Oct 25, 2020 11:59 AM
أخبار محلية

من فرنسا الى لبنان تواصل الإدانات لتصريحات ماكرون..عبدالأمير قبلان: عدوان موصوف لا يقبله عقل ولا دين
و"حزب الله" يُعرب عن رفضه للموقف الرسمي الفرنسي المتمادي بتشجيع هذا التطاول الخطير

لا تزال الحملة الضخمة رداً على إساءة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للإسلام تتفاعل محليا. بالمقابل تتواصل الإدانات والتعليقات معتبرة أن إدانة حادثة قتل الأستاذ الفرنسي لا إنصاف فيها من دون إدانة موجبها.

عبدالأمير قبلان: في الإطار استنكر رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبدالأمير قبلان، "التعنت الفرنسي الرسمي بنشر رسوم مسيئة للنبي محمد، في موقف غير مسؤول يفتقر الى الحكمة ويغذي العنصرية وينافي كل التعاليم الدينية، ويتماهى مع الفكر الصهيوني الذي يختزن العداء لكل الأديان ورموزها، فالإساءة الى شخصية الرسول الأعظم، عدوان موصوف لا يقبله عقل ولا دين، فضلا عن معارضته حرية الرأي والتعبير التي تقف عند احترام حرية معتقدات الآخرين وتقديس رموزهم".

وحمّل، في بيان، السلطات الفرنسية "تداعيات موقفها المستفز الذي نعتبره خطيئة ينبغي التراجع عنها لما تمثله من إساءة لكل المؤمنين من أتباع الديانات السماوية، وانتهاك لقدسية الأنبياء ولا سيما النبي محمد، المبعوث رحمة للعالمين". وطالب المرجعيات الإسلامية والمسيحية بـ"التصدي لكل عمل يسيء الى مكانة الأنبياء وقدسيتهم، وندعو الى أوسع حملة إدانة على مستوى الدول والشعوب، لردع من تسول له نفسه الإساءة الى الرموز الدينية، ولا سيما النبي محمد، ومعاقبته".

"حزب الله: من جهة ثانية، أصدر حزب الله بيانا جاء فيه: “يُدين حزب الله بشدة الإساءة المتعمدة لرسول الله الأعظم محمد بن عبد الله (ص)، ويُعرب عن رفضه المطلق للموقف الرسمي الفرنسي المتمادي بتشجيع هذا التطاول الخطير بحق نبي الرحمة ورسول السلام.

ويأسف حزب الله لعودة هذه الإساءات مجدداً وما يُرافقها من مشاعر الكراهية للإسلام والمسلمين، ويعتبر أن ما نُشر في فرنسا يَمس بمشاعر أكثر من ملياري مسلم، ومن بينهم الجالية الإسلامية والعربية التي تَعيش في أوروبا وفرنسا منذ عقود.

ويُؤكد حزب الله أن كل الإدعاءات الزائفة بحرية الرأي والتعبير لا يُمكنها أن تُبرر التعرض المرفوض لمقام رسول الله (ص) والإساءة إلى الأديان والمعتقدات السماوية، ويَدعو السلطات الفرنسية للعودة إلى التعقل والحكمة والاحترام الصريح للأديان والقيم الدينية، والمساهمة الإيجابية في منع خَلق المزيد من أسباب التوتر على المستوى الدولي”.

