Oct 19, 2020 4:28 PM
خاص

كاراباخ تتمدد الى لبنان... هل تشتعل ساحته؟
جابر: "بلاتفورم" لوجستي واعلامي واستخباراتي لا يعوض

المركزية – هل ستكون لحرب ناغورنو كاراباخ تداعياتها على المنطقة بسبب تورط تركيا وايران فيها؟ وهل ان تمدد النفوذ التركي في شرق المتوسط وشمال سوريا وليبيا وشمال لبنان سيترك مضاعفات على الساحة في ظل سعي دولي لتسوية ازمات المنطقة، وسعي للحد من طموحات تركيا-اردوغان التوسعية بعد تورطه في الحروب والمواجهات، خصوصا وان العلاقات باتت متوترة بينه وبين الاميركي والروسي وايران ودول الخليج لاسيما السعودية والعالم العربي وفي مقدمه مصر؟ هل تستخدم ساحة لبنان مرة جديدة لتصفية الحسابات كونها الساحة التي لهذه القوى المتصارعة حضور ونفوذ فيها؟ 

العميد المتقاعد الدكتور هشام جابر قال لـ"المركزية": اذا طالت الامور ولم يتوقف اطلاق النار ولم يجدوا حلا سلميا حتما ستكون لهذه الحرب تداعيات على المنطقة. المشكلة معقدة جداً لكن حلها بسيط"، لافتاً الى "انها قنبلة موقوتة زرعها جوزيف ستالين عام 1923، انفجرت بعد سبعين سنة، في عامي 1993 -1994 بعد انهيار الاتحاد السوفياتي. حسب القانون الدولي الارض لاذربيجان ولكن حسب القانون او العرف الانساني والديمغرافي، هناك 300 الف ارمني في هذا الاقليم يسكنون أبّاً عن جدّ المنطقة". 

واعتبر جابر ان سبب التعقيد يعود الى تورط العديد من الدول في هذه القضية، فنجد تركيا التي هي حليف ايران متعاطفة مع اذربيجان لأسباب عرقية واقتصادية وسياسية، لأن الشعب الآذري من عرق تركي، وتركيا تسعى الى السيطرة على منطقة بحر قزوين والامبراطورية الطورانية اي كل من يتكلم اللغة التركية ومن العرق التركي. في المقابل، نجد ان ايران متعاطفة مع الارمن رغم الروابط الدينية والتاريخية والجغرافية باذربيجان، بما ان الشعب من الطائفة الشيعية كما ان لديها ولاية على حدودها تحمل اسم اذربيجان، بالاضافة الى ان نحو 30 في المئة من الشعب الايراني آذري وليس من الفرس ومنهم المرشد الاعلى علي خامنئي وشخصيات اخرى، رغم ذلك تميل ايران نحو الارمن لعدة اسباب أهمها تحالف اذربيجان مع الولايات المتحدة واسرائيل، كما ان هناك جالية ارمنية كبيرة جدا في ايران ومدللة خاصة في اصفهان".  

اضاف: اما روسيا فتهمها حتما جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابقة وتسعى لتوسيع نفوذها. علاقتها جيدة مع اذربيجان الا ان علاقتها مع الارمن اقوى بسبب تحالفهما العسكري وبحكم وجود قاعدة عسكرية روسية في ارمينيا، وفي حال تعرضت ارمينيا لخطر الحرب او الاجتياح، فإنها حتماً ستتدخل عسكريا ضد اذربيجان، وهذا الامر محرج جدا لها كما انه محرج لايران ايضا، لأن ايران يهمها ان تبقى علاقتها جيدة مع اذربيجان. ثم ان علاقة اقتصادية تربط بين روسيا وارمينيا، آلاف الشاحنات تنطلق يوميا من يرفان حاملة البضائع الى روسيا. لذلك، حتى الان تحاول روسيا ايقاف اطلاق النار وايجاد حل سلمي. 

