جولات وخطابات انتخابية تملأ الوقت الفاصل عن استحقاق أيار
الحريري في البقاع: نهجنا الاعتدال..وترقّب لمواقف باسيل من الجنوب
لبنان الى بروكسل.. ماكرون عند ترامب و"النووي" ثالثهما..وروحاني يتوعد

المركزية- ليس غريبا ان تكون الانتخابات النيابية الشغل الشاغل "شبه الوحيد" للبنانيين، دولة وأحزابا وشعبا. فالاستحقاق المؤجل 9 أعوام، بات "خلف الباب" ولا يفصل عنه أكثر من أسبوعين اثنين، ستملأهما، بطبيعة الحال، جولات وزيارات ومواقف لكلّ الطامحين الى الوصول الى "جنّة" ساحة النجمة في 7 ايار المقبل. الا ان مؤتمر بروكسل لدعم الدول المضيفة للنازحين السوريين المقرر في 25 الجاري، قد يخرق المشهد الانتخابي هذا، اذ يعوَّل عليه محلّيا لكسب دعم دولي اضافي "فعلي" لا "نظري"، للبنان الرازح تحت أعباء النزوح الكبيرة.

نهجنا الاعتدال: وقبل أن يغادر على رأس وفد وزاري الى العاصمة البلجيكية، واصل رئيس الحكومة سعد الحريري حراكه الانتخابي. فحطّ اليوم في البقاع حيث تنقّل بين بلداته، داعيا المناصرين الى التصويت بكثافة للوائح تيار المستقبل. وقال "الاعتدال والوسطية نهجنا، في وقت يحاول البعض أن يأخذنا إلى مكان آخر، إلى التعصب والتطرف والخطاب الذي لا يأخذ الأمة إلا إلى مكان لا نرضى به"، مؤكدا "أننا مستمرون في مسيرة رفيق الحريري الذي ناضل واستشهد من أجل هذا البلد، وفي السادس من أيار سنظهر للجميع من هو تيار المستقبل".

باسيل في صور: وفي حين تستمر جولة الحريري بقاعا الى الغد حيث يزور عرسال، يفترض ان يحط رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل، الأحد أيضا، في الجنوب مجددا وتحديدا في دائرة الجنوب 2 (صور – مرجعيون) وسط ترقب للمواقف التي سيدلي بها خلال زيارته الدائرة التي يترشّح عنها الرئيس نبيه بري في حين ينظّم "حزب الله" مهرجانا انتخابيا في صور، عصر اليوم يتحدث فيه أمينه العام السيّد حسن نصر الله.

اتصالات لرأب الصدع: ودائما على الصعيد السياسي – الانتخابي، تتجه الانظار الى مصير العلاقة بين تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي. ففيما الفتور يسود الاجواء بين الرئيس الحريري والنائب وليد جنبلاط، وسببه -الى ما آل اليه الاتفاق الانتخابي في البقاع الغربي الذي اتى على حساب مرشّح "الاشتراكي" انطوان سعد- خشيةُ "المختارة" من محاولات "مستقبلية" لعزلها لصالح التحالف بين الازرق والبرتقالي، تقول مصادر مطّلعة لـ"المركزية" إن ثمة اتصالات تدور بعيدا من الاضواء، لطمأنة كليمنصو وتبديد هواجسها، بما يعيد العلاقة بينها وبين بيت الوسط الى وضعها السليم، وذلك قبل الاستحقاق الذي يخوضه الطرفان بلائحة واحدة في الشوف، خصوصا بعد المواقف "الايجابية" التي صدرت من الرئيس الحريري باتجاه وليد وتيمور جنبلاط من اقليم الخروب، منذ ايام.

لقاءات فوتيل: على صعيد آخر، وغداة مشاوراته في بعبدا وبيت الوسط واليرزة، حيث أكد استمرار دعم بلاده للاجهزة العسكرية والامنية اللبنانية، واصل قائد القيادة الوسطى في الجيش الأميركي الجنرال جوزف فوتيل زيارته الرسمية الى لبنان. وفي السياق، حطّ اليوم في صيدا التي وصلها على متن طوافة عسكرية، يرافقه وفد من السفارة الاميركية وممثلون عن قيادة الجيش، وتوجّه الى ثكنة محمد زغيب العسكرية حيث عقد اجتماعا مع قيادة منطقة الجنوب العسكرية شارك فيه كبار الضباط.

القانون الاميركي: واذا كانت الاوضاع الحدودية حضرت بلا شك في مباحثاته حيث يحرص الاميركيون على الاستقرار وحصر مهام حماية هذه البقعة باليونيفيل والشرعية اللبنانية، ويرفضون اي وجود لحزب الله فيها، فإن مشروع القانون الاميركي الجديد لنزع سلاح "الحزب" والذي كانت "المركزية" السباقة في نشره أمس، بقي في الواجهة. وفي السياق، أشار عضو كتلة التنمية والتحرير النائب ياسين جابر عبر "المركزية" الى أن "هناك العديد من مشاريع القوانين ضد الحزب قابعة في أدراج الكونغرس، وبالتالي لا يجب إعطاء هذا المشروع أكثر من حجمه وتضخيم الامور، لمجرد أن عضوين في الكونغرس تقدما به"، لافتا الى أن "آخر مشروع قانون صدر وتوجه وفد لبناني الى واشنطن لاحتواء نتائجه، لم يقر حتى اليوم بسبب الخلاف بين مجلسي النواب والشيوخ على الصيغة"، مضيفا أن "من أصل 10000 اقتراح قانون يرسل الى الكونغرس كل عام، 200 منها يتحول الى قانون"، معتبرا أن "المشروع أكد المؤكد من خلال تضمينه القرارات الدولية، ولم يأت بجديد".