أحمد قبلان: الى ذلك اعتبر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان أن "الرئيس ماكرون يسقط نفسه غرائزيا، حين يخلط بين الإبداع والحرية وبين أعظم الأنبياء، الذي جاء بأكبر وأعظم المبادئ الحقوقية الإنسانية. وهو حين يقدم الزخم المعنوي السلطوي لمن أراد الطعن بأكبر الأنبياء وأعظمهم، إنما يفعل ذلك بخلفية أحقاد لا خلفية ثقافة وحرية وتنوع، ويفعله على طريقة الترياق المسموم. كان يفترض بالرئيس الفرنسي أن يقرأ مبادئ الثورة الحقوقية التي أسس لها نابليون بعد غزوات الشرق، ليعرف أن فرنسا بل الغرب كله مدينون بشدة لأكبر أنبياء الله حقوقيا ومعرفيا، إلا أن ماكرون للأسف على طريقة الغرب يرى بعين الطاعون الثقافي والحقد المقيت ليس أكثر".
ولفت إلى أن "ما يشربه ماكرون والغرب اليوم هو نتيجة داعشيتهم الاستخباراتية وليس العكس وما يعانون منه اليوم هو نتاج أمسهم، ومن أفخر ماركاتهم التي عملت على دعوشة الإسلام وتقديمه للعالم على طريقة السم المطبوخ، وطابخ السم آكله؛ وليس سوريا والعراق وليبيا وأفغانستان عن ماكرون وحلفاء الغرب الدموي ببعيد".
وأضاف: "إننا إذ ندين عقلية الغرب الانتهازية وثقافة آلة الإعلام والاستخبارات والسياسة الغربية التي عملت على إنتاج شتى النماذج الداعشية فكريا وميدانيا، نؤكد أن زمن التاريخ الاستعلائي انتهى، وأن زمن الغرب القائد بطوره للسقوط، وأننا واثقون جيدا بأنفسنا ولا نحتاج شهادة من أحد، وأن ما زرعه الغرب يحصده اليوم، وما يسلفه اليوم يرد عليه غدا، ونحن لسنا بمقام إدانة أنفسنا، بل نفاخر بأننا أتباع أكبر أنبياء الله، وأعظمها إنسانية ورحمة وشرفا وعقلا ورسالة ونبلا وثباتا".
وختم قبلان: "ها هو الغرب يحصد ويلات حروبه ممن غير جيناتهم الثقافية وقاتل بهم وقدمهم كنموذج إسلامي، ليكونوا عبئا على الإسلام ونبيهم الأعظم فإذا بهم يقضون مضاجع الغرب ويردون الصاع صاعين، حتى لا ينسى الغرب ما قدمت يداه، (وما ربك بظلام للعبيد)".

ريفي: بدوره أصدر اللواء أشرف ريفي البيان الاتي: "الإساءة إلى النبي محمد مس بشعور جميع المسلمين وجميع الديانات التي لا تقبل استهدافها بمقدساتها. سبق أن تمت الإساءة إلى كل المقدسات الإسلامية والمسيحية، وهذا أمر مرفوض لأنه يتجاوز حرية التعبير التي نتمسك بها جميعا. إن ما يتم نشره من تحقير يؤجج مشاعر الكراهية والعنف، وبقدر رفضنا واستنكارنا الشديد للتطاول على المقدسات، نرفض وبالقوة نفسها، الرد على الإساءة بالجريمة، فالرد لا يكون إلا بالمزيد من الحوار والحوار، ولا نقصد هنا الحوار بين الأديان لأننا لا نعتبر أن الإساءة وجهت من دين لآخر، ولن يكون ما حصل بإذن الله، شرارة لصراع عبثي، بل يجب أن يشكل مقدمة لبحث عميق ومنفتح وصريح، حول كل المفاهيم التي نؤمن بها كبشر متساوين، وأولها مفهوم حرية التعبير، التي لا تحمى إلا بضمان عدم الإساءة للمقدسات مع تأكيد حرية القول والمعتقد في آن وهذا ممكن ومطلوب".

وتابع: "إننا نتوجه لفرنسا أن تأخذ في الاعتبار كيفية التوفيق بين قيم الثورة الفرنسية وحفظ الخصوصيات الدينية، وأن تشارك في رعاية حوار على مستوى العالم، لضمان التفاعل بين الأديان والحضارات، كما ندين حرق العلم الفرنسي، ونطلب من الجميع التحلي بالوعي، والتعبير الحضاري، لأن الإسلام مستهدف بصورته، ومن غير المسموح أن يطغى الغضب والانفعال على العقل. الاديان السماوية تسعى في جوهر دعوتها الى سعادة البشرية، وليس الى صراع الناس واقتتالهم. فالله سبحانه وتعالى هو رب العالمين".

المعلوف: من جهته، أشار عضو تكتل الجمهورية القوية النائب سيزار المعلوف إلى ان “التطاول على المُقدسات الدينية هو من المُحرمات المُسلّم بها. فلا بدّ من احترام حريّة المُعتنق، كما ان حريّة الرأي تنتهي حدودها قبل المسّ بمعتقدات الطرف الآخر”.

وأضاف عبر “فيسبوك”، ان “كرة الثلج تكبر، لذا على المجتمع الدولي ان يقف حاجزا امام هذه المهزلة التي تحصل من افعال وردود افعال. الأديان السماوية براء من هذه الأفعال الدنيوية”.

وتابع، “من قتل انسانا دفاعا عن الله لا دين له، ومن اهان دينا زرع الحقد الأعمى في النفوس”.

الصلح: كذلك، استنكر مفتي بعلبك الهرمل الشيخ خالد الصلح "الإصرار الفرنسي واستمرار الهجوم المنظم على مشاعر المسلمين بالإساءة إلى الرموز الدينية ولشخص الرسول محمد"، وقال في بيان: "إن رسل الله وأنبياءه هم صفوة الخلق، وأحبهم إلى الله عز وجل، وأكرمهم عنده، أرسلهم هداية للبشرية ورحمة للناس أجمعين، وإن الإساءة لأي رسول أو نبي هي إساءة لجميع الرسل".