ورأى جابر "ان تركيا هي الدولة الوحيدة التي تأخذ موقفا مئة في المئة مع اذربيجان، حتى الولايات المتحدة واسرائيل وهما حليفتا اذربيجان لم تتخذا موقفا علنيا، وما زال الدعم تحت الطاولة"، مشدداً على "ان هذه الحرب يجب ان تقف، إذ لا يوجد حل عسكري اطلاقا لمشكلة كاراباخ بل فقط حل سياسي من خلال جلوس جمبع الاطراف الى الطاولة والتباحث. الحل الوحيد لهذه الحرب ان تبقى ناغورني كاراباخ معتبرة ارض اذربيجان كما يقول القانون الدولي، لكنها تتمتع بحكم ذاتي واسع في الداخلية والاقتصاد والزراعة والتجارة والصناعة، يبقى الدفاع والخارجية بيد الحكومة الآذرية اي ضمن الاتحاد الفيدرالي اي فيدراليا تابعة لاذربيجان، انما عمليا تكون واحة مستقلة، شبيهة بكردستان العراق، لأن الحرب ليست حلا لهذه المشكلة اطلاقا ولو استمرت عشر سنوات لن تكون الا مزيدا من سفك الدماء وتورط الدول المعنية بجنوب بحر قزوين"، مشيرا الى "ان حتى لبنان معني بهذه الحرب لأن لدينا جالية ارمنية كبيرة بدأت تذهب وتساند الشعب الارميني في اذربيجان".  

أما عن اعتبار لبنان ساحة لتصفية الحسابات، فقال: "لطالما كان لبنان ساحة لنفوذ جميع الدول وتصفية الحسابات، تعلو وتنخفض وتيرتها بحسب ضعف لبنان، بدءا من الصراع  الاميركي-  الايراني مروراً بالسعودي – الايراني، وصولاً الى التركي الذي حتما بدأ يفكر بلبنان مؤخرا ويفتش عن موطئ قدم له، لأنه معني بكل المنطقة. والتوسع التركي له سببان: اولا اقتصادي يتعلق بالنفط والغاز وهذا سبب صراعه مع اليونان في شرق المتوسط وسبب ذهابه الى ليبيا. وثانيا، التركي فشل في تحقيق الامبراطورية العثمانية منذ بدء الحرب السورية ووجود محمد مرسي في مصر. فعندما اشتعلت الحرب في سوريا، اعتبرت تركيا انها عملية اشهر او ايام ويسقط فيها النظام فيجتاح هو سوريا ويتصل بمصر والاخوان المسلمين الذين كانوا يحكمون مصر، ويحقق اول خطوة نحو الامبراطورية العثمانية، الا ان هذا المشروع فشل"، لافتاً الى "ان اليوم، اتجه التركي قومياً نحو انشاء الامبراطورية الطورانية، منها اذربيجان وتركمنستان واوزبكستان كل هذه الدول تتحدث التركية من ايام الامبراطورية العثمانية وتعتبر نفسها ذات عرق تركي وينتمون الى تركيا، يحاول اردوغان ان يبسط نفوذه على هذه الدول ويصبح دولة عظمى. هذا هو الحلم التركي".  

ورأى "ان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان حتما لا يريد لبنان انما يريده موطئا لقدميه، بحكم موقعه على البحر الابيض المتوسط، وغير النفط والغاز جنوباً، هنا ايضا نفط وغاز في شمال لبنان. وبقدر ما تكون الساحة مفتوحة في لبنان يكون النفوذ أقوى"، مشددا على "ان القوى التي تتصارع على الساحة المحلية يهمها ان يبقى لبنان ضعيفاً لا أن ينهار كي يبقى ساحة لصراعاتها، فإذا ذهب لبنان اين ستتصارع؟ لا يوجد "بلاتفورم" لوجستي واعلامي واستخباراتي يعوض عن لبنان".  

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o