Oct 30, 2020 6:03 AM
صحف

التأليف يسير آخر خطواته بين الأفخاخ... حزب الله يربط مسار التشكيل بمفاوضات الترسيم والعقدة المسيحية تُفرمل اندفاعة الحكومة

فيما انشغلت الساحة الدولية بهجمات الإرهابيين في نيس، خلا المشهد السياسي اللبناني في عطلة المولد النبوي من ‏أي جديد في موضوع تشكيل الحكومة ما عدا بعض التسريبات المنسوبة الى مصادر بعضها يريد نصب الكمائن ‏والأفخاخ السياسية‎.‎

مصادر بيت الوسط نقلت لـ "الأنباء الالكترونية" إرتياح الرئيس المكلف سعد الحريري للإتصالات التي يجريها مع الأطراف ‏السياسية لاسيما مع رئيس الجمهورية ميشال عون، مشيرة الى ان اعلان تشكيل الحكومة أصبح قاب قوسين أو أدنى، ‏محددة نهاية هذا الأسبوع أو مطلع الأسبوع المقبل موعدًا لإعلان ولادة الحكومة بعدما تم تذليل معظم العقد‎.‎

وكشفت المصادر أن الحريري سينقل إلى عون في الساعات الثماني والأربعين المقبلة مسودة أسماء الوزراء وهم في ‏غالبيتهم من الإختصاصيين الناجحين في أعمالهم والمشهود لهم بنظافة الكف وثقة الناس بهم، باعتبار انهم لا يشكلون ‏استفزازا لأحد. وأشارت مصادر بيت الوسط الى ان دائرة التباينات والاسماء والحقائب بين الرئيسين عون والحريري ‏أصبحت ضيقة جدا، متوقعة مفاجآت في إختيار الوزراء‎. ‎

بدورها أيضا مصادر متابعة لأجواء بعبدا نقلت لـ "الأنباء" إرتياح عون وفريقه السياسي للطريقة التي يعتمدها ‏الحريري في مقاربة الأمور بعيدا عن التشنج والإنفعالية. ورأت أنه لم يسجل عليه طيلة الأسبوع الفائت أي موقف ‏سلبي بخلاف المرات السابقة، وأنه يقابل السلبية والشروط بكثير من العقلانية والحكمة، وهذا ما عكس أجواء تفاؤلية ‏على مسار التأليف. ونفت المصادر علمها بوجود ضغوط تستهدف الرئيس المكلف، وأكدت أن عون وفريقه السياسي ‏والتيار الوطني الحر يتعاونون معه بكثير من الجدية والاهتمام وهم يسهّلون عملية التشكيل الى أقصى الحدود. ‏وأشارت المصادر الى ان موضوع الحقائب والاسماء لم ينته بعد، ولكنها على الأرجح أصبحت معروفة ولا تحتاج الى ‏نقاشات عميقة، مؤكدة على وحدة المعايير في الحقائب‎.‎

هذا وتحدثت مصادر عين التينة لـ "الأنباء" عن أجواء تفاؤلية، وأن ما لفت اليه رئيس مجلس النواب نبيه بري ما ‏زالت أصداؤه تتردد في كل الأروقة السياسية، ولفتت الى ان الثنائي الشيعي لا يتدخل لا من قريب ولا من بعيد في ‏عملية التأليف إلا بما يطلبه الرئيس المكلف، معتبرة ان مسألة التأليف أصبحت قريبة جدا. وأكدت المصادر أن الثنائي ‏لم يتوسط لأحد من حلفائه لا بخصوص المشاركة في الحكومة ولا بغيرها، وأن الرئيس المكلف مطلق الحرية لاختيار ‏من يشاء بدون أي ضغوط سياسية عليه‎.‎

"الكتمان" سيد الموقف: الى ذلك، اشارت "الشرق الاوسط" الى ان مصادر في الثنائي الشيعي (أمل وحزب الله) لا تزال عند موقفها المتفائل لجهة ‏قرب إعلان الحكومة، مشيرة لـ"الشرق الأوسط" إلى أن كلام بري جاء بناء ‏على معطيات لديه، وهو الذي لا تنطبق عليه سياسة التكتم على غرار الأفرقاء ‏المعنيين بالحكومة والذين يتواصل معهم الحريري بشكل دائم، كاشفة أن العقدة ‏اليوم هي عند الحصة الدرزية بسبب تمسك رئيس "الحزب الديمقراطي" النائب ‏طلال أرسلان بالحصول على وزارة رغم أنه لم يسم الحريري وشن حملة ‏ضده‎.

