Oct 22, 2020 2:08 PM
خاص

ترامب وبايدن: الشرق الأوسط أرض الصراعات والمفاجآت

المركزية- لن يكون مشوار تأليف الحكومة سهلا على الرئيس المكلف العتيد، وهو ما أعطى إشارات واضحة إليه التيار الوطني الحر وحزب الله، وإن كان أبدى مرونة في الشكل من خلال دفع حليفه الوثيق، الحزب السوري القومي الاجتماعي، إلى التصويت لصالح تكليف الرئيس سعد الحريري. ولكن، بين سطور التصفية السياسية لكل الحسابات المعهودة، بات في حكم المؤكد أن التأليف سيكون في ثلاجة انتظار نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية المنتظرة بعد أقل من أسبوعين.

وكما لبنان، فإن المنطقة اللاهبة بنيران صراعات الآخرين في دولها تنتظر هي الأخرى  المحطة التي سيصل إليها قطار السباق الأميركي الرئاسي، في ضوء ما يعتبره البعض اختلافا جذريا في مقاربة ملفات الشرق الأوسط بين الرئيس دونالد ترامب ومنافسه الديموقراطي جو بايدن، في وقت دخل سلاح الضرائب والوضع الاقتصادي عاملا أساسيا في التأثير في خيارات الناخبين الأميركيين، الذين يرى بعضهم أن وصول ترامب إلى البيت الأبيض ساهم في النهوض الاقتصادي للبلاد، بوصفه واحدا من أهم رجال الأعمال في بلادهم.

غير أن هذا كله في مكان، وما ينتظر الرئيس المقبل أيا تكن هويته في الشرق الأوسط في مكان آخر. ذلك أن مصادر ديبلوماسية غربية لفتت عبر "المركزية" إلى أن الصراع الدائر راهنا في المنطقة لم يعد كما كانت عليه الأمور منذ 4 سنوات. ذلك أن الطموح التركي التوسعي في الشرق الأوسط، الذي لا يخفيه الرئيس رجب طيب أردوغان يجعل أنقرة حاضرا بارزا في كباش النفوذ في الشرق الأوسط، وهو ما كان نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون تنبه إليه، فقفز إلى واجهة المشهد اللبناني بعد كارثة 4 آب. على أن هذه الخطوة لا يمكن أن تفصل العراق عن الصراع بين المجتمع الدولي وايران وحلفائها، خصوصا بعد تكليف الكاظمي تشكيل الحكومة الجديدة في البلاد وإطلاقه إشارات قوية إلى مناهضة منطق السلاح غير الشرعي، الذي تحمله ميليشيات تدور في فلك طهران. وذكرت المصادر في هذا الاطار أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أطلق موقفا مهما في هذا الصدد، حيث دعا العراق إلى التشدد في مواجهة الميليشيات.

أما في سوريا، فنبهت المصادر إلى أن الأمور ليست أفضل حالا. ففيما يبدو وجود الرئيس السوري بشار الأسد عاملا هامشيا في مجريات الأحداث، فإن الولايات المتحدة وروسيا ماضيتان في ما يمكن اعتبارها "حرب إلغاء" بينهما على الأرض السورية، حيث تتكاثر في الموازاة مؤشرات الطلاق "السوري" بين موسكو وطهران. كلها تطورات وضعتها المصادر في خانة الاستعداد لرسم معالم التسوية الكبرى في المنطقة، معتبرة أن هذا قد يكون أحد الأسباب التي دفعت إدارة ترامب إلى الدفع في اتجاه اتفاقات التطبيع بين عدد من الدول العربية واسرائيل. وأشارت المصادر إلى أن ترامب أصاب من هذه الخطوة عصافير عدة بحجر واحد: ذلك أنه ضمن تأييد اللوبي اليهودي له في الانتخابات، وحجز للدولة العبرية مكانا إلى طاولة مفاوضات السلام في الشرق الأوسط، وأسهم في تليين جانب معين من الصراع العربي الاسرائيلي المزمن، بدليل أن لبنان الذي يؤكد أنه سيكون آخر الدول على طريق السلام الشامل مع العدو، لم يتردد، وبمباركة من محور الممانعة، في الانخراط في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية والبرية مع اسرائيل، للمرة الأولى في تاريخه.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o