Apr 16, 2018 4:39 PM
تحليل سياسي

واشنطن تتهم روسيا بإفساد موقع "الكيميائي" في دوما وموسكو تنفـــي
عون يلغي زيارته لقطر وبري يشيد بخطابه وجريصاتي: رئيس المجلس ضمانة
مجلس الوزراء يتجنب التوتر الكهربائي... ولا عفو عاما قبـل الانتخابــات

المركزية- تطورات نوعية من لبنان إلى سوريا، في أكثر من ملف وقضية: منظمة حظر الاسلحة الكيميائية عقدت اجتماعا طارئا في لاهاي، حول الهجوم المفترض بالاسلحة الكيميائية على مدينة دوما السورية،
 الذي وقع في 7 نيسان وحمّل الغرب دمشق مسؤوليته. ايران أعلنت أنها سترد في الوقت المناسب على الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف مطار الـ"تيفور" في سوريا وأدى إلى مقتل عدد من المستشارين الإيرانيين واكدت ان

 اسرائيل ستتلقى الرد على عدوانها عاجلاً ام آجلاً ، بعدما اعترفت اسرائيل على لسان قائد في جيشها باستهداف عسكريين ايرانيين. تركيا الشريكة في استانا اوضحت انها لا تدعم أي دولة في سوريا وموقفها مختلف عن مواقف إيران وروسيا وكذلك الولايات المتحدة.

خوري لا عون: أما في الداخل، فبقيت الاهتمامات مشدودة إلى استحقاق 6 ايار وموجبات المعركة حيث يتم استحضار كل "عدة العمل" الكفيلة برفع الحماوة الانتخابية الى حدها الاقصى. الا ان عودة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى بيروت وعدوله عن زيارة قطر، بعدما تعذّرت عليه المشاركة في الاحتفال الذي يقام مساء في الدوحة لمناسبة افتتاح مكتبة قطر الوطنية نتيجة التطورات الراهنة، كما أعلن مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية، وتكليف وزير الثقافة غطاس خوري تمثيله، خرق مناخ الشحن الانتخابي، حيث ارتسمت تساؤلات في الافق اللبناني حول اسباب "التعذّر"، خصوصا ان الزيارة لا تتعدى ساعات. وافادت مصادر مطّلعة "المركزية" ان اكثر من عنصر قد يكون خلف عدم اتمام الزيارة لعل الابرز ان بعض المصطادين في المياه العكرة قد يحاولون استغلالها لو حصلت، لاقحامها في بازار السجالات السياسية وتصوير الرئيس عون على انه مع محور في وجه آخر، فيما يلتزم لبنان سياسة النأي بالنفس، خصوصا ان الطائرات الاميركية الحربية التي استهدفت سوريا انطلقت من قاعدة اميركية في قطر. وشددت على ان الرهان على ان زيارة الامير تميم بن حمد للمملكة قد تشكل محطة لاتمام المصالحة الخليجية مع قطر، سقط، ما ابقى الخلاف على حاله، فكان من الافضل ابقاء لبنان بعيدا منه، لا سيما بعد مشاورات ناجحة اجراها الرئيس عون في الرياض مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز الذي وعد ان الخليجيين سيعودون الى لبنان هذا الصيف، فحفظا منه لموقع لبنان الوسطي في الخلاف بين "الاخوة" ، قد يكون آثر عدم المشاركة شخصيا في الحدث القطري.

كتاب الى الرئيس: وفي انشغالات الداخل ايضا، بقيت المادة 50 من الموازنة تثير الغبار حولها، وقد توقف عندها هذه المرة الاتحاد العمالي العام. فرئيسه بشارة الأسمر وجه كتابا مفتوحا الى رئيس الجمهورية بعنوان "المادة خمسون مرة أخرى يا فخامة الرئيس: أبعد عنا هذه الكأس المرة"، ناشده فيه لاعتبارات سياسية واجتماعية "رد هذه المادة ضمن المهلة الدستورية القانونية قبل فوات الأوان". واذ اشار الى أنها "تهدد النسيج الاجتماعي الوطني وتفسح المجال لمخاطر ديموغرافية مفتوحة على كل الاحتمالات ولأنها تأتي في ظل تطورات كبرى ومصيرية في المحيط الجغرافي للبلاد"، أوضح انها "تتزامن مع إقرار قانون إيجارات غير عادل يهدد وجود عشرات الألوف من العائلات اللبنانية في مناطق ولادتها وأحيائها ويؤسس لفرز ديموغرافي طائفي ومذهبي عجزت عنه الحروب المتتالية"، لافتا ايضا الى انها "تأتي في غياب خطة إسكانية وطنية لطالما دعا إليها الاتحاد العمالي العام وذلك عن طريق إنشاء وزارة للإسكان توضع في تصرفها أملاك ومشاعات الدولة والبلديات وتساهم فيها الأوقاف، وتبنى وحدات سكنية شعبية بصيغة إيجار تملكي أو أي صيغة أخرى تكون بمتناول العمال وذوي الدخل المحدود".

