Sep 22, 2020 11:33 AM
متفرقات

مصطفى أديب لن يؤلف ولن يعتذر

كتب توفيق الهندي: مصطفى أديب لن يؤلف ولن يعتذر. فلا مصلحة لماكرون أن ينعي مبادرته، وهي سوف تبقى معلقة حتى إجراء الإنتخابات الأميركية، وهو يأمل أن تنتج هذه الإنتخابات ما يسمح له من تثبية موطئ قدمه في الشرق الأوسط عبر دوره "الإنقاذي" في لبنان.

فإذا ما تقدم أديب بتشكيلته لرئيس الجمهورية، مدفوعا" من رؤساء الحكومات السابقين، من المؤكد أن عون سوف يطلب التريث و"يحاول" الإستحصال على موافقة الثنائي الشيعي، فيدخل الوضع في مسار الشروط والشروط المضادة. وبهذا الشكل، يكون إمتنع عن إصدار مرسوم تشكيل الحكومة. لماذا؟ لأن حينذاك، يحرج باسيل في جلسة الثقة، وإذا لن تحصل حكومة أديب على الثقة تتحول إلى حكومة تصريف أعمال. وهذا ما لا يريده حزب الله.

واهم من يعتقد أن عون-باسيل خرجا عن تحالفهما مع حزب الله. مواقفهما منسقة معه من تحت الطاولة. وهو يرغب بإعطائهما هامش تصرف. هذا أمر يناسبه، أكان بتصرف عون المرن كرئيس للجمهورية أم من ناحية الحفاظ على تحالفه مع التيار الوطني الحر من ناحية إبعاد العقوبات الأميركية عن باسيل.

 أما ما يريده حزب الله، فهو حكومة دياب المستقيلة لتصرف الأعمال دون أن تجعله يتحمل أي مسؤولية، وذلك لأن حكومة مستقيلة لا يمكنها إتخاذ أي قرارت من نوع الخطة الماكرونية الإنقاذية المقترحة. لذا، كان منذ البداية، يناور: يبدي ترحيبه بماكرون ومبادرته، وقد تجاوب مع تسمية أديب ولكن كان من الواضح أنه سوف يعرقل عملية التأليف.

ما خطورة مبادرة ماكرون على حزب الله؟ إنها تكمن في إرتكازها على الدور الرئيس المعطى للصندوق النقد الدولي الذي يعتبره الحزب آداة أميركية، ولأن هذا الصندوق يشكل بنظره خطرا" إستراتيجيا" على إمساكه بالحدود اللبنانية.

وفي واقع الأمر أن دويلته إبتلعت الدولة، وهو لن يقبل اليوم أقل من حكومة يتحكم بقرارها، ولو من بعد. هذا ما يفسر موقفه الحاسم بالمطالبة بوزارة المالية وتسمية وزراء الشيعة للثنائي الشيعي، بغض النظر عن المبررات التي قدمها له الحريري ورؤساء الحكومات السابقين مجانا" بحيث يشكلون بنظره أدوات إستهداف "للمقاومة" بيد الإدارة الأميركية.

وتأمل إيران ومعها حزب الله أن ينجح بيدن حيث تتجه حينها السياسة الأميركية أقله نحو مهادنة إيران أو حتى، كما تفيد بعض المعلومات الوادة من واشنطن، أنها قد تكون أكثر إيجابية تجاه إيران من سياسة أوباما. ولكن هذا الموضوع يتطلب لدقته مقالا" كاملا".

أما إذا جدد ترامب ولايته، يصبح وضع إيران وحزب الله في أقصى درجات الخطورة. فالمفاوضات الأميركية-الإيرانية التي يتحدث عنها ترامب تقوم على عرض أميركي لإيران لصفقة إستسلامية وتحت الضغط المتصاعد للعقوبات، لا يمكن لإيران أن تقبل بها لأنها تعني أن النظام الإيراني قبل أن يتخلى عن علة وجوده.

ما هي عناصر هذه الصفقة؟ إنها ترتكز على ثلاث إشتراطات أميركية مقابل تطبيع علاقات إيران مع أميركا والمجتمع الدولي: وقف نهائي وتام لبرنامجها النووي، وقف تام لبرنامج تطوير صواريخها البالستية وإستيراد الأسلحة، وأخيرا" وقف وإزالة تمددها في المنطقة، مما يعني نهاية النظام الإيراني. فحزب الله بإنتظار نتيجة الإنتخابات الأميركية لتحديد موقفه النهائي في لبنان.

أما ماكرون، فهو يحاول الإستفادة من الوقت الضائع، آملا" أيضا" بنجاح بيدن لتثبية مبادرته في لبنان وإيجاد نقطة إرتكاز للسياسة الفرنسية في الشرق الأوسط. وقد عمل على معارضة  وإحباط مسعى ترامب عبر إستخدام "سناب باك"، لتكملة حظر أستيراد وبيع الأسلحة على إيران عملا" بالإتفاق النووي، وذلك قبيل الإنتخابات الأميركية. وأمل ماكرون أن تتجاوب إيران بالمقابل من خلال تسهيل تشكيل حكومة أديب. لكن هذا الأمر لم ولن يحصل.

أما إذا نجح ترامب، فإن المبادرة الماكرونية قد تتلاشى إلى حد الزوال.

أما لبنان واللبنانيين، فسيعانون الأمرين خلال فترة الشهر ونصف الفاصلة عن إجراء الإنتخابات الأميركية. من بعدها، سوف ينقشع الوضع: فإما ذهاب لبنان إلى جهنم أو إنقشاع الرؤية لحل جذري، وليس لحل بالتدريج يبقي على الوضع القائم.

لا خلاص للبنان إلا بتحرره من الإحتلال الإيراني عبر حزب الله ومن الطبقة السياسية المارقة التي ارتضت أن تعمل تحت سطوة هذا الإحتلال.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o