Oct 30, 2020 12:38 PM
خاص

لبنان سيتأثر حتما بالاستحقاق الانتخابي الاميركي.. فهل "ينفد" بحكومة؟!
الحريري يجهد للتأليف قبل 3 تشرين: فوز بايدن سيخلط الاوراق ويقوّي "الممانعين"

المركزية- وسط تكتم قلّ نظيره، تستمر الاتصالات السياسية لتشكيل الحكومة العتيدة. هل هذا الصمت الرسمي الذي يلفّ المقرات المعنية بعملية الولادة، دليل ايجابية ام سلبية؟ لا جواب بعد، وفق ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ"المركزية". صحيح ان "الطبّاخين" يضخون مناخات تفاؤلية في سماء التأليف، غير ان المعطيات السياسية المتوافرة حتى الساعة، تكذّب – أو على الاقل لا تساعد في تثبيت - هذه الاجواء "الورديّة".  

وفق المصادر، من الافضل ان تنضج الخلطة الحكومية، قبل الثالث من تشرين الثاني المقبل، موعد الانتخابات الرئاسية الاميركية المقبلة. وفي رأيها، الرئيس المكلف سعد الحريري يعمل جاهدا لانهاء مهمته قبل هذا التاريخ. لكن هل سينجح في تذليل العقبات الكثيرة التي تعترض طريقه في غضون ايام قليلة؟ فنتيجة الفائز في السباق الى البيت الابيض سيكون لها، حكما، التأثير البالغ على المسار السياسي في البلاد.

استحقاق بهذا الحجم، لا بد ان يترك تداعياته على العالم والمنطقة وعلى لبنان بطبيعة الحال، الذي عرف تاريخيا بسهولة تأثّره بأصغر الاحداث التي تحدث في اي رقعة جغرافية في العالم. وفي رأي المصادر، عودة الرئيس الاميركي دونالد ترامب الى المكتب البيضوي، قد لا تحدث تغييرا كبيرا في الواقع اللبناني، وقد تساعد في تسريع الولادة الحكومية. اما اذا فاز غريمه الديموقراطي جو بايدن، فإن هذا الانقلاب قد يعيد خلط الاوراق لبنانيا، لصالح الفريق الممانع. لماذا؟

لأن بايدن سيكون أكثر ليونة مع ايران وسيعمل لاتفاق نووي جديد معها، ما سيرخي -الى حد ما- الطوق الذي يلفّه ترامب حاليا على الجمهورية الاسلامية وعلى أذرعها المنتشرة في المنطقة، ومنها حزب الله. وبالتالي، فإن ما يقبل به الحزب اليوم في بيروت، قد لا يقبل به اذا انتصر الديموقراطيون في واشنطن. وقد يعود الى المطالبة مثلا بوزراء سياسيين وبحضور نافر وواضح له في مجلس الوزراء العتيد، وبتثميل حلفائه كلّهم فيه، من اللقاء التشاوري الى المردة والحزب الديموقراطي اللبناني (...)

الرئيس الحريري، تتابع المصادر، يدرك هذه الحقيقة. وللغاية، يكثّف اتصالاته ومساعيه خلف الكواليس، لإنهاء مهمّته قبل 3 تشرين المقبل. لكن هل الفريق الآخر، الذي يعلن في الظاهر كل استعداد للتعاون والتسهيل، متمنيا تأليفا سريعا، وهو ما سوّق له الرئيس نبيه بري منذ يومين، يريد فعلا، في الباطن، حكومة قبل الاستحقاق الاميركي، الذي في كلتي الحالتين، لن يكون له أثر "سلبي" عليه في الداخل؟

الجواب سيظهر في الايام القليلة المقبلة، وقد تساعد مواقف الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مساء، حيث يلقي كلمة في مناسبة ذكرى المولد النبوي، في تلمّس المسار الذي ستسلكه العربة الحكومية والسرعة التي ستبلغ بها هدفها. لكن الاكيد انه، كلّما طال امد التأليف، قلّ الامل في تشكيل سريع، وخفّ الزخم الدولي للتأليف والمتابعة الخارجية للبنان المنهار انهيارا شاملا ماليا واقتصاديا ومعيشيا وصحيا وبيئيا وتربويا، تختم المصادر.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o