Oct 23, 2020 12:31 PM
خاص

صفحة التصعيد طويت.."التسوية" تحكم التأليف وتسهّل مساره بغطاء فرنسي
الحريري يتفاهم مع القوى على وزراء اختصاصيين..فاذا "أصلحوا" فزنا بالدعم الدولي

المركزية- بدا واضحا من المواقف التي اطلقت امس ومن اللقاءات والعلامات الفارقة التي سُجّلت خلال استشارات التكليف في قصر بعبدا، ان البلاد ستدخل مرحلة جديدة بعد حسم الاستحقاق لصالح الرئيس سعد الحريري، ستُطوى خلالها فصولُ الاشتباك ورفع السقوف التي طبعت الفترة السابقة، ومنها الكلمة عالية النبرة التي كان وجّهها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ظهر الاربعاء، لتفتح صفحة جديدة بين القوى السياسية كلّها المعنية بعملية تأليف الحكومة، عنوانها "التسوية".

نعم، نحن ذاهبون في اتجاه تفاهم جديد، وفق ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ"المركزية"، تفاهم محلّي بين الحريري من جهة، وكلّ من سمّوه ولم يسمّوه لتشكيل الحكومة من جهة ثانية، مغطى خارجيا ومدعوما من العواصم الكبرى وإن بنسب متفاوتة. فبحسب المصادر، أيقنت باريس التي عاينت الملف اللبناني من كثب منذ مطلع آب الماضي، ان لا امكانية لكسر الستاتيكو القاتل الذي يدور لبنان في حلقته، إلا من خلال التعاطي مع القوى السياسية الموجودة. فتجاوزُها مستحيل، بدليل ما آل اليه ترشيح مصطفى اديب. وعليه، وضع "الاليزيه" على ما يبدو استراتيجية جديدة لاخراج بيروت من مأزقها السياسي – المالي، تقوم على تشكيل حكومة من اختصاصيين غير حزبيين، من دون ان تمانع التشاور بين الرئيس المكلف والاحزاب في تسمية هؤلاء، على ان يكونوا من ذوي الكفاءة والنزاهة والسيرة المشرفة الناجحة، فينكبّون على ورشة اصلاحات حقيقية سريعة، تكون نتائجها المفتاحَ الذي سيفتح ابواب المساعدات الدولية للبنان.

على هذا الاساس، اطلق الرئيس الحريري مبادرته منذ اسابيع، وقد انتزع على ما يبدو، ضمانات من باريس بأنها، في حال نجحت الحكومة العتيدة في الاصلاح، بغضّ النظر عن طبيعتها وشكلها، ستعمل على تسهيل تعاون الدول المانحة كلّها معها. وفي هذه الخانة، يصبّ موقف مساعد وزير الخارجية الاميركية دايفيد شنكر امس، وفحواه "لا نكترث لمن هو رئيس الحكومة ولا لمن تضمّ، همّنا ان تقوم بالاصلاحات وبمحاربة الفساد، فاذا أحسنت، ستسلك المساعدات طريقها الى بيروت".

من هنا، تتابع المصادر، فإن الرئيس الحريري الذي قال امس انه لا يمانع التواصل مع اي احد اذا كانت في ذلك مصلحة للبنان، سيبدأ في الساعات المقبلة اتصالات مع القوى كلّها، وعلى رأسها بعبدا والتيار الوطني الحر. وبروحية "التسوية" التي استهلّها مع الثنائي الشيعي، من خلال اعطائه المالية، سيتحدّث مع الفريق الرئاسي. فالحريري يدرك ان ما اعطاه لامل وحزب الله، لا يمكن ان يحرم عون وميرنا الشالوحي منه، سيما وان رئيس التيار النائب جبران باسيل شدد امس على ضرورة "وحدة المعايير" و"احترام الميثاقية" في التشكيل. وعليه، سيتفاهم مع الجميع لاختيار وزرائهم، كما أسلفنا، على قاعدة ان يكونوا اختصاصيين ومن غير الحزبيين، قريبين من القوى التي اختارتهم لكن اولويتهم "الاصلاح" والتغيير.

وبعد، وإن لم يطرأ طارئ قادر على تبديد هذا المناخ التسووي، فمن المرتقب الا يتأخر ابصار الحكومة النور، التي وبصراحة، ستكون من حيث الشكل، قريبة من حكومة حسان دياب، الا انها ليست من لون واحد ما يؤمن لها غطاء دوليا. ويبقى الاهم، ان تنجح في الاصلاح والا تعود قواها لتتصارع في ما بينها، كما كان يحصل سابقا، فتطيح الاصلاح والانقاذ والدعم المرتجى...

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o