Oct 13, 2020 6:45 AM
مقالات

من هو الأفضل للبنان: ترامب أو بايدن؟

كتب رامي نصار:

قد لا يكمل كثر قراءة هذا المقال كونه يتناول موضوعاً عابراً للأطلسي. فما الجدوى من متابعة اللبناني لمجريات الانتخابات الرئاسية الأميركية وسط الكم الهائل من الهموم اليومية؟ ومن هو تالياً المرشح الأفضل للبنان، الجمهوري دونالد ترامب أم الديمقراطي جو بايدن؟

يشير السفير السابق للبنان في الولايات المتحدة الأميركية عبدالله بو حبيب الى أهمية الولايات المتحدة وتأثيرها على سائر دول العالم عموماً، وعلى لبنان خصوصاً نتيجة موقعه في مهب السياسات الدولية.

كما يشرح الأستاذ الجامعي د. رجا لبكي لموقع mtv: "ان متابعة الانتخابات الرئاسية الأميركية أمر أساسي لأن كل مشاكل لبنان مرتبطة بطريقة أو بأخرى بالسياسة الخارجية الأميركية، في اطار الصراع الأميركي-الصيني ومن ضمنه المواجهة الأميركية-الايرانية"، ما يؤثر بشكل كبير على لبنان سيما في الموضوع المالي والمضاربة على العملة.

وفي حين انتهج ترامب سياسة الضغوط القصوى بالعقوبات التي أثمرت في أكثر من مجال، لم تزل سياسة بايدن غير واضحة المعالم. "الأكيد"، وفقاً للدكتور لبكي، "أنها لن تكون مطابقة لسياسة أوباما لأن التحديات أصبحت مختلفة، أهمها استحالة التغاضي أو تأجيل مواجهة الصين والتي ارتقت مع ترامب الى مصاف المسائل القومية". كما تجدر الاشارة الى أن الاقتصاد الصيني حقيقي، بمعنى أنه يمنع المضاربة، السلاح الأميركي الأبرز.

لا إشارات ملموسة حتى الآن حول ما اذا كانت مصلحة لبنان ملازمة لوصول أي من المرشحين، كونها منضوية تحت الـ "deal" الأميركي-الايراني الآتي وما قد يترتب عليه من تبعات، مثل اطلاق يد ايران في الساحة اللبنانية أو تقاسم النفوذ فيها، خصوصاً أن اللاعب الروسي لم يقل كلمته بعد. "وهنا يجب عدم اغفال صراع اللوبيات والتيارات في الداخل الأميركي، بحيث لا يمكن لأي من المرشحين في حال فوزه إلا أن يلتزم مصالح اللوبيات التي أوصلته في السياسة الخارجية"، وفق لبكي.

يستغرب السفير بو حبيب أوهام بعض اللبنانيين بالتعويل على الإنتخابات الأميركية، لعدم ورود لبنان على سلم أولويات الولايات المتحدة الأميركية أياً كانت هوية الرئيس المقبل. وحول ما اذا كانت استراتيجية بايدن ستخفف من وطأة العقوبات على كاهل المالية اللبنانية، ذكّر السفير عبدالله بو حبيب بالتعاطف مع الشعوب الأخرى في عهد أوباما الذي لم يحل دون فرض عقوبات، كون هذه الأخيرة تقر بالأغلبية في الكونغرس الأميركي وتقتصر صلاحية الرئيس على عدم زيادتها حصراً. "استنظر ألا يزيد بايدن العقوبات، لكن الكونغرس سيستمر بها بسبب وجود لوبي في واشنطن خاص بفرض العقوبات، وغياب لوبي مضاد خاص بوقفها" ختم بو حبيب، مشدداً على أن مصلحة الدول تكمن في أداء مسؤوليها فقط لا غير.

في نهاية المطاف تقاس مصلحة لبنان على سلّم الاستقرار الأمني والمالي والاجتماعي، المرتبط مباشرةً بالسياسات الدولية والدور المناط بلبنان في المرحلة المقبلة.  من هنا أهمية رصد التبدلات الاقليمية والدولية من دون الإبحار في الرهانات الواهية، مع تحصين بنية الدولة المؤسساتيةوإعادة الإنتظام الى الحياة الدستورية.

الى حينه، لا فرق بين أحمر جمهوري أو أزرق ديمقراطي، فلبنان مصاب بعمى الألوان، ومحكوم بالأسود حتى إشعار آخر.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o