بين اتصالات بوغدانوف وزيارة لافروف.. هذا دور روسيا في لبنان
الريّس: العلاقة مع موسكو قديمة... وروسيا لاعب دولي واقليمي كبير

المركزية - نفى ​السفير الروسي​ المنتهية مهامه في ​لبنان​ ​ألكسندر زاسبيكين​ في حديث تلفزيوني ما يشاع عن نية بلاده لعب دور أساسي في لبنان، معتبراً أن المزاعم من هذا القبيل تستخدمها واشنطن لتثبيت وجودها"، لافتاً إلى "ان روسيا غير قادرة على لعب دور أساسي في لبنان". 

في المقابل، برزت حركة روسية باتجاه لبنان من خلال تواصل نائب وزير الخارجية الروسي والمبعوث الخاص للرئيس فلاديمير بوتين في الشرق الاوسط وافريقيا ميخائيل بوغدانوف الدائم مع السياسيين اللبنانيين ومتابعته الدقيقة للوضع في لبنان وقد سجل اتصال بينه وبين الرئيس سعد الحريري، رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ورئيس الحزب "الديمقراطي اللبناني" النائب طلال ارسلان. كما افادت المعلومات أن زيارة وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف إلى لبنان حددت في 29 تشرين الاول يرافقه بوغدانوف للقاء المسؤولين اللبنانيين والهدف الاساس الوقوف إلى جانب لبنان ودعم رئاسة الجمهورية". فما هو الدور الذي من الممكن أن تلعبه روسيا في لبنان؟ 

اكثر المقربين من روسيا تاريخياً هو الحزب التقدمي الإشتراكي إذ تكاد لا تنقطع الاتصالات بين رئيسه والمسؤولين الروس في اكثر من قضية وملف، إن في لبنان أو حتى في سوريا، حيث أمكن هذا التواصل من تحقيق الكثير لدروز سوريا، وقد التقى السفير شوقي بو نصّار أخيراً بوغدانوف بناء على طلبه فما الجديد؟

مستشار رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" رامي الريس أوضح لـ"المركزية" "أن هناك علاقة تاريخية تربط الحزب "التقدمي الإشتراكي" بموسكو امتدت لسنوات طويلة منذ أيام الشهيد كمال جنبلاط وتواصلت وتعززت مع رئيس الحزب وليد جنبلاط في حقبة الحرب الأهلية وما بعدها، صحيح أنه مرت بعض الحقبات التي حصل فيها تباين في وجهات النظر لا سيما حيال الأزمة في سوريا ولكن هذا لا يلغي عمق هذه العلاقة القديمة".  

أضاف: "نحن نعول دائماً على دور روسيا. هي لاعب دولي واقليمي ولها قدرة على ضبط التوازنات في المنطقة وفي المساعدة حيث يجب، خصوصاً في ما يتعلق ببعض الأمور المتعلقة بخصوصيات معينة في الأزمة السورية تفرض نفسها بين الحين والآخر وهي التي كان يتابعها بشكل حثيث وليد جنبلاط ورئيس اللقاء الديمقراطي تيمور جنبلاط بهدف منع مزيد من تدهور الأوضاع ومنها ما يتصل بالطائفة الدرزية في سوريا". 

وتابع الريس: "هناك الدور الروسي على الصعيد الدولي وله اعتباراته ومنطلقاته أيضاً. أما في الموضوع اللبناني، فروسيا تتابع بشكل مستمر التطورات في لبنان وتسعى جاهدة لأن تكون على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين ولو أنها تتقاطع مع قوى معينة في بعض الملفات، ولا شك أن المنظار الروسي للملف اللبناني أو لملفات المنطقة ينطلق من اعتبارات تتصل بالحسابات الروسية أولا وثم بالحسابات الأخرى ثانياً".  

وختم الريس: "لكن يبقى التطلع بأن تتمكن موسكو أن تدفع باتجاه حل الأزمة اللبنانية والضغط على الجهات المعرقلة لتسهيل تأليف الحكومة لما لذلك من دور مساعد في وقف الانهيار والتدهور المتسارع على كل المستويات".