Oct 28, 2020 1:43 PM
خاص

شروط الثنائي وموافقة الحريري: رسائل الحزب إلى فرنسا

المركزية-  ... وكأن عقارب الساعة عادت عاما كاملا إلى الوراء. الرئيس سعد الحريري الذي أطاحت الثورة حكومته الثالثة قبل عام بالتمام والكمال يعود إلى سدة تشكيل الحكومة، مدعوما بتأييد دولي، كما بموافقة حزب الله، وهو الذي كان راكم الاشارات التي تفيد بأنه لا يريد سوى الحريري رئيسا للحكومة الجديدة، بعدما ارتاح إلى التجارب السابقة معه، وأطاح عمدا فرصة تكليف مصطفى أديب، حين وجد الثنائي الشيعي نفسه في موقع العاجز عن فرض الشروط عليه، بدلا من شروط المبادرة الفرنسية.

وفي وقت تحاط الجولة الجديدة من المفاوضات الحكومية بجو من التكتم الشديد تفاديا للمطبات المعتادة، وعملا بمبدأ "كترة الطباخين بتشوشط الطبخة"، لفتت مصادر مراقبة عبر "المركزية" إلى أن الجو الايجابي الذي يعممه المعنيون بالملف الحكومي على مدار الساعة، لا يعني أن مسار التشكيل ليس مليئا بالألغام التي نجح الرئيس الحريري في تعطيل مفعولها التفجيري بسياسة مجاراة حزب الله وحلفائه، حتى اللحظة على الأقل.

وفي وقت سجل الرئيس المكلف سوابق كثيرة في مجال تقديم التنازلات بهدف تمرير الاستحقاقات الوطنية بأقل الخسائر السياسية الممكنة، نبهت المصادر إلى أن أهم ما يجري في عملية التأليف بعد التكليف يكمن في لعبة الشروط التي خرج منها حزب الله منتصرا. ذلك أن ما رفضه أديب للثنائي الشيعي سارع الحريري إلى القبول به، فنجح الثنائي في الاحتفاظ بحقيبة المال السيادية في زمن الانهيارات المالية والمفاوضات مع صندوق النقد الدولي.

وفي هذا الاطار، شددت المصادر على أن هذا النجاح الذي يجب الاعتراف به للثنائي الشيعي يعد رسالة مباشرة إلى القيمين على المبادرة الفرنسية. ففي وقت لا تنكر الضاحية على الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون دوره وجرأته في الاعتراف بالحزب مكونا سياسيا وشعبيا أساسيا في لبنان، فإنها رمت من التمسك بوزارة المال إلى توجيه الرسالة الآتية إلى من يهمهم الأمر: المبادرة الفرنسية والورقة الاصلاحية المرفقة بها محل ترحيب. لكن هذا لا يعني أن لبنان سيرضخ للشروط الدولية كلها، لا سيما المرتبط بتوزير شخصيات مستقلة في الحكومة العتيدة. بدليل أن تسمية وزير المال الجديد ستكون ورقة في يد الرئيس نبيه بري، الممثل السياسي الأول للثنائي، في وقت رفع حزب الله صوت الاحتجاج على الاصلاحات غير الشعبية التي يطالب بها صندوق النقد، مع العلم أن الجميع على دراية بأن لا مخرج من دون "دفشة" دولية كبيرة للبنان المنكوب.

إلا أن الأهم أن المصادر لا تخفي خشيتها إزاء احتمال السقوط المدوي للمبادرة الفرنسية ومضامينها، بعدما أسقطها الساسة اللبنانيون في دهاليز الشروط والشروط المضادة، ما قد يستدعي موقفا فرنسيا يعيد إلى خطة ماكرون بعضا من الزخم.

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o