Sep 23, 2020 7:07 AM
صحف

إنفجار عين قانا يلفه الغموض...حزب الله صامت واستبعاد لضربة اسرائيلية

بعد اقل من شهرين على انفجار المرفأ، دوى انفجار قوي في منطقة عين قانا الجنوبية، أعاد هاجس تمدد هذه الظاهرة المخيفة والمثيرة للقلق الشديد الى مناطق مختلفة ولا سيما منها في الجنوب حيث الوجود المسلح الثقيل لـ"حزب الله ".

واتجهت الأنظار أمس إلى الجنوب على وقع الانفجار المدوّي الذي هزّ منطقة إقليم التفاح وخلّف أضراراً جسيمة في بلدة عين قانا. فالمشهد الذي ارتسمت وسط سحبه الدخانية السوداء التي غطت سماء المنطقة علامات استفهام كبيرة حول طبيعة المبنى الذي دمّره الانفجار ونوعية الأسلحة والذخائر التي كانت مخزنة داخله، بقيت المعطيات المتصلة به ضبابية تلفها جملة من الأسئلة والسيناريوات والفرضيات لا سيما الإسرائيلية منها في ظل التحليق الكثيف للطيران المعادي في أجواء المنطقة قبيل الانفجار.

حزب الله يفرض سيطرته: والمشكلة الأساسية في هذا السياق تتمثل في انعدام الشفافية التي برزت امس في فرض الحزب أولا طوقا حديديا واسعا حول مكان انفجار المستودع في عين قانا حتى انه يعتقد ان الجيش اللبناني نفسه لم يصل الا بعد ساعات من حصول الانفجار، وحال عناصر الحزب دون التغطية الإعلامية ولم تصدر الا رواية واحدة عن الحادث هي روايته. وقد تحدثت المعلومات المستقلة المتوافرة عن الحادث انه حصل في مبنى تابع للحزب مؤلف من ثلاث طبقات حيث دوى بعد الظهر انفجار هائل مطلقا أعمدة كثيفة وقاتمة من سحب الدخان الذي غطى المنطقة. وزعم الحزب ان الانفجار حصل في مركز لتجميع القذائف غير المنفجرة من مخلفات حرب تموز 2006 نافيا سقوط ضحايا او جرحى كما نفى استهداف احد قادته علي سمير الرز او أي قيادي آخر. ولكن الحادث اثار ذعرا واسعا ترجم بمغادرة عدد كبير من الأهالي البلدة ومحيطها الى مناطق ابعد.

وحتى مساء امس، لم يحسم حزب الله الجدل حول اسباب وقوع الانفجار ما تيقن أهل المنطقة من حدوثه، هو الدوي القوي الذي هز اجواء اقليم التفاح وسحب الدخان الاسود الكثيف والاضرار المادية في المنازل في عين قانا وكفرفيلا وحومين الفوقا. وبعد استيعاب الصدمة، خرج القريبون من موقع الانفجار لتفقد ما حصل. مبنى سكني من طابقين سُوّي بالأرض كليا، وطالت الاضرار والدمار الجزئي المنازل المحيطة بالحي السكني. تسجيلات مصورة وصوتية قصيرة ارسلها عدد من جيران المبنى كشفت حجم الاضرار لكنها لم ترصد سقوط ضحايا وسط تأكيد للصليب الاحمر اللبناني بعدم وقوع خسائر بشرية.

وبعد الإنفجار، شكل الحزب فريقا من المهندسين لإجراء كشف ميداني على المنازل المتضررة بدءًا من صباح اليوم ووضع بتصرف الاهالي ارقام هواتف للتواصل.

ماذا جرى؟ والتقت مصادر المعلومات ان الانفجار وقع في مركز تابع لحزب الله في الجنوب، وأشار مصدر قريب من الحزب (أ.ف.ب) ان المكان يتبع له متحدثاً عن "حادث عرضي"، وكشف مواطن من قرية "عين قانا" انه مركز لحزب الله على شكل منزل.. وان عناصر حزبية فرضت طوقاً أمنياً على المكان الذي هرعت إليه سيارات الإسعاف. وقال "اهتزت القرية بنا تماماً"، مشيراً إلى تضرر مبان في محيطه. وأشار سكان في القرية إلى وقوع إصابات نقلتها سيارات الإسعاف، فيما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية أن الأضرار اقتصرت "على تصدع بعض المنازل وتحطم الزجاج".

في هذا الاطار، كشف الخبير العسكري العميد المتقاعد، إلياس حنّا، في اتصالٍ مع "الأنباء" أن، "المواد التي انفجرت في عين قانا هي أقرب لمخلّفات الحرب، إذ أن الدمار الذي ألمّ بمحيط الانفجار لا يدلّ على وجود سلاح وذخائر، كما أن موقعه بين المجمّعات السكنية لا يشير إلى أنه مخزن سلاح".

