Apr 16, 2018 4:50 PM
متفرقات

خضره: للصحافة وللإعلاميين دور مركزي في بناء الوطن

أشار رئيس الإتحاد الكاثوليكي الأب طوني خضرا، في كلمة له خلال العشاء السنوي الـ18 الّذي أقامه الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة- ​لبنان​ (​أوسيب​ لبنان)، برعاية وزير الإعلام ​​ ممثلاً بالمدير العام للإذاعة اللبنانية ​محمد إبراهيم​، إلى أنّه "تمرّ السنوات نكبر نحن وهموم الوطن تكبر معنا، وفي كلّ مرّة نحمل الآمال والأمنيات نتناسى الهموم الّتي تحيط بالوطن نتفاءل ونسعى علناً لرسم مستقبل أفضل، غير أنّه وفي كلّ مرّة نستنتج كم أنّ الحمل يصبح أكثر ثقلاً وكم أنّ المهام أكثر تعقيداً وأنّ الصعوبات المضافة أكبر من الحلول الّتي حملناها".

ولفت إلى "أنّنا أبناء الرجاء، نحن أبناء الأمل نحن أبناء القيامة لن نيأس ولن نتراجع، نعرف وندرك كم أنّ الصعوبات والتحديات كبيرة، صعوبات على صعيد الوطن وتحديات على صعيد الوجود المسيحي الحر فيه"، منوّهاً إلى "أنّنا نعود في كلّ مرّة إلى السؤال: من أين نبدأ؟ هل نبدأ من مشاكل وسائل الإعلام الّتي تعاني من الأزمات المتلاحقة والّتي تضعف دورها وتهدد وجودها؟ أم نبدأ من أزمة أهل الإعلام على تعدّد مهنهم من ​صحافيين​ ومصوّرين ومخرجين وكتاباً ومفكرين مع ​التصحر​ الّذي يضرب بعض المؤسسات الإعلامية والفكرية؟ أم نبدأ من أزمة ​الأقساط المدرسية​ الّتي تضرب عائلاتنا وتهدّد مستقبل أولادهم وباتت شبح رعب للعائلات، فبات الخوف من الولد وعليه بدلاً من أن يكون مصدر فرح وسعادة؟ أم نبدأ من تشريعات وقوانين تسنّ ومنها في الأيام الماضية ما أعادنا إلى قوانين التجنيس السيئة الذكر والّتي هي في مثابة مؤامرة على لبنان وعلى القضايا العربية بما فيها ​القضية الفلسطينية​ وما يُحاك ويحكى اليوم عن قوانين الإقامة لا يقل خطورة عن التجنيس الحقيقي؟".

وتساءل خضره "من أين نبدأ ؟ هل نبدأ من حملات إنتخابية حيث نرى غياب البرامج والمشاريع لرؤية مستقبلية للوطن وحيث بات هاجس الحاصل الإنتخابي يطغى على مصير الوطن والمواطن؟ فنرى لوائح مرشحين لا يلتقون على شيء إلا على مصلحتهم الشخصية وعلى زيادة عدد أصواتهم فهل هكذا تخاض الإنتخابات؟ وهل هكذا نؤسس لمجلس نيابي مؤتمن على ​الدستور​؟ وهل هكذا نعيد بناء السلطة والمؤسسات؟ هل نبدأ من أزمة البطالة التي تضرب شبابنا والتي تزيد عن خمسين في المئة والتي تلقي بهم على أبواب السفارات وتشتتهم في بلاد الإغتراب وتحرمهم من حنان أهلهم وتضع الدموع في عيون أمهاتهم؟ هل نبدأ من أزماتنا المعيشية اليومية ومن منا لا يمضي ساعتين على الأقل يوميا في زحمة السير لقد كان عندنا خدمة قطارات منذ 100 عام وخدمة أوتوبيسات عامة منذ 60 عاما، وها نحن اليوم نترحم على الماضي ازماتنا المعيشية اليومية هي هي منذ أكثر من 40 عاما كانقطاع ​المياه​ و​الكهرباء​ وكأن لا حلول لها أو لا أحد يبحث عن حلول جدية لها، من أين نبدأ وكيف نبدأ؟ إنه سؤال نطرحه على أنفسنا كل يوم وكل لحظة منذ أن نذرنا أنفسنا في خدمة المصلحة العامة مع مجموعة أوسيب لبنان و​لابورا​ ومجموعة أورا، نذرنا أنفسنا لخدمة الوطن والمواطن ولخدمة الحفاظ على التنوع في هذا الوطن حيث تتعايش كل الطوائف في إطار من الحرية واحترام الآخر، رغم الصعوبات ورغم الحواجز لم ولن نيأس إنها قضيتنا قضية وجودنا وتاريخنا ومستقبلنا. قضية أجيال تقع علينا مسؤولية ضمان أمنها ومستقبلها مسؤولية حماية الوطن والكيان".

وشدّد على أنّ "هذه الأزمات ليست في الأساس من مسؤوليتنا ولا يجب أن تكون من إهتماماتنا هي مسؤولية الدولة ومؤسساتها، غير أنّ الدولة غائبة لا محاسبة ولا من يحاسب"، منوّهاً إلى أنّ "في الأسبوع الماضي شاهدنا كيف أنّ رئيسة جمهورية ​كوريا الجنوبية​ دخلت السجن بسبب قضايا ​الفساد​ وكذلك رئيس جمهورية ​البرازيل​ ورئيس حكومة ​إسرائيل​ يلاحقه ​القضاء​ بسبب قضايا الفساد وقياسا الى ما عندنا نرى تلك القضايا بسيطة لكن رغم ذلك هناك ملاحقات ومساءلة أما عندنا فتعج كل يوم وسائل الإعلام بقضايا الفساد ولا من يسأل أو يهتم. فكيف يمكن أن نبني وطنا إذا بقينا على هذه الحال؟ ماذا نترك لأجيالنا ​الجديدة​ مع دين عام طال 100 مليار ​دولار​؟ ماذا نترك لهم حين باتوا يعجزون عن تملك شقة صغيرة وبات التملك مفتوحا على مصراعيه للأجانب؟ وكيف نبني وطنا يليق بنا وبأولادنا كيف نحافظ على الوطن والكيان ؟ كيف نوقف ​الهجرة​ وإنهيار الكيان؟".

وأكّد خضرا أنّ "أوسيب لبنان" مؤتمن على هذه المسؤوليات. إنّ للصحافة وللإعلاميين دوراً مركزيّاً في بناء الوطن. لهم دور محوري في الدفاع عن الحقيقة مهما كانت صعبة دورهم أساسي في نشر قيم المصلحة العامة التي باتت شبه غائبة أمام تفشي المصالح الشخصية فلنتكاتف كاعلاميين لنرفع الصوت عاليا في وجه الفساد والمفسدين لنرفع صوت المحاسبة والمساءلة ولنبدأ كل منا حيث هو بأن يدرك بأننا على مسار إنحداري، واننا اذا استمررنا على ما نحن عليه سنخسر أولادنا وسنخسر وطننا انه التحدي الحقيقي والمصيري".

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o