وأضاف: "نحذر من مغبة دعم تلك الإساءات واستمرارها سواء للاديان السماوية كافة أو الرسل من قبل بعض الخطابات السياسية الرسمية التي تشعل روح الكراهية والعداء والعنف. كما أن تبني بعض الأنظمة لهذه الإساءات وعدم محاسبة فاعليها تقوض الجهھود التي يبذلهاالمجتمع الدولي في إشاعة ثقافة التسامح والسلام بين شعوب العالم ومختلف الأديان".

ونبه الى "السياسات التمييزية التي تنتهجها بعض الدول لربط الإسلام بالإرهھاب، وما تمثله من تزييف للواقع، وتطاول على تعاليم شريعتنا السمحاء الرافضة للارهاب والتطرف".

زكريا: إلى ذلك، توقف المفتي الشيخ زيد بكار زكريا، في بيان، أمام استمرار "الحاقدين والمبغضين في الإساءة إلى ديننا ومقدساتنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ويظنون أنهم بذلك يستطيعون طمس النور وتنفير الناس عن هذا الدين ومحاربة النبي"، مؤكدا "لن تزيد هذه الاساءات الناس إلا رغبة في معرفة الإسلام، ومعرفة نبيه".

وقال: "يريدون أن يقنعوننا أن هذه الرسوم الكريكاتورية هي حرية تعبير، وهم الذين يرفضون أي مساس برموز الصهيونية تحت ذريعة معاداة السامية، والتطور الخطير والسافر في الأمر أن الاساءة ما بقيت فردية ولا إعلامية فحسب، بل قامت الدولة الفرنسية والرئيس الفرنسي بتغطية هذه الاساءات والدفاع عنها وتبنيها تحت عنوان الحرية والديمقراطية، وتتحول بذلك من موقف فردي إلى موقف رسمي، ويعلنوها بذلك حربا على العالم الإسلامي واستفزاز مشاعر المسلمين".

أضاف: "إزاء هذه الاساءات والتطاول السافر، نطالب الحكومة الفرنسية بالكف عن هذه الأساليب الماكرة، والتوقف عن إظهار فرنسا بمظهر المنقذ والمخلص للدول مما فيه، وهي العاجزة عن حماية المقدسات واحترام مشاعر المسلمين، بل هي التي تتعمد استفزازهم واستثارتهم، كما نستغرب تأخر أكثر الدول الإسلامية بالرد على هذه الاساءات الصادرة عن رئيس دولة وليست مجرد اساءة فردية، ونطالبهم بالاجتماع والاستنكار كما اجتمعوا لمناصرة مجلة شارلي ايبدو، بل وقيام كل دولة باستدعاء السفير الفرنسي في بلادها وتبليغه رسالة حازمة وصارمة، وإن لم يستجيبوا فلتقطع العلاقات فداء للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم".

وطالب "الشعوب الإسلامية جمعاء وسائر الشرفاء بنصرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، وفهم حقيقة المؤامرة ومقاطعة البضائع الفرنسية، وهذا أقل الواجب الذي ينبغي القيام به، وعلى المسلمين التمسك بهذا الدين تمسكا صحيحا وإظهار الأخلاق الإسلامية الرائدة والاقتداء بالنبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، فهذا أكبر رد على أولئك المسيئين المستهزئين".

ودعا "غير المسلمين، إلى قراءة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، والتعرف على جوانب أخلاقه وعلى سنته وعلى سماحة الإسلام ورحمته وعدم الانسياق وراء الدعوات المغرضة والمبغضة والمتعصبة، ويجب العمل على إصدار ميثاق وصياغة قانون دولي بتجريم الاساءة إلى الرموز الدينية، وعدم اعتبار هذا من حرية الرأي والتعبير وقد رأينا من قبل أيضا اساءة إلى عيسى ومريم عليهما السلام، وهذا كله مرفوض ومستنكر ويجب العمل على معاقبة مرتكبه وفاعله".

وختم: "لقد صار مكشوفا أن هناك أطرافا خفية وخبيثة مستفيدة من إشغال الناس بهذه الأمور، في وقت يعاني العالم فيه من أزمات اقتصادية وأمنية واجتماعية وعنصرية، ويجب على العقلاء من سائر الطوائف أن ينبروا لإيقاف هؤلاء السفهاء، وهذه النماذج التي تحترف الاساءة إلى الرموز الدينية والأنبياء والمرسلين".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o