Sep 22, 2020 2:02 PM
خاص

المنطقة ومسار التسوية الكبرى: 3 شروط على الاسد لدخولها

المركزية- تتقلّب منطقة الشرق الاوسط على وقع تسوية كبرى بدأت معالمها بالظهور تدريجياً عبر اتّفاقات التطبيع مع اسرائيل بين الامارات والبحرين بإنتظار تواقيع اخرى من دول عربية كانت تعتبر في خط المواجهة والمقاومة. 

ولا يمكن الحديث عن تطبيع دول المواجهة من دون التوقّف عند كلام المسؤول في حزب البعث السوري ووزير الإعلام السابق في النظام مهدي دخل الله الذي لمّح إلى إمكانية خروج سوريا من "حلف المقاومة"، مشترطاً ذلك بتحقق الأهداف النهائية للمقاومة، مشيراً الى احتمال حصول "وفاق روسي-أميركي على خروج سوريا من محور المقاومة" ولمّح أيضاً لإمكانية إقامة علاقات مع إسرائيل بعد حل القضية الفلسطينية، معتبراً أن الفرضيات التي تحدث بها قريبة وليست بعيدة، وفق رؤية زمنية.  

ويأتي هذا الموقف البعثي قبل ايام مما كشفته اوساط اميركية عن ان وزير الدفاع الاميركي السابق جيم ماتيس رفض طلب الرئيس دونالد ترامب تصفية الرئيس بشار الاسد. فهل الاوساط الاميركية "تقصّدت" تسريب خبر تصفية الاسد بالتزامن مع إنطلاق مسيرات التطبيع من اجل الضغط على الاسد للإنضمام اليها؟ وهل تجنّب الخارجية السورية التعليق على اتّفاقات التطبيع وترك المهمة لحزب البعث الذي اصدر بيان إدانة لاتّفاق البحرين فقط دون الامارات، معناه ان  النظام السوري "فهم" الرسالة الاميركية بضرورة ركوب موجة التطبيع والا سيكون مصيره السقوط ومصير الاسد التصفية؟     

اوساط دبلوماسية غربية اعتبرت عبر "المركزية" "ان الاسد امام خيارات سياسية اساسية قبل الانتخابات الرئاسية السورية عام 2021. فعليه حسم موقفه بعد "التخلّي" عن الجولان اثر اعلان تل ابيب ضمّه الى السيطرة الاسرائيلية ما يسقط حق المقاومة، لاسيما وان سوريا ومنذ احتلال الجولان لم تقم باي عملية مقاومة فيه قبل ان تحاول ايران توحيد جبهة الجولان وجنوب لبنان من اجل شنّ عمليات ضد اسرائيل، غير ان محاولاتها فشلت لا بل"إنقلبت عليها"، حيث نفّذت اسرائيل عمليات ضد مواقع ومخازن ومصانع ايران وحزب الله والحرس الثوري". 

واوضحت الاوساط "ان على الاسد ان يختار بين محور الممانعة والمقاومة وبين محور التسوية الكبرى برعاية اميركية. فالوجود الروسي في سوريا هو بالتنسيق مع الجانب الاميركي للدفع باتجاه السلام فى المنطقة، لذلك على الرئيس الاسد ان يبادر الى اتّخاذ الخيار الذي يُشكّل تأشيرة ترشح للانتخابات الرئاسية عام 2021. 

من هنا، شددت الاوساط على "ضرورة ان يبادر الاسد للاعلان عن استعداده السير بمشروع السلام الشامل والعادل في المنطقة، وان يعلن عن فكّ ارتباطه بايران وبمحور الممانعة والمقاومة، وان يبادر الى ترسيم وتحديد الحدود مع لبنان". 

هذه الشروط وفق الاوساط مطلوب من الرئيس الاسد الاعلان عن استعداده للسير بها حتى تتم الموافقة على ترشحه للانتخابات الرئاسية العام المقبل، مع العلم ان هنالك تحفّظات روسية على ترشح الاسد". 

ويبقى السؤال هل سيبادر الاسد الى حسم موقفه من التطورات وتحديد تموضعه في المنطقة والابتعاد عن المحور الايراني، خصوصاً بعدما تبين ان هنالك فتوراً في العلاقات بين النظام وحزب الله بعدما بدأ مقاتلو الحزب العودة عندما شعروا بالخطر المحدق بهم جرّاء الغارات الاسرائيلية المتكررة والكثيفة في اكثر من منطقة؟ 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o