Apr 16, 2018 3:42 PM
خاص

جذور حصار "المستقبل" لجنبلاط تمتد من صياغة "النسبية"
فـــهل تُستكمل بــــعد استـــــحقاق 6 ايار؟

المركزية- اتت زيارة الرئيس سعد الحريري لقرى حاصبيا والعرقوب ومرجعيون الجمعة الفائت لتزيد الطين الى العلاقة المتأزّمة بينه وبين رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" النائب وليد جنبلاط بلّة.

فالجولة الانتخابية-السياسية الاولى لرئيس "التيار الازرق" الى هذه القرى، ظهّرت في شكل اكثر وضوحاً عمق "الندوب" و"التهابها" في جسم العلاقة بين بيت الوسط والمختارة، وذلك من خلال "الاحتجاج" الذي عبّر عنه النائب وائل ابو فاعور بقوله "ان الدخول إلى البيوت يكون من ابوابها لا من نوافذها"، في إشارة إلى تعمّد الحريري تنسيق زيارته لحاصبيا مع رئيس الحزب "الديموقراطي اللبناني" الوزير طلال ارسلان وليس جنبلاط من خلال احد نوّابه، علماً ان "رقعة" هذه الندوب بدأت تتّسع منذ انتهاء المفاوضات الانتخابية في دائرة البقاع الغربي التي رست على "استبعاد" "المستقبل" لمرشّح الاشتراكي النائب انطوان سعد عن المقعد الارثوذكسي في اللحظة الاخيرة واستبداله بمرشّح "المستقبل" غسان السكاف، وهو ما اعتبره جنبلاط في حينه عبر تغريدة "بلأنه حلف المصالح والسلطة، حلف الاصلاح المزيّف".

ولا يبدو ان معالجة هذه الندوب ستتم قبل استحقاق الانتخابات النيابية في 6 ايار، ما دام الفريقان منشغلين بهندسة "الصوت التفضيلي" وحسابات الكسور والحاصل الانتخابي، وهو ما اكده امين السر العام في الحزب "التقدمي الاشتراكي" ظافر ناصر، بقوله لـ"المركزية" "حتى اللحظة، ليس هناك ما يؤشر الى ترتيب العلاقة قبل الانتخابات".

اضاف "من الواضح ان هناك ازمة ثقة في العلاقة لها اسباب عدة منها ما حصل في تحالفات البقاع الغربي، ومن الواضح ايضاً ان هناك محاولة "لمحاصرة" جنبلاط ودوره والحزب الاشتراكي ودوره لاهداف كبيرة كما يبدو"، الا انه طمأن هؤلاء الى "ان محاولتهم ستفشل، لان من الواضح انهم لم يقرأوا التاريخ جيداً، لاسيما لجهة الموقع الذي قاده المعلّم كمال جنبلاط منذ العام 1958 واكمله وليد جنبلاط الى الان، وسنتعاطى مع محاولات "المحاصرة" بالمستوى والحجم نفسه".

وفي حين اشارت المعلومات الى "ان جنبلاط قد يختار الملعب الطرابلسي للردّ على زيارة حاصبيا بتلبيته الدعوة المتكررة إليه من "الخصم السياسي" للرئيس الحريري الرئيس نجيب ميقاتي، علماً ان مقرّبين من الاخير اكدوا لـ"المركزية" "ان ابواب المدينة مفتوحة دائماً وفي اي وقت لسيّد المختارة"، اوضح ناصر "اننا نعتبر ان كل المناطق اللبنانية مناطقنا تماماً كما هو الجبل بالنسبة لكل اللبنانيين، وبالتالي زيارة طرابلس واردة في اي زمان، وعلاقتنا بعاصمة الشمال علاقة تاريخية تعود الى مرحلة النضال الوطني مع قادة كبار من طرابلس، غير ان المسألة ليست مسألة ردود، وانما خيارات سياسية، فاذا كان الخيار السياسي ثابتا عند البعض فان تعاطينا يكون على هذا الاساس".

وعمّا اذا كان وراء هذه المواقف تجاه جنبلاط اهداف سياسية، اشار ظافر الى "ان كل الاهداف السياسية والانتخابية مشروعة، ونحن لا نحرم الاخرين من حقّهم في منافستنا سياسياً، لكن للتوازنات السياسية في جبل لبنان نكهة مختلفة نظراً للخصوصية التاريخية والسياسية للجبل وتوازناته الدقيقة التي يجب الا تسقط من حسابات احد. فالمنافسة شيء واهداف "المحاصرة" شيء اخر، واكرر دعوتي الى قراءة التاريخ جيداً واخذ العِبر منه، والا سيأخذون البلد الى مشكلة كما اخذوه مراراً وتكراراً".

وختم "المعركة ضد جنبلاط ليست وليدة اللحظة وانما بدأت منذ مفاوضات قانون الانتخاب. فبداية الحصار كانت مع صياغة القانون وتقسيماته، وهذا ليس خافياً على احد، ويبدو ان مؤشرات "الحصار" تستكمل طريقها الان بالتحالفات والى ما بعد 6 ايار. وفي كل الاحوال نحن نتعاطى مع هذا الامر بالمستوى والحجم نفسه، وان غداً لناظره قريب، والانتخابات محطة سنجتازها لتعود بعدها الحياة السياسية الى طبيعتها".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o