Sep 21, 2020 1:00 PM
خاص

بدل التخوين.. لماذا لا يتم إظهار النص الدستوري الذي يوزّع "الحقائب" طائفيا؟!
تمسّك الثنائي الشيعي بالمال: بين الدفع نحو "المثالثة" وخدمة مصالح ايران

المركزية- لم يسمّ البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في عظته امس، أي طائفة او مكوّن سياسي في معرض رفضه تكريس اي حقيبة وزارية لفريق معيّن، بل قال حرفيا "بأي صفة تطالب ‏طائفة بوزارة معينة كأنّها ملك لها، وتعطّل تأليف الحكومة"؟ مضيفاً ‏‏"بأي صفة تعطّل طائفة تأليف الحكومة حتى الوصول الى مبتغاها، ‏وهي بذلك تسبب شللاً سياسياً؟ أي علم دستوري يجيز احتكار حقيبة ‏وزارية؟"، مشدّدا على "أننا نرفض التخصيص والاحتكار رفضاً ‏دستورياً لا طائفياً".‏

هو قد يكون أخطأ في الحديث عن "طائفة"، فيما الاصح كان ان يصوّب على تطويب وزارات باسم "أحزاب" تحت ستار حقوق "الطوائف"، خاصة ان الثنائي أمل – حزب الله، هو في الواقع مَن يرفع مطلب "المالية للشيعة وإلا". فكان ان فتح موقفه هذا، ثغرة للثنائي، تفادى من خلالها الردّ على بكركي بالمباشر، كطرف سياسي – حزبي، مجيّرا هذه المهمة الى منصّته "الروحية"، اي المجلس الشيعي الاعلى.

لكن بعيدا من هذا التفصيل على اهميته - اذ حوّل الكباش على طاولة الحكومة الى سياسي – طائفي - تقول مصادر سياسية لـ"المركزية"، ان الرسالة وصلت، ليس فقط الى الراعي بل الى كلّ من يعنيهم الامر في الداخل والخارج: الثنائي الشيعي يحاول، على ضفاف عملية تأليف الحكومة الجارية اليوم، انتزاع مكاسب سياسية له وفرض معادلات وموازين جديدة على الساحة المحلية، تقوّي دوره ونفوذه في اللعبة السياسية الداخلية.هو سبق وفعل ذلك عام 2008 في الدوحة، مستفيدا من وهج "7 ايار"، ويسعى اليوم الى تثبيت المالية والتوقيع الثالث من حصّة الشيعة، كعرف لا يمكن كسره او تجاوزه في اي حكومة ستبصر النور في المستقبل.

أليس ذلك انقلابا "ناعما" على الدستور وعلى الطائف؟ أليس محاولة لجرّ لبنان الى نظام جديد، يقضم من حصّة المذاهب كلّها، لتوسيع حصّة الشيعة؟ بدلا من تخوين الراعي، تتابع المصادر، لماذا لا تتم الاجابة عن سؤاله وهو سؤال يطرحه كلّ اللبنانيين، حلفاء كانوا للثنائي او خصوما، أين النص الدستوري الذي يطوّب حقيبة لطائفة؟ وهل يحق مثلا للأرثوذكس ان يخرجوا علينا اليوم مطالبين بالطاقة مثلا، والاّ؟!

وبعد، لماذا التلويح بـ"العددية" من قبل الثنائي ومَن يدورون في فلكه، والتهديد باعادة النظر بوظائف الفئة الاولى وتوزيعها؟ العدد لا يخيف احدا، تردف المصادر، خاصة اذا لعب الفريق الآخر ورقة "الاتجاه الى الدولة العلمانية"، ليس فقط المدنية، وخاصة اذا تم تحرير الطائفة الشيعية من السلاح الذي بات، بعد تحرير الجنوب، يُستخدم لتطويعها وتخويف الاحرار فيها.

بحسب المصادر، يريد الثنائي اليوم، من مكوّنات الفسيفساء اللبنانية كلّها، الرضوخ لمطالبه، او لا حكومة. هو قادر طبعا على التعطيل، وقد مارسه مرات ومرات على مر السنوات الماضية. لكن الا يستأهل لبنان المنهار ماليا واقتصاديا وصحيا ومعيشيا، وبيروت المدمّرة بأطنان الامونيوم، تنازلا من قبله؟ حتى الساعة الجواب سلبي. وفي رأي المصادر، الخشية الاكبر تكمن في الا يكون هدف الحزب والحركة، الفوز بالمالية. الثنائي طبعا لن يحزن اذا انتصر في هذه المعركة وفرض توقيعه الثالث "دافشا" النظام دفشة نحو المثالثة، لكن الخوف هو ان تكون المعركة هذه جانبية، وان تولد عقبات اضافية حتى اذا تمّ تذليلها عقدة المال، لأن الهدف الاساس الابقاء على الوضع اللبناني "معلّقا"، نزولا عند رغبة ايران وخدمة لمصالحها، الى حين تبلور نتائج الانتخابات الرئاسية الاميركية...

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o