Oct 23, 2020 6:46 AM
مقالات

ما علاقة مفاوضات ترسيم الحدود بالانتخابات الأميركيّة؟

كتبت ثريا شاهين:

كيف كانت الأصداء الدولية لبدء عملية التفاوض بين لبنان وإسرائيل على تحديد وترسيم الحدود البحرية؟

تقول مصادر ديبلوماسية غربية، أن الجلسة الأولى للتفاوض لم تحصل فيها مفاوضات وكل فريق من الأفرقاء الأربعة، أي مع المستضيف الأمم المتحدة، والوسيط الأميركي، وضع البيان الذي صدر عنه إثر الجلسة. لكن الإجتماع المقبل للتفاوض، سيتم من خلاله اكتشاف كل فريق من الفريقين اللبناني والإسرائيلي موقف الفريق الآخر، وسيتم طرح برنامج للنقاش أو ما يُسَمّى "خارطة" طريق للتفاوض، لكي تبدأ المباحثات بالدخول في صلب الموضوع الأساسي. على أن الأمم المتحدة تعتبر أن لا علاقة لها بالتفاوض إنما هي تستضيف وتسجل ما يحصل، اذ أنها تعتبر أن القرار 1701 لم يتح لها علاقة بالمفاوضات البحرية، وأنها عندما تبدأ المفاوضات البرية أي حول الأرض، سيكون لها دور أكثر من استضافة.

وتفيد المصادر الغربية، أن الجو هو أن التفاوض لن ينتهي بالسرعة التي كان يعتقدها الوسيط الأميركي، لا بل أنها ستستغرق وقتاً. اذ أنه يتوقع أن تكون مواقف الطرفين اللبناني والإسرائيلي متصلبة ومتشددة، ذلك أن التفاوض يحتاج إلى وقت، والى أجواء سياسية ملائمة له ومؤاتية لحصوله على صعيد المنطقة بشكل عام. أي أنّ التفاوض لن يكون نزهة، وقد تكون هناك عقبات في المراحل اللاحقة، وقد لا تتوافر أجواء سياسية في المنطقة دائماً مؤاتية لهذا التفاوض.

هناك عقبات متوقعة حول موضوع الغاز، والنقاط الاستراتيجية التي تعتبرها إسرائيل أساسية بالنسبة إليها، وبالتالي الأمر لن يكون سهلاً.

وعملية التفاوض حول الترسيم ليست مرتبطة ضمناً بالانتخابات الأميركية، إنما أراد الرئيس دونالد ترامب أن يضيف الى نصره في عملية السلام بين العرب وإسرائيل، ومسار التطبيع العربي مع الدولة العبرية، نصراً سريعاً على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية. الانجاز كان في انطلاقة التفاوض، لكن يلزم مصيره وقتاً لكي تُعرَف نهاياته.

وسعى ترامب أيضاً، مع سوريا، لإطلاق رهينتين أميركيّتين محتجزتين لديها. وهو يكاد يستميت لإطلاقهما ليكون الأمر بمثابة "مفاجأة تشرين"، لما لهكذا "إنجاز" من علاقة مباشرة بالحملة الانتخابية التي يقوم بها، ولقدرته على استخدامها في الانتخابات. إنما الأمر لم يحصل. ذلك أن المصادر تفيد أن النظام في سوريا وكذلك إيران لن يكونا إيجابيّين مع ترامب في طلباته قبل الانتخابات، وهو الذي فرض عليها عقوبات. وهما يتمنيان أن يفوز المرشح الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات. إيران وسوريا تريدان بايدن، حيث يعتبران أنه يتعامل مع سياستهما بطريقة مختلفة عن ترامب. وتعامله قد يكون قريباً من تعامل باراك أوباما، أو قد يكون أفضل لهما.

ويلاحظ أنه مع بدء العد العكسي للإنتخابات الاميركية، تكثفت الإهتمامات الأميركية بملفات المنطقة، انطلاقاً من أنّ أيّ إنجاز فيها يعتبر بمثابة جزء من الحملة الإنتخابية، وسط اهتمام الداخل الأميركي بسبل تخطي وباء كورونا. لكن المسؤولين في البيت الأبيض ووزارة الخارجية تابعوا عملهم في السياسة الخارجية كالمعتاد في هذا التوقيت.

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o