اشادات رغم التوتر؟: من جهة ثانية، وفي ظل التوتر العائد الى الأجواء بين التيار الوطني الحر وحركة امل، بفعل خطاب وزير الخارجية جبران باسيل في رميش، وانتقاد رئيس مجلس النواب نبيه بري اداء الخارجية في شكل غير مباشر أيضا، برزت زيارة قام بها اليوم وزير العدل سليم جريصاتي الى المصيلح. واذ أوضح ان اللقاء حصل "بطلب مني"، قال جريصاتي ان "الرئيس بري أشاد بخطاب رئيس الجمهورية في القمة العربية واعتبره نوعيا يخرج عن المألوف". وفي موقف تهدوي مهادن تجاه رئيس المجلس، أشار جريصاتي الى انني "اطلعت دولته على بعض الامور السياسية في البلد وهو طبعا على بينة منها وتمت المصارحة في مواضيع كثيرة وكالعادة وجدت في دولة رئيس مجلس النواب الضمانة الضرورية اللازمة لاستقرار التسوية الكبرى في البلد التي ترتكز على الاستقرار السياسي والامني اولا وعلى التفاهم العام بالرغم من بعض التجاذبات الحاصلة في معركة الاستحقاق الانتخابي وكان اللقاء مميزا كالعادة".

لا عفو قريبا؟: وحول قانون العفو العام، قال جريصاتي: العفو العام خارج نهائيا عن التجاذب السياسي في معرض الاستحقاق الانتخابي، هو  ليس سلعة انتخابية، هو قرار سياسي كبير يتخذ باجماع سياسي والآن ليس هناك مشاريع على النار تتعلق بالعفو العام، لكن في الوقت المناسب وزارة العدل ستكون جاهزة لتضع مشروع عفو عام،وبالتالي عند توافر الاجماع  السياسي ستعرضه على مجلس الوزراء ومن ثم يعرض على مجلس النواب لاقراره، وطبعا نحن نرى ان ذلك يجب ان يكون بعد الانتخابات النيابية" .

تأزّم علاقة الحريري-جنبلاط: في الاثناء، لا تزال زيارة الرئيس الحريري لقرى حاصبيا والعرقوب ومرجعيون الجمعة الفائت تتفاعل في الاوساط الجنبلاطية، لاسيما لجهة "تعمّد" الحريري تنسيق الزيارة مع الوزير طلال ارسلان وليس جنبلاط من خلال احد نوّابه. وقال امين السر العام في الحزب "التقدمي الاشتراكي" ظافر ناصر، لـ"المركزية" "حتى اللحظة، ليس هناك ما يؤشر الى ترتيب العلاقة قبل الانتخابات"، مشيراً الى "ازمة ثقة لها اسباب عدة منها ما حصل في تحالفات البقاع الغربي، والمعركة ضد جنبلاط ليست وليدة اللحظة انما بدأت منذ مفاوضات قانون الانتخاب، ويبدو ان مؤشرات "الحصار" تستكمل طريقها الان بالتحالفات والى ما بعد 6 ايار". الا انه طمأن هؤلاء الى "ان محاولتهم ستفشل، لان من الواضح انهم لم يقرأوا التاريخ جيداً، وسنتعاطى مع محاولات "المحاصرة" بالمستوى والحجم نفسه".

مجلس الوزراء: على خط آخر، وفيما تنتظر جلسة مجلس الوزراء توافق الرئيسين عون وسعد الحريري الذي بقي في الرياض حيث حضر مناورات "درع الخليج"، على مكان انعقادها المقرر مبدئياً الخميس المقبل والمرجح في قصر بعبدا، توقعت مصادر وزارية ألا تتطرق الجلسة عميقاً الى ملف الكهرباء المقرر استكمال البحث فيه هذا الاسبوع كونه من المواضيع المرجأة من جلسة الاسبوع الماضي. وأفادت مصادر مطلعة "المركزية" ان الرئيس عون بات ميالاً الى وجهة نظر الرئيس الحريري وطرحه القاضي بإرجاء هذا الملف المتفجر والساخن الى ما بعد الانتخابات النيابية والحكومة الجديدة التي ستنبثق منها.

بين الكرملين والبيت الابيض: دوليا، وفي اعقاب الغارة الاميركية – البريطانية – الفرنسية على سوريا، اعلن وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف ان "الهجوم على سوريا لن يبقى من دون ردّ". في الموازاة، قال الكرملين انه "لا يزال يأمل في حوار مع واشنطن رغم شن ضربات على سوريا"، مؤكدا في المقابل ان "ليست هناك مباحثات حالياً مع واشنطن لعقد لقاء بين بوتين وترامب".  علما ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي يزور واشنطن في 24 الجاري سينتقل نهاية نيسان الى موسكو للقاء نظيره الروسي.

اجتماع طارئ: في الاثناء، عقدت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية اجتماعا طارئا اليوم، حول الهجوم المفترض بالاسلحة الكيميائية على مدينة دوما السورية. وفي هذا الاطار، أعلن مبعوث الولايات المتحدة لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أن "هناك مخاوف من أن تكون روسيا أفسدت موقع الهجوم المزعوم بأسلحة كيميائية في مدينة دوما"، وهو ما نفته موسكو. من جهته، قال ممثل روسيا لدى منظمة الحظر ان "واشنطن تحاول عرقلة عمل خبراء المنظمة قبل وصولهم إلى دوما"، فيما تعهدت روسيا بـ"عدم التدخل" في عمل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في سوريا، حسب ما نقلت السفارة الروسية. أما مبعوث بريطانيا لدى المنظمة، فأشار الى ان المنظمة سجلت 390 إدعاء باستخدام غير قانوني لذخيرة سامة محظورة في سوريا منذ 2014". الى ذلك، قال الكرملين ان "الادعاءات البريطانية بعدم السماح لمفتشي منظمة حظر الأسلحة، بالوصول إلى دوما لا أساس لها من الصحة وروسيا تريد التحقيق في الهجوم".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o