Oct 28, 2020 3:24 PM
خاص

خسارة الثروة الحرجية حرائق مفتعلة ام قضاء وقدر؟
"حزب الخضر": المسؤولية مشتركة... والاهم الوعي

المركزية – يدرك المسؤولون ان الحرائق تشتعل في فصل الخريف وتحرق مساحات واسعة من المزروعات والاشجار وتقضي على الثروة الحرجية وتقلص المساحة الخضراء، رغم ذلك يفتقد لبنان لأي خطة أو رؤية استباقية للحدّ من الخسائر. ويتساءل اللبنانيون لماذا لا تتحسب الدولة الى هذه "الموسم"؟ لماذا لا يصار الى تجهيز طائرات الاطفاء التي اشترتها جمعية اخضر دائم بتعاون بين القطاع الخاص والعام ووضعتها بتصرف الجيش؟ لماذا لا توضع خطة لمواجهة موسم الحرائق خوفاً من ان يقضي على الثروة الحرجية والمساحات الخضراء المتبقية في لبنان؟ 

رئيس حزب الخضر اللبناني توفيق سوق أكد لـ"المركزية" "ان الحرائق لا تحصل في لبنان فقط انما في المنطقة المحيطة بسبب التغير المناخي"، مشددا على "ان هذا الامر يحتاج الى استعدادات ووضع خطة استراتيجية للحرائق بغية مكافحتها، من خلال زيادة التجهيزات ومضاعفة التدريبات لعناصر الدفاع المدني والاتفاق مع البلديات للعناية بالاراضي والاحراج التابعة لها وتنظيفها والقيام بحملة توعية للمواطنين لحثهم على عدم ترك نفاياتهم في الغابات، لأن النفايات المرمية عشوائيا تساهم أيضاً في اندلاع الحرائق، خاصة الزجاج الموجود ضمنها"، مشيراً الى "ان الغابات تحتاج الى صيانة واجراءات معينة وحماية وحراسة، فلا توجد غابة في لبنان تحوي على برج مراقبة، اضافة الى دور حراس الغابات المهم والاساسي والمطلوب تعزيز اوضاعهم كي يقوموا بواجباتهم في حماية الغابات على أكمل وجه".  

ولفت سوق الى ان المطلوب ايضاً تجهيز الغابات بطرقات كي تتمكن فرق الانقاذ ووسائل الدفاع المدني من الوصول الى مكان الحريق، كما يجب تدريب عناصر الدفاع المدني على مكافحة هكذا نوع من الحرائق، لأن حرائق الغابات تختلف عن حريق الابنية المغلقة او المصانع، وتحتاج الى استراتيجية في طريقة التعامل مع النار في هذه الغابات".  

وعن طائرات "سيكورسي" المخصصة لمكافحة الحرائق، فأوضح أن الدولة عرضتها للبيع، لانها برأيها غير مناسبة وهي متوقفة في المطار وتحتاج الى صيانة". 

وتابع: "مع الاسف، المكان الذي تحترق فيه غابات لا نتمكن من تعويضها، نقوم باعادة التشجير انما يبقى دون المطلوب واقل من المساحات التي تحترق يوما بعد يوم. كل يوم نسمع عن حريق وفي كل المناطق دون استثناء، نخسر خلالها الغابات والثروة الحرجية. كما ان التغير المناخي المعكوس والطقس الذي يسيطر على لبنان يساعد على تأجيج الحرائق، فحتى الآن لم تتساقط الامطار"، مضيفاً: "إذا لم نأخذ في الاعتبار كل هذه النواحي، سنخسر يوميا ما تبقى من ثروتنا الحرجية"، مشددا على "ان الامر يحتاج الى بعض الوقت للتعويض عنها في ارض محروقة، وإعادة التشجير لا تحصل بين ليلة وضحاها". 

وأشار الى "ان الوزارات المعنية هي البيئة والزراعة والداخلية، والمطلوب منها التنسيق بين بعضها البعض اولاً لوضع خطة اساسية لمكافحة الحرائق، وثانيا النظر في كيفية اعادة تشجير ما خسرناه. كما هناك دور للبلديات والجمعيات الاهلية، وهي تقوم بدورها سواء في مكافحة الحريق او في اعادة التشجير. وأوضح "ان حزب الخضر ساهم بدوره في اطفاء الحرائق وفي اعادة التشجير". وحيا "عناصر الدفاع المدني والجيش والبلديات والاهالي الذين يقومون بجهد كبير في هذا الاطار رغم الامكانيات الضئيلة والظروف الصعبة"، مؤكداً "ان المسؤولية مشتركة لتفادي وقوع المشكلة". 

وختم: "لبنان يتصحر يوما بعد يوم، فقد تقلصت المساحات الخضراء في المدن جراء الزحف العمراني والشاطئ مقطعة اوصاله ومعتدى عليه، والحرائق والكسارات تجتاح الجبال وغياب المسؤولين عن هذا الموضوع. لكن عندما يتحمّل الجميع مسؤولياتهم نصل الى الحل المنشود ونعيد لبنان الاخضر الذي نحلم به".  

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o