Apr 19, 2018 3:14 PM
خاص

طرابلس: معركة رئاسة الحكومة... وتحديد الأحجام

المركزية- ليست أقضية زغرتا- بشري- الكورة والبترون الدائرة الشمالية الوحيدة التي ستتجه إليها أنظار المراقبين في خلال اليوم الانتخابي المنتظر في 6 أيار المقبل. ففي مقابل الكلام عن منازلات ذات طابع رئاسي في دائرة الشمال الثالثة، لا يخفي مطلعون على خفايا الشؤون الانتخابية أن الدائرة الشمالية الثانية (طرابلس- المنية- الضنية) ستشهد معارك طاحنة قد تتحدد في نتيجتها أولى ملامح رئيس حكومة ما بعد الانتخابات.

وإذا كانت هذه الصورة تدفع إلى القول إن تيار المستقبل سيكون في عين الرصد لأنه سيقف في مواجهة أكبر خصومه ممن يمكن اعتبارهم "صقور الشارع السني"، على رأسهم الرئيس نجيب ميقاتي والنائب السابق مصباح الأحدب، والوزير السابق فيصل كرامي، على أن ألد خصوم المستقبل في أحد أكبر معاقله يبقى الوزير السابق أشرف ريفي، الذي نجح في كسب المعركة البلدية قبل عامين، وحيدا في وجه تحالف أقطاب الفيحاء.

وعلى رغم ضراوة المعركة التي توحي بها هذه الصورة، فإن أوساطا انتخابية مطلعة تلفت عبر "المركزية" إلى أن لا شك في أن التيار الأزرق على يقين من صعوبة المنافسة الانتخابية في عاصمة الشمال، التي يعتبرها البعض الامتحان الشعبي الأهم للحريري ولخياراته السياسية و"الرئاسية" في العامين المنصرمين.

وتلفت المصادر إلى أن أزمة الاستقالة التي نشبت في تشرين الثاني 2017 مدت الرئيس الحريري بجرعة دعم قوية يتوقع البعض أن يتردد صداها في صناديق الاقتراع، معطوفة على انسحاب الوزير السابق محمد الصفدي لمصلحة رئيس الحكومة يرفع حظوظه في تحقيق النتائج التي يتوخاها.

غير أن المصادر نفسها لا تفوّت فرصة الاشارة إلى أن السجال الذي نشب أخيرا بين ميقاتي والصفدي قد غير كثيرا في المعادلات الطرابلسية، وإن كان مقربون من المرشحين يدرجون الاتهامات العالية النبرة التي كالها الصفدي لميقاتي في سياق الكلام الانتخابي "الشعبوي" الهادف أولا إلى جذب الأصوات وشد العصب الانتخابي، مفضلين التركيز على "معركة الأقطاب" الدائرة في عاصمة الشمال.

وتلفت المصادر إلى أن المواجهات المنتظرة لا تقتصر على محاولة كسب المقاعد النيابية، بل إنها المواجهة الكفيلة بتحديد الأحجام "السنية" أولا في دائرة الشمال الثانية، ولا سيما مدينة طرابلس، بما يفسر ركون كل طرف إلى تأليف لائحة للانتخابات، فيما يمكن اعتباره حربا ضروسا يتنافس الجميع فيها، في وقت يبدو تيار المستقبل حريصا على تأكيد خوضه المعارك الانتخابية على مستوى الوطن، ضد حزب الله، وهو موقف من شأنه أن يضعه في مواجهة الرئيس نجيب ميقاتي أولا.  

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o