Nov 16, 2020 4:30 PM
تحليل سياسي

لبنان في اجتماعات باريس...ووزير المال: "النهاية"
وهبه لشيا: نريد مستندات العقوبات في اطار الاصلاحات
موفد رئاسي يعزي بالمعلم.. و"ريمديسيفير" في المستشفيات

المركزية- انعدم الحل في لبنان. لا اتصالات ولا اجتماعات ولا ما يوحي بتنازل فريق لآخر كمعبر الزامي لاخراج حكومة الانقاذ من عنق الزجاجة المُراد على ما يبدو ابقاءها فيها الى ما بعد انقضاء العام بإرادة القيّمين على الشأن العام والممسكين بزمام السلطة. وجهة الرصد انتقلت والحال هذه، الى العاصمة الفرنسية علّ الاجتماعات الفرنسية- الفرنسية والفرنسية- الاميركية التي تعقد فيها تفضي الى بصيص أمل يضع حدا لمسلسل التعنت والتمترس خلف الشروط والمطالب المصطنعة الذي يجيد سياسيو لبنان توزيع الادوار في ما بينهم لانتاجه.

انتظار باريس: وسط غياب شبه تام للحركة السياسية في الداخل لا سيما على الخط الحكومي، اتجهت الانظار المحلية الى  باريس، حيث يحضر الملف اللبناني، في اجتماعين متتاليين. الاول، يجمع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى موفده باتريك دوريل الذي زار بيروت الاسبوع الماضي، لوضعه في اجواء اتصالاته مع القيادات اللبنانية. والثاني، يجمع سيد الاليزيه الى وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو.  وافادت المعلومات الاولية ان خلافا للعادة اجتمع لودريان في الحادية عشرة صباحا مع بومبيو في الاليزيه لا في مقر وزارة الخارجية الفرنسية ثم انضم اليهما الرئيس ماكرون قرابة الـثانية عشرة ظهرا.وبحسب ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ"المركزية" فان هذه المحادثات من الصعب ان تحقق خرقا في الانسداد اللبناني في ظل تصلب كل القوى السياسية وتمسّكها بشروطها، الا ان البعض لا يزال يعوّل على جديد ما قد تنتجه هذه المشاورات ، وفي ضوئها قد يتحرك الوضع الحكومي من جديد فيزور الرئيس المكلف سعد الحريري قصر بعبدا في اليومين المقبلين.

المنلا: في الغضون، أعلن مستشار الرئيس المكلف سعد الحريري، نديم المنلا، أن المستشار في قصر الإليزيه باتريك دوريل وضع النقاط على الحروف خلال زيارته للبنان وذكّر كل الاطراف بتعهداتهم كما دخل في بعض التفاصيل.وأوضح أن المبادرة الفرنسية هي لاستعادة الثقة ونقل لبنان من مرحلة الى اخرى والمبادرة تُرجمت الى خطوات على الصعيدين الاقتصادي والسياسي. وقال: "لا شك ان المبادرة الفرنسية مرّت بانتكاسات وفشل المبادرة يعني فشل استعادة الثقة وفشل وجود العملات الصعبة في لبنان، والحريري يعتبر المبادرة الفرنسية هي خشبة الخلاص الوحيدة كون فرنسا هي فقط من بإمكانها ان تكفل لبنان".ولفت في حديث ل"ال.بي.سي"الى أن "الكباش الاساسي الحاصل اليوم هو اعتياد القوى السياسية على الهرطقة بالدستور والحريري اكد انه لن يشارك بها". ورأى المنلا أن بعد تأليف الحكومة نحن بحاجة الى توافق داخلي على خطة الانقاذ والارقام وبالتالي الاجتماع مع صندوق النقد الدولي.

نهاية لبنان: من جهته، أعلن وزير المال في حكومة تصريف الأعمال غازي وزني ان في حال استمرّت الطبقة السياسية في البلاد في تأجيل الإصلاحات الأساسية لإطلاق المساعدات الخارجية، فإن ذلك قد يعني "نهاية" لبنان. وقال لصحيفة "ذا ناشونال": إن اتباع سياسة البطء هذه تعني الموت للشعب اللبناني. ستكون حتما ًالنهاية. وأكّد إنه يؤيّد مبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "الذي تعهد بتقديم دعم مالي دولي للبنان مقابل إصلاحات تكافح الفساد. ولكن يبقى على السياسيين تنفيذها بالكامل". أضاف: إن الرئيس ماكرون قال "سنمنحكم بعض الأكسجين، وسنساعدكم على الخروج من الأزمة"، وإلا فإن الوضع الاقتصادي والاجتماعي سيزداد سوءًا. سيكون الوقع الأكبر على أمن البلاد واستقرارها ومستقبلها.

