Nov 19, 2020 3:04 PM
خاص

ثلاث نقاط تقلق الكاظمي... فهل يتمكن من حلّها؟

المركزية – يحاول رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي جاهداً، منذ تسلّمه الحكم إقامة علاقات جيدة مع دول الجوار دون أن يسمح لها بالمقابل التدخل في شؤون العراق. ومن هذا المنطلق تؤكد مصادر مطلعة على الملف العراقي ان هناك ثلاث نقاط تثير قلق الكاظمي. 

الاولى، بحسب المصادر، هي العلاقات مع الدول العربية حيث يقوم الكاظمي بمحاولات لمنع ايران من عزل العراق عن عمقه العربي. وكان الكاظمي قد زار السعودية قبل أشهر، واجرى محادثات والتقى الملك سلمان وولي العهد وكبار المسؤولين وتم الاتفاق على تطوير العلاقات السعودية العراقية بشكل خاص والعراقية الخليجية بشكل عام. وشددت المصادر على ان الكاظمي يحاول ان يوازن في العلاقات مع ايران التي لا يستطيع قطع علاقاته معها، لكنه في الوقت عينه لا يريد ان تكون علاقات العراق محصورة بايران فقط لذلك، فهو يحاول تطوير العلاقات مع دول الخليج. وتتويجاً لذلك، تم فتح معبر عرعر المغلق منذ 27 عاماً امس بناء لمحادثات كان اجراها الكاظمي في السعودية".  

أما النقطة الثانية، وفق المصادر، فهي العلاقة مع الولايات المتحدة، فالكاظمي متهم بأنه اميركي الميول لكنه يقوم بتوازن ويدعمه في هذا التوجه السيد علي السيستاني المرجع الشيعي الاعلى المقيم في النجف، لأنه يعلم ان العلاقة لا يجوز ان تكون مع ايران فقط، مع ما يعني ذلك من انهاء لدور العراق الاقتصادي في المنطقة وكدولة حرة سيدة مستقلة. كما يتلاقى الكاظمي مع السيستاني وغيره من المرجعيات على هذا النهج، رغم معارضة القوى الاساسية للأمر كالحشد الشعبي والميليشيات الموالية لايران التي ترفض اي علاقة تتجاوز العلاقة العراقية مع ايران. 

وتضيف المصادر: "لهذا السبب يضغط الايرانيون على العراق، معربين عن عدم رضاهم لإقامة علاقات مع اميركا او الدول العربية، من خلال ضرب صواريخ على السفارة الاميركية في المنطقة الخضراء في بغداد وهي المنطقة التي تتواجد فيها السفارات والقصر الجمهوري ومجلسا الوزراء والنواب ومعظم الوزارات الاساسية. الا ان الولايات المتحدة تصر على البقاء في العراق وتخفيف عدد جنودها فقط وليس الانسحاب الكلي، فقد سحبت اميركا 500 جندي وابقت على 250 في بغداد كحرس على سفارتها، ولكن للولايات المتحدة قواعد عسكرية سواء في المناطق الكردية او الموصل وهذه لا يمكن سحبها رغم الضغط الايراني لأنها الوحيدة التي تتصدى لتنظيم القاعدة الذي يعاود نشاطه على الحدود مع العراق وبعض المناطق العراقية. فالايرانيون لا يتصدون للقاعدة بل بالعكس ينسقون معها في اماكن مختلفة واكبر دليل ان اكبر زعيم للقاعدة عبدالله احمد عبدالله أُعلِن عن اغتياله في قلب طهران، ما يؤكد على التعاون بينهما، فهؤلاء لدى هروبهم من افغانستان يلجأون الى ايران لأنها دولة حدودية. هو وابنته التي كانت متزوجة من حمزة ابن اسامة بن لادن، الذي قتل في افغانستان ويقال ان زوجته ايضا قتلت معه في عملية الاغتيال التي تعرضا لها من قبل وكالة الاستخبارات الاميركية والموساد في طهران رغم نفي ايران للخبر. ايران لا يناسبها ان يقال انها تستقبل قيادات من القاعدة لأنها تجبرها على القيام بعمليات معينة ضد الولايات المتحدة وتدفعها للقيام بعمليات لا يمكنها هي ان تقوم بها. هناك تنسيق كبير بين القاعدة وايران". 

وختمت المصادر: "النقطة الثالثة التي تقلق الكاظمي هي الفساد المستشري بشكل كبير في العراق خاصة خلال السنوات السبع عشرة الاخيرة، منذ ان اطيح صدام حسين ووضعت ايران يدها على مقدرات العراق وعاثت فسادا ومن بينهم نوري المالكي وسواه،  حتى ان الكاظمي يحاول الحصول على قروض من البنك الدولي ليتمكن من دفع الرواتب ويلوح بانه يريد ان يستأصل الفساد ويسترجع بعض الاموال بمساعدة اميركا. لكن الفاسدين، لا يعجبهم الكلام عن استئصال الفساد واسترجاع الاموال المنهوبة وعلى رأسهم المالكي وغيره من جماعة الحشد الشعبي وحزب الله العراقي والتي تجني ملايين الدولارات من التهريب عبر الحدود العراقية الايرانية. فهل ينجح الكاظمي في مهمته ويتمكن من استئصال الفساد والمحافظة على التوازن مع دول الجوار من جهة والولايات المتحدة من جهة اخرى؟" 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o