Sep 23, 2020 2:26 PM
خاص

الحريري ورؤساء الحكومات السابقون:"ضربة عالحافر وضربة عالمسمار"

المركزية-  في لقاء جمعه بعدد من الصحافيين قبل نحو 15 يوما، اعترف  الرئيس فؤاد السنيورة بأن زميله في "نادي رؤساء الحكومات السابقين" سعد الحريري ناقش ترشيح مصطفى أديب لتشكيل "حكومة المهمة" كما أرادها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مع هذا الأخير. لكنه  أوضح في المقابل أن رؤساء الحكومات السابقين  تبنوا هذا الترشيح من دون أن يكون ذلك ملزما للأفرقاء الآخرين.

غير أن أحدا لا يشك في أن الرئيس السنيورة وزملاءه الرؤساء الثلاثة كانوا على دراية بأن تأييدهم ترشيح أديب سيعبد طريقه إلى السراي، بدليل أنهم حضوه مرارا على "التمسك بصلاحياته كاملة" وتشكيل الفريق الوزاري وفقا لما يراه مناسبا"، وفي ذلك الموقف اجماع منهم على مد أديب بجرعات الدعم في مواجهة الثنائي الشيعي، المتمسك بوزارة المال والوزراء الشيعة في الحكومة العتيدة.

كان هذا المشهد سائدا قبل أن يقرر الرئيس الحريري تحريك المياه الحكومية الراكدة، في بيانه مساء أمس. ذلك أن الرجل قدم مبادرة جديدة أعطى من خلالها أديب "باس" تسمية شخصية شيعية لوزارة المال ، حاشرا بذلك الثنائي أمل- حزب الله في زاوية ضرورة كشف معرقلي التأليف.

وفي وقت بدا هذا التصرف غير مفاجئ من حيث صدوره من زعيم تيار المستقبل، صاحب السوابق في مجال تسهيل المهمات الصعبة، فإن مفاجأة من العيار الثقيل فجرها رؤساء الحكومات السابقون، حيث أنهم سارعوا إلى التبرؤ من مبادرة الحريري، ومجددين التمسك بمضمون الدستور لجهة رفض احتكار الوزارات.

وعلى عكس ما يعتقد كثيرون، تلفت مصادر مراقبة عبر "المركزية" إلى أن الاشارة السلبية من جانب السنيورة وسلام وميقاتي في اتجاه الحريري، ليست رصاصة في صدر هذه "الرباعية السنية"، ولن تؤدي إلى فرط ملتقى رؤساء الحكومات. فالرؤساء الأربعة على يقين بأن دورهم في المشهد السياسي يتجاوز كونهم يشكلون تجمعا سياسيا، بل إنهم يمثلون نبضا "سنيا" معينا، بغض النظر عن الغضب الشعبي الذي يواجهه تيار المستقبل في معاقله الأساسية.  وهنا تجربة الرئيس حسان دياب تبقى مضرب المثل. فالرئيس دياب وصل إلى السراي من دون غطاء سني يقيه شر القنص السياسي والشعبي تجاهه، إلى أن جاء انفجار المرفأ ليطيح تجربته الحكومية القصيرة. وهذه ليست حال أديب بطبيعة الحال.

وفي السياق، تنبه المصادر إلى أن إنطلاقا من هذا الواقع، فإن مقاربة بيان رؤساء الحكومات لا يمكن أن تتم من منظار تنازلات الحريري حصرا. ذلك أن كل ما سجله الملف الحكومي من أحداث حتى الآن يثبت أن الصراع يتجاوز وزارة المال لا لشيء إلا لأن الكباش الدائر الآن ليس إلا حلقة من تصفية الحسابات السنية- الشيعية، ولعبة عض الأصابع بين الحريري ورؤساء الحكومات من جهة، وحزب الله من جهة أخرى، والتي استعرت بعدما غسل الحريري يديه نهائيا من التسوية الرئاسية ومفاعيلها. لذلك، فإن الطرف السني الذي نجح في فرض رئيس الحكومة المقبل، لا يريد أن يبدو في موقع مقدم التنازلات المجانية والراضخ للضغط السياسي، فكان لا بد من بيان "متشدد" لوضع الأمور في نصابها، قطعا لطريق الحسابات السياسية الخاطئة في مراحل لاحقة، خصوصا بعدما جوبه موقف الحريري بتجرع كأس السم بنقمة سنية شعبية حفلت بها مواقع التواصل الاجتماعي رافضة مسلسل التنازلات الذي لا حد له، ولو من اجل مصلحة الوطن، لا سيما بعدما وعد الحريري من امام مبنى المحكمة الدولية في لاهاي بعيد صدور الحكم في جريمة اغتيال والده ان زمن التضحيات انتهى ولا مزيد منها وقد حان دور الاخرين للتضحية.

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o