Oct 21, 2020 2:43 PM
خاص

انقاذ لبنان والانتخابات الاميركية... بين الحقيقة والوهم

المركزية – بدأ العد العكسي في الولايات المتحدة الاميركية لاختيار الرئيس المقبل للبلاد ما بين الرئيس الحالي الجمهوري دونالد ترامب ومنافسه الديمقراطي جو بايدن. وعلى بعد آلاف الاميال وبعيدا في الشرق الاوسط، ينتظر الشعب اللبناني بفارغ الصبر ايضا هذه الانتخابات علّ الفرج يأتيه من خلف البحار، لأن كل ما "دق الكوز بالجرة" يسمع اللبناني العبارة الشهيرة "راحت لبعد الانتخابات الاميركية". فما الذي سيتغير بالنسبة للبنان بعد هذه الانتخابات وهل ربط الملف اللبناني بها مبني على حقيقة ووقائع ام على وهم وسراب؟  

السفير السابق في واشنطن رياض طبارة قال لـ"المركزية": "اعتاد اللبناني ان ينتظر شيئاً ما آتٍ من مكان ما كي تتغيّر الاحوال، فخلال الحرب اللبنانية كان ينتظر "حبيب" اي المبعوث الاميركي الى المنطقة فيليب حبيب، ومرة انتظر صخرة ستهبط من الفضاء واليوم ينتظر الانتخابات الاميركية. الا ان السبب المنطقي اكثر لانتظار الانتخابات الاميركية هو ان "حزب الله" وايران وأذرعها كانت في الاشهر الستة الاخيرة في صراع، بين ان تعقد اتفاقاً مع ترامب أو تنتظر لترى اذا ما كان سيفوز بايدن، لأن ايران تفضل عقد اتفاق مع بايدن، بما ان إدارته هي التي أبرمت في عهد الرئيس باراك اوباما الاتفاق النووي، في حين ان ترامب هو من خرج منه"، لافتا الى "ان بايدن واوباما كانا ينويان توسيع الاتفاق النووي، لذلك اعتبرت ايران ان الافضل لها ان تنتظر لسببين: اما ان يرخي ترامب حبل العقوبات مع اقتراب الانتخابات، فيحقق إنجازاً، وإما ان يبقى على عناده وعندها من الافضل انتظار بايدن. لذلك نجد ان هناك دائماً انتظارا للانتخابات، بسبب الصراع الايراني – الاميركي. فالايرانيون يرفضون المجيء الى طاولة المفاوضات وترامب في المقابل يزيد العقوبات يوما بعد يوم واطلق عليها اسم maximum pressure اي الضغط الاقصى".  

أضاف: "اليوم بقي عشرة ايام قبل الانتخابات في 3 تشرين الثاني، ومن المفترض ان نعرف النتائج في 4 او 5 من الشهر المقبل، لكن الرئيس الحالي يبقى في الحكم حتى 20 كانون الثاني، ولديه الوقت لتغيير بعض الامور، لكن الآمال ضعفت بأن يتمكن الايرانيون من حل كباشهم مع ترامب وأصبح لديهم أمل كبير بعدم فوزه، لذلك يفضلون عدم الاستعجال بانتظار فوز بايدن فيعودون الى الاتفاق النووي والى الطريق السابق الذي رسموه بطريقة حضارية". 

وتابع طبارة: "بالعودة الى لبنان، نجد ان هناك اتفاقاً محلياً حصل، فبعد ان بقينا فترة طويلة لم نتوجه خلالها الى مفاوضات ترسيم الحدود البحرية، تحركت كل من أميركا وفرنسا باتجاه لبنان وفرضت عقوبات على الجميع، فإما التسهيل وإما العقوبات، الامر الذي فتح الطريق امام المفاوضات، وتبين ان الاميركيين والفرنسيين جديون في معالجة الازمة اللبنانية".  

وقال: "اما في مسألة تشكيل الحكومة فالأمر نفسه ينطبق عليها، اللواء عباس ابراهيم قام بمفاوضات في واشنطن وكان من المفترض ان يزور فرنسا لولا إصابته بفيروس "كورونا"، للحصول على الكلمة الاخيرة من الدولتين، وهو يقوم بالدور الذي من المفترض ان يقوم به وزير الخارجية. اتصور ان الامور سائرة نحو تشكيل حكومة، لكنهم سيحاربونها في كل الخطوات، التكليف تأجل مرة ولكنه سيحصل في النهاية، ثم لاحقاً سيصار الى عرقلة التأليف وبعدها البيان الوزاري، لكن رغم كل ذلك، يبدو ان الامور سالكة في اتجاه الحل. لذلك اعتقد ان الانتظار "التقليدي" للبناني يشبه انتظار سقوط الصخرة. المسؤولون في لبنان يسيرون خطوة خطوة نحو الوراء في حين ان الاميركيين والفرنسيين يسيرون خطوة خطوة نحو الامام، وانتظار الانتخابات الاميركية كان من الممكن ان يكون جدياً في وقت سابق، اما اليوم فإن الانتخابات ستحصل بعد اسبوعين والضغوطات مازالت مستمرة". 

وختم طبارة: "الفرق بين بايدن وترامب سيكون في طريقة التعامل، لكن لا اعتقد ان بايدن في حال فوزه سيتوقف عن محاربة حزب الله او ان يتساهل معه، حتى في عهد اوباما لم يحصل ذلك. كما ان الديمقراطيين والجمهوريين في اميركا هما في الاتجاه نفسه في التعامل مع ايران واذرعها. الا ان بايدن اذا نجح سيتعامل كما فعل في الاتفاق النووي، حيث ابرم الاتفاق النووي من دون التطرق الى الصورايخ والتدخل في شؤون الدول العربية على اساس متابعتها لاحقاً من خلال المفاوضات، وانتهت مدة ادارته قبل إتمامها. اعتقد ان بايدن سيثبت الاتفاق النووي من دون اتباع السياسة الفجة التي يعتمدها ترامب. اما اذا عاد ترامب فسيكون اقسى بكثير على ايران لأن امامه اربع سنوات وسيكمل بالعقوبات. لكن من الجهتين الهدف واحد وهو تطبيق الاتفاق النووي بشكل جيد من قبل ايران وتحجيم برنامجها البالستي وتنظيم تدخلها في الدول العربية". 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o