Sep 24, 2020 6:28 AM
صحف

هكذا تفاعل "الثنائي الشيعي" مع مبادرة عون... وتفاهم "مار مخايل" يهتز

إذا كان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قد اعتبر مبادرته فرصة أخيرة لحلّ مثالي لأزمة التأليف، إلاّ انّ الثغرة الأساس فيها، هو انّ القراءات السياسية لها لم تقاربها كمبادرة صادرة من موقع الحكم، بل قاربتها كمبادرة طرف سياسي، لتناغمها شكلاً ومضموناً، مع ما اعلنته اللجنة السياسية للتيار الوطني الحر قبل فترة وجيزة من اطلاقها.

وتبعاً لذلك، فإنّ مفعولها بقي ضمن جدران الرئاسة الاولى، والتغنّي بإيجابيّاتها لم يتخطّ عتبة المدخل الرئيسي للقصر الجمهوري، فـ"الثنائي الشيعي" وبحسب معلومات "الجمهورية"، قرّر ألاّ يتفاعل معها؛ عين التينة تجاهلتها بالكامل في العلن، وكأنّها غير موجودة، فيما الموقف العميق منها "انّها خطوة مستفزّة بمضمونها، الذي صاغه من يبدو أنّهم في غربة عن حقيقة الأزمة القائمة، وليسوا على دراية بما يجري".

وأمّا "حليف مار مخايل"، والمقصود هنا "حزب الله"، فبحسب معلومات موثوقة، لم تنزل عليه برداً وسلاماً، بل كانت صادمة له، وقد أوصل كلاماً بهذا المعنى في اتجاه القصر الجمهوري. فقد استاء "الحزب" من المبادرة الرئاسية، لمعاكستها ما يعتبرها "الثوابت التي حاد عنها في ما خصّ وزارة المالية والحق في تسمية الوزراء الشيعة"، والتي سبق وأكّد عليها الحزب في البيان الاخير لكتلة الوفاء للمقاومة، كما عاد وشدّد عليها رئيس الكتلة النائب محمد رعد في لقاء السبت مع رئيس الجمهورية.

تفاهم "مار مخايل" يهتز: من جهة أخرى، أكّد النائب ماريو عون أن "هناك تبايناً وتباعداً واضحين بين وجهة نظر التيار الوطني الحر ووجهة نظر الثنائي الشيعي من عملية تشكيل الحكومة والتي نصر فيها على مبدأ المداورة في الحقائب فيما يتمسك الثنائي بوزارة المال." وقال عون في تصريح لـ"الشرق الاوسط" : "سبق الملف الحكومي خلافات حول مقاربات ملفات الإصلاح والفساد لكنّ الانهيار الحاصل على الصعد كافة لم يترك لنا ترف الأخذ والرد والتعبير عن عدم رضانا عن طريقة مقاربة (حزب الله) لهذه الملفات، علماً بأننا مقتنعون بأن دولة سليمة معافاة خالية من الفساد أفضل بكثير للمقاومة".

ونفى عون أن تكون قيادة "الوطني الحر" تخشى العقوبات الأميركية ما يجعلها تأخذ مسافة معينة عن الحزب، معتبراً أنه ليس هناك ما تستند إليه الإدارة الأميركية لفرض هكذا عقوبات، مشدداً على أن أي قرار في هذا التجاه سيكون "مجحفاً".

في المقابل، قالت مصادر مطلعة على موقف حزب الله إن الحزب صارح قيادة التيار والرئيس عون بعدم إمكانية تقديم المزيد من التنازلات في هذه المرحلة لحماية تفاهم "مار مخايل"، وإن ما كان يفعله في هذا الصدد منذ عام 2006 لجهة أنه كلما كان التفاهم يهتز كان يعمل على استعادة توازنه من خلال التنازل من حصته، لا يمكنه أن يفعله اليوم، لأنه يخوض معركة وجودية في ظل ضغوط داخلية وإقليمية ودولية غير مسبوقة. وتشير المصادر إلى أن "الحزب وصل لحد إبلاغ الثنائي عون – باسيل بأنه يتفهم أي قرار من قِبلهما بفك التحالف وبأن ذلك لا يعني العداء معهما".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o