Sep 21, 2020 2:33 PM
خاص

حزب الله وتعطيل التأليف:العودة إلى لبنان بشروط ايران

المركزية- ما لا يقوله كثير من الأفرقاء السياسيين إلا سرا، قاله البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في دير سيدة ايليج في جبيل أمس. "بأي صفة تطالب طائفة معينة بوزارة معينة وكأنها ملك لها، وتعطل تشكيل الحكومة حتى الحصول على مبتغاها"؟ هذا هو السؤال الكبير الذي طرحه البطريرك الراعي أمس موجها سهاما واضحة إلى الثنائي الشيعي، متهما إياه بتعطيل مسار التأليف عمدا.

وفيما يجمع بعض المراقبين على أن رفع السقوف هذا من جانب السلطة المسيحية الأعلى في البلاد بات مطلوبا لمواجهة تعنت حزب الله وحركة أمل في التمسك بحقيبة المال في حكومة كان من المفترض أن تتشكل بسرعة قياسية في ضوء المبادرة الفرنسية، دعت مصادر مراقبة عبر "المركزية" إلى التمعن في قراءة الرسائل السياسية التي يطلقها الثنائي الشيعي في أكثر من اتجاه  موقف بكركي العالي النبرة أتى ليوسع رقعة خلاف البطريركية المارونية والضاحية الجنوبية على خلفية تمسك البطريرك الراعي ونضاله في سبيل تكريس مبدأ حياد لبنان عن الصراعات، مع العلم أنه دعا قبل أسبوعين إلى تضمين البيان الوزاري مفهوم الحياد. وفي وقت يتحاشى الحزب الرد بشكل مباشر على كلام الراعي، بدا لافتا، بالنسبة إلى المصادر، دخول المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى بشكل مباشر على خط التشكيل، مبديا الحرص على الشراكة الوطنية داخل السلطة التنفيذية.

غير أن المصادر دعت إلى القفز فوق الطابع المذهبي الذي أريد للسجال أن يأخذه من وراء هذا البيان، منبهة إلى أن الأهم يكمن في أن الطائفة الشيعية تحاول تكريس نفسها أقنوما أساسيا في عملية تشكيل الحكومة العتيدة، كما في ممارسة الرقابة على أعمالها.

وعللت المصادر تشدد حزب الله في هذا المجال- مع العلم أن لقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مع رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد لم ينفع في تغيير الموقف-  بأن الحزب الذي بات يعد العدة جديا للعودة إلى لبنان بعد نكسات أصيب بها في الميدان السوري، يريد تعويض هذه الخسائر في السياسة من باب رفع سقوف شروطه إلى حدها الأقصى في مرحلة المفاوضات. إلا أنها لفتت إلى أن أحدا في لبنان لا يملك ترف تهديد صمود المبادرة الفرنسية بالسقوط بنيران الشروط والشروط المضادة. لكن ايران لا تقارب الأمور من هذه الزاوية، بل ربما تفضل انتظار نتائج الانتخابات الأميركية في تشرين الثاني المقبل لتبني على الشيء الدولي مقتضاه الاقليمي، في لبنان وغيره من ساحات صراع طهران وواشنطن، فيما الأخيرة متمسكة بسياسة تضييق الخناق المالي على الجمهورية الاسلامية لأن لا مصلحة لها في لعب ورقة الحرب العسكرية في فترة ما قبل الاستحقاق الرئاسي.

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o