Sep 21, 2020 10:19 AM
دوليات

إيران اقتربت من القنبلة وعقوبات اليوم

كشف مسؤول أميركي كبير، إن الولايات المتحدة ستفرض اليوم عقوبات على أكثر من 24 شخصا وكيانا شاركوا في البرامج النووية والصاروخية والأسلحة التقليدية الإيرانية، مما يعزز عقوبات الأمم المتحدة على طهران والتي تقول واشنطن إنها عاودتها على رغم اعتراض الحلفاء والخصوم.
وقال المسؤول الذي تحدث شريطة عدم نشر اسمه، إن إيران قد تملك ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع قنبلة نووية بحلول نهاية العام، وإنها عاودت التعاون في مجال الصواريخ طويلة المدى مع كوريا الشمالية التي تملك أسلحة نووية. ولم يقدم المسؤول أدلة تفصيلية في ما يتعلق بأي من هذين التأكيدين.
وتتفق العقوبات الجديدة مع محاولة الرئيس دونالد ترامب للحد من النفوذ الإقليمي لإيران، كما أنها تأتي بعد أسبوع من الاتفاقين اللذين توسطت فيهما الولايات المتحدة لتطبيع علاقات دولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين مع إسرائيل وهما اتفاقان قد يؤديا إلى تجميع ائتلاف أوسع ضد إيران وقت يجذبان الناخبين الأميركيين المؤيدين لإسرائيل قبل انتخابات الرئاسة في 3 تشرين الثاني.

الموقف الإيراني
وفي طهران، قال الرئيس حسن روحاني، في خطاب بثه التلفزيون إن الولايات المتحدة تواجه الهزيمة في تحركها لمعاودة فرض العقوبات على طهران، وذلك بعدما أعلنت واشنطن إعادة فرض كل عقوبات الأمم المتحدة عليها.
وأضاف : "أميركا تقترب من هزيمة مؤكدة في تحركها لإعادة فرض العقوبات... أميركا واجهت هزيمة وقوبلت برد فعل سلبي من المجتمع الدولي وحلفائها التقليديين... الشعب الإيراني لن يرضخ أبدا للضغط الأميركي. إيران سترد ردا ساحقا على البلطجة الأميركية". ولفت الى أن الولايات المتحدة، أبرز الدول الخمس الدائمة العضوية، تلقت "ثلاث هزائم متتالية في مجلس الأمن، أي في المكان الذي لطالما اعتقد الأميركيون أنه نقطة قوتهم".   
وشكر روحاني أعضاء مجلس الأمن "الذين وقفوا في وجه الطلب الأميركي غير القانوني"، مكرراً موقف بلاده في شأن عودتها للالتزام الكامل بموجبات الاتفاق النووي، في حال التزمت الدول التي لا تزال منخرطة فيه تعهداتها.
وفي تعليقه على الإجراء الأميركي، كتب وزير الخارجية محمد جواد ظريف الأحد عبر حسابه على "تويتر"، إن "العالم يقول إنه لم يتم إعادة فرض عقوبات مجلس الأمن".
وأضاف غامزا من قناة وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو من دون أن يسميه "لكن السيد +نحن كذبنا، نحن غششنا، نحن سرقنا+ يهدد بمعاقبة عالم يرفض العيش في عالمه الموازي".  
ووصفت وزارة الخارجية الإيرانية جهود واشنطن بأنها "غير مجدية"، مضيفة أن "النهج الأميركي ينطوي على تهديد كبير للسلم والأمن الدوليين وتهديد غير مسبوق للأمم المتحدة ومجلس الأمن".
وقالت الوزارة في بيان :"تؤكد إيران أنه إذا قامت الولايات المتحدة، بشكل مباشر أو بالتعاون مع عدد من حلفائها، بأي تحرك يتماشى مع هذه التهديدات، فإنها ستواجه رد فعل جدياً وأنها يجب أن تتحمل جميع عواقبه الخطيرة،" من دون الخوض في مزيد من التفاصيل.
وتلقت واشنطن منتصف آب الماضي انتكاسة كبيرة في مجلس الأمن، لدى محاولتها تمديد حظر الأسلحة على طهران الذي ينتهي في تشرين الأول طبقاً للاتفاق النووي.
يضاف الى ذلك، عدم تجاوب المجلس مع إعلان بومبيو قبل شهر تفعيل آلية "سناب باك" لإعادة فرض العقوبات الدولية، وصولا الى إعلانه الأخير.
وقال بومبيو السبت: "اليوم، ترحّب الولايات المتحدة بعودة جميع عقوبات الأمم المتحدة تقريبا التي ألغيت في السابق على جمهورية إيران الإسلامية".  
وحذرت الإدارة الأميركية من أن "عواقب" ستطاول أي دولة عضو في الأمم المتحدة لا تلتزم العقوبات، على رغم أن واشنطن تبدو وحيدة في اعتبارها أن العقوبات عادت لتصير أمرا واقعا.  

معارضة أوروبية  
وأبلغ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس مجلس الأمن السبت، أنه لا يمكنه اتخاذ أي إجراء في شأن الإعلان الأميركي لأنه "يوجد شك على ما يبدو" في شأن هذه المسألة.
وقالت الأطراف الأوروبية الثلاثة في الاتفاق النووي، وهي فرنسا وبريطانيا وألمانيا، في الأحد إن أي قرار أو إجراء يُتخذ لمعاودة فرض عقوبات الأمم المتحدة "سيكون بلا أثر قانوني" لأن واشنطن استخدمت آلية ضمن الاتفاق النووي للعام 2015 المبرم بين إيران والقوى العالمية، والذي انسحبت منه الولايات المتحدة في 2018.  
وذكّر الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، بانسحاب واشنطن الأحادي قبل عامين، "وتالياً لا يمكن اعتبارها مشاركة في +خطة العمل الشاملة المشتركة+ (الاسم الرسمي للاتفاق النووي)"، ولا يمكنها إطلاق آلية إعادة فرض العقوبات الأممية.  
واعتبرت موسكو أنه "لا يمكن لمبادرات وتحرّكات الولايات المتحدة غير الشرعية أن تحمل عواقب قانونية دولية بالنسبة للبلدان الأخرى".
وعلى رغم ذلك، قالت مصادر إن ترامب يعتزم إصدار أمر تنفيذي يسمح له بفرض عقوبات أميركية على أي جهة تنتهك العقوبات المفروضة على إيران.
ويتوقع أن يتطرق ترامب لتفاصيل هذه الإجراءات خلال خطابه أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة غداً، والذي سيكون الأخير له أمام المنظمة قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية في الثالث من تشرين الثاني، حيث يسعى للفوز بولاية ثانية.
لكن ديبلوماسياً أممياً قال: "لا شيء سيحدث" مضيفاً أن الوضع "أشبه بالضغط على الزناد من دون انطلاق الرصاصة".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o