في المقابل، تقول مصادر مقربة من رئاسة الجمهورية لـ"الشرق الأوسط" أن ‏الهدف من الكتمان هو إنجاز تشكيل الحكومة بعيدا عن العرقلة والتشويش. ‏وتوضح لـ"الشرق الأوسط" "في كل عملية تأليف للحكومة اعتدنا أن يصدر ‏كلام من هنا وهناك يؤثر سلبا على مسار التشكيل ويستدعي سجالات سياسية، لذا ‏اتفق عون والحريري هذه المرة أن لا يتكلما طالما هما يقومان بالمهمة سويا‎".

وفي الإطار نفسه، يقول القيادي في "تيار المستقبل" مصطفى علوش لـ"الشرق ‏الأوسط" إنه لا مشكلة في سياسة التكتم المتبعة إنما تبقى العبرة في النتائج. ‏ويعتبر أن السرية يفترض أن تكون إيجابية بانتظار أن يظهر الخيط الأبيض من ‏الخيط الأسود عند الانتهاء من تشكيل الحكومة‎.

ويحرص حزب "القوات اللبنانية"، على لسان مسؤول الإعلام شارل جبور ‏عدم الحكم على الأمور قبل انتهائها ويقول لـ"الشرق الأوسط" الكتمان جيد ‏وهذا أسلوب عمل لكننا لن نحكم على الأسلوب والتفاصيل بل على النتائج". ‏ويضيف "لا نتعاطى مع التسريب إنما مع الوقائع بانتظار أن تبصر الحكومة ‏النور ليحدد حينها التكتل موقفه من منح الثقة للحكومة أو حجبها عنها لأننا نعتبر ‏أن أي حكومة مؤلفة من القوى السياسية لن تتمكن من القيام بشيء‎".‎

ربط التشكيل بالترسيم: قالت مصادر مطلعة لـ"الأنباء" الكويتية ان حقيقة ما يجري في الملف الحكومي هي ان حزب الله ربط مسار التشكيل بمفاوضات ترسيم الحدود مع اسرائيل، وان ترسيم الحدود هو الذي يتحكم بتشكيل الحكومة وليس العكس، وكلا المسارين ليسا متحررين من استحقاق الانتخابات الرئاسية الأميركية في 3 تشرين الثاني المقبل، ما يوحي وكأن الرئيس بري بنى تقديره الزمني لتشكيل الحكومة (4 او 5 أيام) على توقيت الانتخابات الأميركية، نافيا في الوقت ذاته ما يقال عن كون الترسيم مدخلا للتطبيع مع اسرائيل.

ويأتي هذا النفي في أعقاب تقارير اعلامية وعبر مواقع التواصل تشير الى مفاوضات اسرائيلية اقليمية، حول ما يدور في لبنان.

وتتحدث هذه المعلومات عن أجواء وتحضيرات تغييرية لبنانية تتجاوز الحكومة.

في المقابل، رأت قناة "المنار" ان التأخر في تشكيل الحكومة عائد الى ان الرئيس عون يريد المداورة في الوزارات مع احتفاظه بالوزارات الأمنية (الدفاع والداخلية والعدل).

العقدة المسيحية: من جهة أخرى، أوضحت مصادر لـ"الجريدة" الكويتية، انّ "بوادر العقدة المسيحية بدأت بالظهور، وإن كان مستبعداً أن تطيح بالأجواء التفاؤلية"، مشيرة إلى "عودة العوامل الشخصية، معطوفةً على النكايات السياسية، للتحكّم باللعبة ككلّ، خصوصاً وسط انعدام التواصل بين رئيس الحكومة المكلف الحريري ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o