لبنان الى بروكسل: من جهة ثانية، وبعد مؤتمري روما 2 وسادر 1، يستعدّ لبنان الرسمي للمشاركة في مؤتمر بروكسيل هذا الاسبوع، وعينه على مساعدات سخيّة من الدول المانحة، تساعده على الصمود أمام تحدي النزوح السوري الى اراضيه. واذا كانت الجهات الدولية والاممية تؤكد ان المساعدات المنتظرة لن تكون مشروطة ولا مربوطة بتوطين لبنان للنازحين، فإن مؤشرات عدة تجمّعت في الساعات الماضية خلقت مناخات "ضبابية" ازاء ما يمكن ان يحصده لبنان في المؤتمر، منها التوتر الذي سُجل بين وزارة الخارجية ومفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين، على خلفية بيانها الصادر في اعقاب عودة مئات النازحين من شبعا الى بيت جن، والتقرير الذي وزّعته منظمة "هيومن رايتس وتش" أمس واتهمت فيه "13 بلدية في لبنان باجلاء 3664 لاجئا سوريا قسرا من منازلهم وطردتهم من البلديات، على ما يبدو بسبب جنسيتهم ودينهم، بينما لا يزال 42 ألف لاجئ آخرين يواجهون خطر الاجلاء". غير ان مصادر مراقبة قللت من تأثير هذه المخاوف، وقالت ان المجتمع الدولي يقدّر دور لبنان في احتضان النازحين وتمسّكه بمبدأ "العودة الطوعية والآمنة".

جنبلاط يسأل: وكان النائب وليد جنبلاط سأل عبر "تويتر" اليوم "هل ان اجبار النازحين السوريين في لبنان بالعودة الى معسكر الاعتقال والفرز والموت في سوريا دون حد ادنى من ضمانة سلامتهم، هو عمل فردي لبعض البلديات ام نهج عام لاوساط التحالف السلطوي يسمح للغرائز بالاستفراد بالتصرف بدل القانون"؟

روحاني يهدد: اقليميا، وعشية قول الرئيس الاميركي دونالد ترامب كلمته من الاتفاق النووي الايراني في 12 ايار المقبل، فإما يعطيه فرصة أخيرة او ينسحب منه، هدد الرئيس الإيراني حسن روحاني اليوم بردود فعل "متوقعة وغير متوقعة" في حال انسحبت أميركا من الاتفاق. وقال بحسب ما نقل عنه التلفزيون الإيراني "إن منظمة الطاقة الذرية الإيرانية مستعدة بردود فعل "متوقعة وغير متوقعة" إذا انسحبت واشنطن. وأضاف "منظمة الطاقة الذرية لدينا مستعدة تماماً... بتصرفات يتوقعونها وأخرى لا يتوقعونها".

ماكرون.. فميركل: واذا كانت الاجواء الاميركية توحي بأن ترامب سيخرج من الاتفاق، وقد أكد السيناتور الجمهوري ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، بوب كوركر، سابقاً أن الرئيس الاميركي "سيترك الاتفاق النووي الشهر المقبل إذا لم تحدث تغيرات كبيرة"، فإن عواصم القرار الاوروبي تتهيأ لسلسلة تحركات لثني ترامب عن هذا التوجه. وفي هذه الخانة، تصب الزيارة التي يقوم بها  الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الى واشنطن الثلثاء المقبل حيث سيستقبله ترامب. بدورها، تتوجه المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل الى الولايات المتحدة في 27 نيسان الجاري. وسيحاول الزعيمان اقناع ترامب بالبقاء في الاتفاق النووي على ان يتم تعديله وتطويره.

في دوما: سوريًّا، أشارت الخارجية الروسية الى ان فريق منظمة حظر الاسلحة الكيميائية دخل الى دوما صباحا. في الموازاة، بدأ مسلحون معارضون بالخروج من بلدات تقع شمال شرقي دمشق الى جرابلس، بحسب ما اعلنت "سانا" في اطار اتفاق بين الحكومة وفصائل معارضة محلية، ينص على ان يسلم المسلحون الاسلحة الثقيلة والمتوسطة ومستودعات الذخيرة قبل الخروج.

بوتين في واشنطن؟: وغداة اعلان وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف أن ترامب دعا خلال اتصال هاتفي نظيره الروسي فلاديمير بوتين إلى زيارة واشنطن وأن الاخير مستعد لتلبيتها، توقعت مصادر دبلوماسية عبر "المركزية" أن يزور الرئيس الروسي البيت الابيض قبل منتصف ايار المقبل على ان يعرض مع مضيفه للملف السوري والازمة اليمنية ومصير الاتفاق النووي.