Sep 28, 2020 12:00 PM
مقالات

ماكرون يلاقي ترامب؟

كتب توفيق الهندي:

لا شك أن ماكرون حاول من خلال مبادرته، مد خشبة الخلاص لحزب الله ومن ورائه إيران إزاء سياسة إدارة ترامب الهجومية عليهما، وذلك لتدعيم سياسة فرنسا وأوروبا الشرق أوسطية، بالإضافة إلى أن يكون لبنان مرتكزاً لفرنسا في الشرق الأوسط وذلك إنطلاقاً من تاريخية العلاقات الفرنسية- اللبنانية.

من الواضح أيضاً أن حزب الله لم يتجاوب إلا بالشكل مع مبادرته (وقد أشرت إلى هذا الأمر منذ بداية المبادرة) ليكون الطرف الرئيسي في تفشيلها بمساعدة الطبقة السياسية المارقة التي تعمل تحت سطوته والتي إجتمعت مع ماكرون وأكدت له إلتزامها بمبادرته، بإستثناء سامي الجميل الذي أخرج نفسه بشكل واضح منذ زمن من هذه الطبقة.

لا شك أن ماكرون بات مقتنعاً أن مبادرته لم ولن تنجح. بالرغم من ذلك، أعطى هذه الطبقة الخائنة للشعب اللبناني فترة شهر أو شهر ونصف للعودة إلى رشدها الذي لن تتحلى به يوماً. لماذا؟ لتتبدى نتائج الإنتخابات الأميركية ولكي تتحرك الدمى اللبنانية في الوقت الضائع لتوحي للبنانيين أن حظوظ المعالجات قائمة وأن لبنان لا ولن يذهب إلى ما بعد بعد جهنم الإقتصادية والمالية والنقدية والمعيشية...

إن المعلومات الآتية من واشنطن باتت ترجح إعادة إنتخاب ترامب، ما يجعل ماكرون يتهيأ لملاقاته في مواجهة الجمهورية الإسلامية في إيران وإمتداداتها في المنطقة، وأهمها في لبنان.

قال ماكرون أن إذا فشلت الطبقة السياسية اللبنانية بتلقف مبادرته، سوف يذهب إلى شيء يشبه التدويل.

وهنا، على قوى الثورة أن تطور وترشد مواجهتها مع السلطة برفع شعارين أساسيين:

أولاً، تسليم سلاح الميليشيات كافة وعلى رأسها حزب الله، للجيش اللبناني عبر تنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة، ولا سيما القرارين 1559 و 1701.

ثانياً: التخلص من الطبقة السياسية المارقة والمستسلمة لمشيئة طهران (كلن يعني كلن).

غير أنه لا يمكن سلوك المسارات الدستورية بعيد تسليم السلاح، أي تشكيل حكومة مستقلين وإجراء إنتخابات مبكرة أم لا، لسبب بسيط هو أن الطبقة السياسية تكون لا تزال تمتلك المال والخبرة وتهيمن بشكل مطلق على الدولة العميقة مقابل قوى ثورة لا تزال غير موحدة، مما يمسح لهذه الطبقة السياسية من إعادة إنتاج نفسها.

كيف إذن الخروج من النفق المظلم؟

المطلوب للبنان ليستعيد عافيته فترة نقاهة.

كيف؟ بعد حل مشكلة السلاح، المطلوب تشكيل سلطة مؤقتة تكون مناصفة بين عسكريين ومدنيين، تعلق الدستور وتطهر الإدارة والقضاء والمؤسسات الدولتية كافة من رواسب المحاصصات الزبائنية المزمنة. ولكي لا تنحرف هذه السلطة المؤقتة وتصبح شبيهة بالطبقة السياسية المارقة، يتوجب على الأمم المتحدة وبالتحديد مجلس الأمن أن يصدر قراراً تحت الفصل السابع بوضع لبنان تحت الوصاية الدولية السياسية والأمنية والعسكرية.

إن الأسباب الموجبة لمثل هذا القرار متوافرة بمعنى أن الأمم المتحدة تتحرك عند وجود قضايا إنسانية وعند تهديد الإستقرار والسلام الدوليين. فحالة الشعب اللبناني باتت مأساوية وتشكل حالة إنسانية غير قابلة للمعالجة لبنانياً، كما أن لبنان يشكل تهديداً للإسقرار والسلام الإقليمي والدولي من خلال تحكم حزب الله به وإستخدامه قاعدة إنطلاق لمشروعه الكوني وكونه مرتبط عضوياً بإيران ويشكل التنظيم الرئيس في فيلق القدس، المسؤول عن تصدير الثورة الإيرانية إلى كافة أرجاء المعمورة.

فهل سوف يذهب ماكرون في هذا الإتجاه عند إنتهاء مهلة الشهر والنصف دون نتيجة؟

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o