أمّا لجهة المسبّب الرئيسي لحدوث هذا الانفجار، وما أُشيع عن "خطأ فني" حدثَ في المكان، فقد تساءل حنا، "عمن كان وراء هذا الخطأ في ظلّ عدم وجود أي ضحايا"، لافتاً إلى "التكتّم الكبير الحاصل حول الموضوع".

وفي ما خصّ تحليق الطيران الحربي الإسرائيلي في الأجواء الجنوبية قُبيل وأثناء وقوع الانفجار، رجّح في هذا السياق "إمكانية حدوث أي عمل تخريبي". وعن الأبعاد السياسية للموضوع، رأى حنا أن "الإسرائيلي اليوم لا يريد حرباً في ظل موجة الاتفاقيات والتطبيع التي تحصل، كما أن المنطقة التي حصل فيها الانفجار تقع شمال نهر الليطاني، وبالتالي خارج نطاق القرار 1701. أما بالنسبة للقرار 1559، فهو بالأساس غير مطبّق كلّياً".

وعن تطابق الانفجار مع تلك الانفجارات التي حصلت في إيران بشكلٍ متتالٍ، اعتبر حنّا أن "الوضع مختلف وكذلك الهدف. وإذا ما ثبتت فرضية الخطأ الفني فهي بالتالي تنفي احتمالية تشابه الأحداث. أما في حال حصول انفجارات أخرى تطال حزب الله بطريقةٍ مباشرة، ما يشكل نمطاً، فهذا يعني أن هناك قراراً سياسياً كبيراً أُخذ بالسير في هذه العمليات". 

وأكد مصدر عسكري لـ"فرانس برس" أن "المعلومات الأولية تشير إلى أنه مركز لحزب الله يحتوي على ذخيرة"، من دون أن يتمكن من تحديد أسباب ما حصل. وقال المصدر القريب من الحزب أنه "ليس مستودعاً". ولم يصدر أي تعليق رسمي من حزب الله حتى الآن. ووقع الانفجار قرابة الساعة الثالثة عصراً وغطت سحب من الدخان الأسود سماء القرية ومحيطها. وأعلن الجيش اللبناني في بيان مقتضب أن قواته حضرت إلى المكان و"باشرت التحقيقات في أسباب الانفجار".

وتناقلت وسائل إعلام محلية رواية قالت إنها "غير رسمية من قبل عناصر حزب الله" أفادت بأن الانفجار وقع "جراء ألغام وقذائف من مخلفات العدوان الإسرائيلي" كانت إحدى المنظمات المحلية تقوم بجمعها.

وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام أن الانفجار وقع بالتزامن "مع تحليق مكثف للطيران الحربي والتجسسي المعادي، الذي لم يغادر اجواء منطقتي النبطية واقليم التفاح منذ الصباح". ورداً على سؤال لفرانس برس، قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي "لن نعلق على تقارير صادرة عن وسائل اعلام أجنبية".

وارتسمت علامات القلق على وجوه الاهالي المحتشدين خوفا من وجود ضحايا او إصابات. شكلوا سلسلة بشرية لتسهيل عبور الاسعافات الطرقات الرئيسية وتحويل السير الى ازقة جانبية. وزال القلق بوصول مسؤولين في حزب الله طمأنوا الاهالي لعدم وجود ضحايا، ملمحين الى عرضية الانفجار وعدم ربطه باي اعتداء اسرائيلي جوي تحديداً.

التحقيقات الأولية: وأكدت مصادر مواكبة للتحقيقات الأولية بالحادث أنّ "الأجهزة الرسمية ليست على بيّنة بعد من طبيعة الانفجار وأسبابه وتنتظر استكمال تحقيقاتها في هذا المجال"، واختصرت الإجابة عن سلسلة الاتصالات التي جرت أمس لاستيضاح حقيقة ما جرى بالقول: "عنبر رقم 12 جديد والعِلمُ عند حزب الله الذي وحده يملك الجواب اليقين".

وفيما لم يحسم سبب الانفجار، اصدرت قيادة الجيش بيانا تحدثت فيه عن "وقوع انفجار في أحد المباني في بلدة عين قانا وعلى الفور حضرت إلى المكان قوة من الجيش وباشرت التحقيقات في أسباب الانفجار". ولم يصدر الحزب بياناً. لكن معلومات متضاربة تحدثت عن انفجار مستودع للاسلحة تابع للحزب في مقابل انباء اخرى تحدثت عن انفجار ذخيرة من مخلفات الاعتداءات الإسرائيلية جمعت في المبنى الذي تستخدمه جمعية لنزع الالغام.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o