نريد مستندات: وسط هذه الاجواء، وفي وقت من المتوقع ان يُعلم بومبيو ماكرون باستمرار بلاده في سياساتها المتشددة تجاه القيادات السياسية اللبنانية "الفاسدة" و"المقربة من حزب الله"، استقبل وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال شربل وهبي، سفيرة الولايات المتحدة الاميركية دوروثي شيا وتم البحث في العلاقات الثنائية. وفي خلال اللقاء، تم استعراض ما اتخذته الادارة الاميركية من اجراءات في حق بعض اللبنانيين ومن بينهم نواب ووزراء سابقون ورئيس كتلة نيابية وازنة. وتمنى وهبه ان تتمكن السلطات اللبنانية والقضائية من التوصل الى اي معلومات او مستندات ارتكزت اليها الادارة الاميركية في اتخاذها لتلك الاجراءات، وذلك في اطار الاصلاحات التى وعدت بها وتعزيزا للشفافية في العمل العام.  كما  اكدت شيا دعم بلادها للبنان في مجالات عدة، إضافة الى مسألة  المفاوضات على ترسيم الحدود البحرية  وموضوع عودة النازحين الى بلادهم ومرحلة الانتقال من الادارة الحالية الى الادارة الجديدة في الولايات المتحدة .  واستعرض الجانبان الازمات الاقليمية لا سيما ما يحصل في ناغورني كاراباخ وفي الصحراء الغربية مؤخراً.

اوساط "الخارجية" افادت "المركزية" ان الاجتماع استمر 50 دقيقة، خرجت على اثره شيا مرتاحة كما الوزير لنتائج المحادثات. واكدت  الاوساط وجود تجاوب تام في ما خص مختلف ملفات البحث.

الى دمشق مجددا: من جهة ثانية، برز تطور جديد يدل الى اصرار لبناني رسمي على ابقاء خطوط التواصل شغالة مع النظام السوري. فقد غادر وزير الشؤون الاجتماعية والسياحة رمزي المشرفية إلى سورية، مكلفاً من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لتمثيله في مراسم تشييع نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية السوري وليد المعلّم. وكان الرئيس عون أبرق الى الرئيس السوري بشار الأسد معزياً بوفاة المعلم، منوهاً بالدور الذي لعبه في مسيرته داخل سوريا وخارجها، متمنياً عودة السلام الى سوريا "لينعم الشعب السوري الشقيق مجدداً بالازدهار الذي يستحقه". كما ابرق رئيس مجلس النواب نبيه بري  الى الأسد معزياً .

الاقفال التام: صحيا، قرار الاقفال التام لمحاربة تفشي وباء كورونا مستمر على الارض، مع تسجيل بعض الخروقات الا ان الالتزام لا تزال نسبته جيدة. وبلغ مجموع محاضر مخالفات قرار التعبئة العامة المنظمة اعتباراً من فجر السبت ولغاية الساعة 14:00 من تاريخ اليوم، 7430 محضرا. وليس بعيدا، أوضح وزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال حمد حسن من السراي الحكومي بعد سلسلة اجتماعات تناولت الشأن الصحي ان "الاقفال كأس مُرّ لا بدّ منه ونأمل تخفيف عدد الإصابات والتشخيص المبكر وتخفيف الحاجة من الدخول إلى المستشفيات لرفع جهوزيتها"، معتبرًا ان نتائج الاقفال لن تظهر قبل الاربعاء. وقال "ناقشنا مستحقات المستشفيات واعلنّا جهوزيتنا تحويل مستحقات 2020 الى وزارة المالية. وأعلن ان شحنة دواء الـ "ريمديسيفير" وصلت مساء أمس، مؤكدًا انها ستوزع الى المستشفيات وكمية منها ستبقى لدى الوكيل كي لا يتم خلق سوق سوداء.

الدولار الطالبي: في الاثناء، تحرك ملف الدولار الطالبي بقوة اليوم. في السياق، وبانتظار صدور المراسيم التطبيقية للقانون رقم 193 تاريخ 16 تشرين الاول 2020، ذكّر مصرف لبنان بالزامية تطبيق القرار الاساسي رقم 13257 تاريخ 19/8/2020 (التحاويل للطلاب اللبنانيين في الخارج)، مشددا على جميع المصارف بوجوب التقيد الفوري بأحكامه. من جانبه، استقبل الرئيس عون النائب سليم عون الذي اوضح أنه اثار مع رئيس الجمهورية "موضوع الدولار الطالبي ومعاناة أهالي الطلاب من عدم تطبيق القانون، لا سيما وان الطلاب في الخارج يحتاجون الى مبالغ قليلة لتمكينهم من متابعة دراستهم، والقانون الذي أقره مجلس النواب يعطي جزءا من الحقوق، علما ان المصارف كانت على اطلاع على مضمون القانون الذي يستفيد منه الطلاب القدامى. ولكن مع الأسف هناك تلكؤ في التنفيذ وتذرع بموقف الحكومة حينا وبضرورة وجود آلية أحيانا، علما ان الآلية موجودة في القانون الذي لا تتجاوز كلفته 8 ملايين دولار شهريا، في مقابل أموال تدفع لدعم يذهب الى أماكن أخرى فيها هدر وسوء استعمال". وأشار الى ان "دعم الطلاب اللبنانيين في الخارج من خلال الدولار الطالبي، هو استثمار للمستقبل، لأن هؤلاء الطلاب سيعودون الى بلدهم بعد التخرج للعمل فيه وتعزيز الخبرات العلمية لتطوير المجالات التي تخصص بها هؤلاء الطلاب"، مؤكدا "ان الرئيس عون دعم إقرار الدولار الطالبي وهو لا يزال يقدم كل الدعم لتطبيقه".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o