي الشيعي على إعطاء الرئيس المكلّف هذا الامتياز؟

المركزية- في انتظار زيارة يفترض ان يقوم بها الرئيس المكلف سعد الحريري الى قصر بعبدا في الايام القليلة المقبلة، الا اذا عدل عنها، وفي انتظار تبيان ما اذا كان اللقاء هذه المرة سيتمكن من تحقيق اي خرق في جدار الازمة الحكومية السميك، وما اذا كان الحريري سيحمل خلاله الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اي مسودّة وزارية، ترجّح مصادر سياسية مراقبة عبر "المركزية"،  الا يفرز الاجتماع العتيد اي ايجابيات وان يلتحق، سواء قدّم الحريري تشكيلة ام لا، بركب اسلافه من الاجتماعات العقيمة المستمرة منذ شهر ونيف، بعد ان تم تكليف الحريري في  تشرين الاول الماضي.

غير ان المصادر تبدي خشيتها من ان تكون العوائق – المحليّة الصنف - التي تحول دون التشكيل حتى الساعة، غير محصورة بالخلاف الحاصل بين بعبدا وبيت الوسط، على تسمية واختيار الوزراء المسيحيين في الحكومة العتيدة. ففيما يحاول كثيرون الايحاء بأن هذا التباين يقف خلف العجز عن التأليف، تقول المصادر ان هذه العقدة هي في الواقع، الرأس الظاهر من جبل الجليد، غير انها ليست يتيمة بتاتا.

الثنائي الشيعي مرتاح الى كونه لم يعد في الواجهة، وان تهمة التعطيل أبعدت عنه اليوم. لكن المصادر تسأل، هل فعلا سيوافق حزب الله وحركة امل على ان يختار الرئيس الحريري الوزراء الشيعة نيابة عنهما؟ الرجل- الذي لم ينكر قيامه بتسمية الوزراء المسيحيين مع تركه اسمين يختارهما رئيس الجمهورية بالتفاهم معه – تقول اوساطه ان هذا المعيار سيسري على القوى السياسية كلّها، وان الرئيس المكلّف لن يقبل الا ان يختار الوزراء كلّهم، بالتنسيق مع الاطراف جميعا، لكن الكلمة الفصل في هذا الشأن ستبقى له، نافية ان يكون الحريري وافق، او في صدد الموافقة، على وزراء سيختارهم الثنائي الشيعي او الدروز او اي جهات أخرى.

وهنا بيت القصيد، تضيف المصادر. فمكمن الداء الاساس، منذ انطلاق المبادرة الفرنسية، كان في رفض الاطراف الذين يسمون الرئيس المكلّف، تجاوزهم في عملية تأليف الحكومة عموما وفي عملية اختيار الوزراء وتسميتهم، خصوصا. فما الذي تغيّر اليوم؟ وهل فعلا سيقدّمون للحريري ما رفضوا تقديمه سابقا لمصطفى اديب؟

المصادر تؤكد ان الجواب معروف، وهو سلبي طبعا. وبالتالي، ثمة امر مثير للاستفهام والتعجب في ما تقوله اوساط بيت الوسط. فاذا كان الحريري لم يتفق بعد على كيفية تسمية الوزراء الشيعة والدروز والارمن، مع هذه القوى، فإن هذا الامر سيكون قريبا "مشروع مشكل" اذا تجاوز العقدة المسيحية، اما اذا تفاهم مع هذه الاطراف على ان يختاروا وزراءهم (لأن اي تفاهم بين الجانبين لا يمكن ان يكون حصل إلا وفق هذا الشرط)، فإن الحريري لا يمكن الا ان يعتمده مع المسيحيين ايضا.

حقيقة خيارات الحريري لن تظهر الا من خلال اطلاقه موقفا واضحا في هذا الخصوص، او من خلال تقديمه مسودة حكومية الى الرئيس عون. وعندها فقط، سيتبين الخيط الابيض من الخيط الاسود، علما ان في حال، تبيّن انه اختار بنفسه كلّ وزرائه، فإن هذه الحكومة ستولد ميتة حكما، تختم المصادر.

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o