Oct 06, 2020 6:28 AM
مقالات

كواليس مفاوضات ترسيم الحدود المنتظرة بين لبنان وإسرائيل

كتبت ثريا شاهين:

تؤكد مصادر ديبلوماسيّة واسعة الإطّلاع على العلاقات اللبنانيّة - الأميركيّة، أن التفاوض بين لبنان وإسرائيل، برعاية الأمم المتحدة على تحديد الحدود البحرية والبرية، سيكون في سياق اجتماعات وقنوات مستقلة، يقوم في إطاره الجانب الأميركي بالحديث مباشرةً مع كلٍّ من لبنان واسرائيل، على سبيل الوساطة، بينما ترعى الأمم المتحدة هذا التفاوض.

وتقول المصادر إنّ المفاوضات ستتحوّل في لبنان الى جهة معنيّة بالدستور وبإشراف خبراء في القانون الدّوليّ، يقوم لبنان بتعيينها. وتمثّل المباشرة بالتفاوض مع إسرائيل على الحدود البحرية والبرية، بالنسبة الى الأميركيين، أحد أبرز أنواع الإصلاحات المطلوبة لانتشال لبنان من الانهيار الذي يقع فيه، والذي قد يشهد مزيداً من التدهور في الأسابيع المقبلة.

أما الآن فجاءت المبادرة الأميركية في اتجاه حلحلة الأمور، وهذا التفاوض سيساعد لبنان، وسيسهّل الكثير من العقبات أمامه وسيزيل جزءاً كبيراً من الاحتقان من جانب الولايات المتحدة تجاهه. وهو الأمر الذي سينعكس إيجاباً على تسهيل عدد من الأمور السياسية، لا سيّما الدعم الماليّ، عبر مشاركة الجهات الدوليّة بطريقة أسهل. ويفتح الباب أيضاً أمام التنقيب عن الغاز والبترول. كذلك سيرسي التفاوض مناخاً من الاستقرار في الجنوب والمنطقة، يجعل الشركات التجارية الكبرى والمستثمرة تُفَعِّل استثماراتها في البحر اللبناني للتنقيب عن الغاز والبترول واستخراجهما.

ذلك أن الشركات الكبرى تأتي الى المنطقة، اذا كانت مستقرة، وترحل عنها، اذا لم يكن هناك مناخاً أكيداً للاستقرار. ويبدو أن هناك جواً دولياً وفي المنطقة يساعد على هذا التفاوض ومؤاتٍ له.

أما بالنسبة الى الحكومة وما اذا سينسحب هذا المناخ على تشكيل حكومة جديدة، فإن المصادر لا تستبعد حصول ذلك مع أن هناك تعقيدات متعلقة بتناتش النفوذ فيها. وفي اعتقادها أن الأميركيين لم يسهّلوا المبادرة الفرنسيّة، ولا تجيب حول ما اذا كانوا قد عرقلوها عن قصد لطرح مبادرتهم حول الترسيم وما قد تجرّه من فوائد على البلد في شتى الميادين. ولا تستبعد المصادر حصول مبادرة أميركية - فرنسية - أوروبية مشتركة. مع الإشارة إلى أن واشنطن لم تكن راضية عن مبادرة فرنسية منفردة، والأميركيون يعتبرون أنهم "لا يوقفون" قرارهم وفق مبادرة فرنسية.

والأكيد، في سياق اتفاق الإطار على الترسيم، أن لبنان يصرّ على الدور الفاعل للأمم المتحدة في التفاوض شكلاً ومضموناً. وفي النهاية ان أي دور للأمم المتحدة يخضع للتوجه السياسي الدولي، وليس فقط بالضرورة لما ينص عليه القرار 1701، الذي يمكن أن يحمل معانٍ عدة والتزامات متنوعة حيال حلّ النزاعات في منطقة عمليات "اليونيفيل". وبالتالي، ان الجوّ الدولي سيحكم مسار دور المنظمة الدولية في عملية تحديد الحدود وترسيمها.

ومنذ سنوات، عرضت الأمم المتحدة ترسيم الخط الأزرق على الحدود، وكان هناك جوّاً سياسياً - دولياً يسمح بذلك. ما لبث هذا الجوّ أن تغيّر فرفضت إسرائيل عرض الأمم المتحدة، ثم بعد شهر رحبت به. لكن الأمر لم يحصل فعلياً، ولا الأجواء الدولية بقيت إيجابية.

ويشار إلى أن هناك دوراً للأمم المتحدة في الجنوب، غير اللجنة الثلاثية الامنية بين لبنان وإسرائيل والامم المتحدة، حيث هناك اجتماعات دورية لها، واتصالات تقوم بها الامم المتحدة بهدف منع التصعيد، ولجم التوتّر ومعالجة الخروقات على أنواعها.

لذا، فإن الدول المعنيّة بالحدود هي التي تحدد إطار تدخّل الامم المتحدة في التفاوض، وفي الترسيم لاحقاً، كذلك في مدّة التفاوض وشكله، وطريقة المصادقة على ما سينتج عن هذا التفاوض. وبالتالي ان دور الامم المتحدة في مجالَي التفاوض والترسيم هو دور سياسي و ليس تقنيّاً فقط، حيث يمكن لمختلف الاحتمالات أن تكون واردة، لهذا يشدّد لبنان على دورها.

وترى المصادر أن كل ما يحصل بالنسبة الى استخراج الغاز والبترول في المنطقة، يمثّل صراعاً على خطوط الغاز وليس على كمياته. الأهمّ خطوطه وتركيا تدخل على المسألة بكل قوّتها. ولا بدّ أنّ السفير الأميركي في تركيا دايفيد ساترفيلد سيتعاطى في الموضوع بشكل أو بآخر، وقد تتمّ استشارته بالنسبة الى لبنان، كونه المسؤول الأميركي الذي أرسى أساس اتفاق الاطار العام للتفاوض بين لبنان وإسرائيل برعاية الامم المتحدة، لتحديد الحدود البحريّة والبريّة الجنوبيّة.

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o