Apr 16, 2018 3:10 PM
خاص

"إحياء الحل السياسي" معيار نجاح أو فشل "الضربة" على سوريا
موسكو وطهران تتشددان ولن تتجاوبا الا بعد انتزاع مكاسـب؟

المركزية- بغضّ النظر عن النتائج الميدانية والعسكرية للغارة الاميركية – البريطانية – الفرنسية على سوريا التي أجمع أكثر من مراقب على وصفها بغارة "حفظ ماء وجه" الدول الغربية، بعد ان بات من الصعب عليها التراجع عن كل المواقف العالية السقف التي أطلقتها متوعّدة بالاقتصاص من الرئيس بشار الاسد لاستخدامه السلاح الكيميائي، فإن رصد تداعيات الضربة الثلاثية على مسار الازمة "سياسيا"، يبقى الأهم، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية".

في رأيها، يتطلّع المجتمع الدولي الغربي والعربي، والدولُ التي شاركت في غارة فجر السبت، في شكل خاص، الى ان تمهّد لاطلاق عجلات الحل السياسي للنزاع السوري مجددا، وتضع حدا للتدهور الميداني المتوالي فصولا منذ شهور حيث لم تهدأ الآلة العسكرية للنظام وحلفائه الايرانيين والروس لحظة، بل واصلت دورانها بقوة ملحقة هزائم كبيرة بفصائل المعارضة، وقد أتت (الغارة) لتقول للمحور هذا، ان وقت التصعيد انتهى.

والجدير ذكره، ان الضربة مهما كان حجمها وشكلها، حصلت دونما اي اعتراض من روسيا (علما ان اكثر من مسؤول فيها كان أكد ان اي استهداف للنظام السوري لن يمر من دون رد من قبلها)، ما يدل الى ان واشنطن تبقى الاقوى على الساحة الاقليمية عموما والسورية خصوصا، وأنها قادرة على تنفيذ مخططاتها وقلب المعادلات في المنطقة، رأسا على عقب في غضون لحظات، إن أرادت ذلك.

ولمّا كانت إرادة البيت الابيض وحلفائه اليوم "إعادة إحياء المفاوضات السياسية بين أطراف النزاع السوري على قاعدة "جنيف 1" وقرارات الامم المتحدة ذات الصلة، وهو ما أكده الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اليوم بقوله ان "الحل السياسي في سوريا واحترام القانون الدولي الإنساني أولوية لنا في هذا النزاع"، وما تمسكت به القمة العربية في مقرراتها أمس ايضا، فإن المصادر تتوقع ان تنصبّ الجهود الدولية على تحقيق هذا الهدف: إعادة النظام والمعارضة الى طاولة الحوار في سويسرا.

وفي وقت تشير الى ان موسكو وُضعت في صورة التوجه هذا، خلال الاتصالات التي حصلت في الايام الماضية بين زعماء العالم والرئيس فلاديمير بوتين، تقول المصادر ان تجاوبها مع هذا الخيار ام عدمه، يبقى ضبابيا. فالمصادر ترجّح ان يحاول الكرملين ربط موقفه بما يمكن ان ينتزعه من مكاسب من واشنطن والدول الاوروبية، أكان في قضايا المنطقة او على صعيد أزمة أوكرانيا وشبه جزيرة القرم، مرورا بمآل العقوبات الاميركية والاوروبية المتجددة على موسكو.

لكن في موازاة العقبة الروسية، تتحدث المصادر عن مطبات اخرى ستعترض طريق القطار الغربي – العربي للحل السوري، طابعها "ايراني". فالجمهورية الاسلامية بدورها قد لا ترضى بوقف التصعيد على الارض قبل ان تضمن لها حصة من التسوية السورية، وهو ما ترفضه بقوّة الولايات المتحدة وحلفاؤها العرب والخليجيون.

وقد دلت المواقف الاخيرة للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الى ان محور "الممانعة" يتجه نحو تشدد اضافي في المرحلة المقبلة. فهو قال أمس إن الهجوم العسكري على سوريا "سيعقّد الحلَّ السياسي وسيؤدّي الى تأزيم العلاقات الدولية ومسار جنيف إن لم يؤدِّ الى نسفه كلياً".

وعليه، تسأل المصادر "لمن ستكون الغلبة هذه المرة؟ للنظام وحلفائه.. فتكون الضربة الاميركية وكأنها لم تحصل؟ أم للتوجه الغربي الساعي الى احياء المفاوضات، فتكون الغارة فعلت فعلها الحقيقي وأتت ثمارها؟   

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o