Sep 19, 2020 9:03 AM
مقالات

تشكيل الحكومة ينتظر وفاقاً أميركياً - إيرانيّاً...هل تحصل المعجزة؟

كتب عوني الكعكي: رغم الجهود الجبارة التي قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ولا يزال، ورغم اعترافه بأنّ لـ»حزب الله» جناحين: عسكري وسياسي، انتخب من الشعب وهو جزء من المكوّنات اللبنانية... رغم إضفاء الشرعية على وجود الجناح السياسي والإعتراف بحقه بالمشاركة في الحياة السياسية اللبنانية. فإنّ تعقيدات معرقلة برزت في عملية تشكيل الحكومة الإنقاذية الجديدة...
الرئيس الفرنسي اجتمع خلال زيارته برئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد... وقيل يومذاك إنّ هناك تنسيقاً بين فرنسا والولايات المتحدة، أي ان ما قام به ماكرون، لم يكن بعيداً عن «الموافقة» الاميركية المسبقة.
ماكرون، وخلال زيارته الثانية، أعطى فرصة لحل مشكلة تشكيل الحكومة... وبسحر ساحر، وبقوة غريبة عجيبة، أبدت الكتل النيابية موقفاً داعماً خلال الإستشارات الملزمة التي أجراها الرئيس ميشال عون، فكان التكليف سريعاً وسهلاً وميسّراً. وكان اتفاق شبه شامل، على أن تكون الحكومة المرتقبة، مصغّرة، ومتخصصة من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه من أوضاع الوطن المالية والاقتصادية والسياسية.
وما إن كلّف الرئيس ميشال عون، السفير مصطفى أديب بتشكيل الحكومة نزولاً عند رغبة الكتل البرلمانية، حتى تغيّرت الأحوال وتبدّلت... متجانسة مع المثل الشعبي «حساب الحقل لا ينطبق على حساب البيدر». فبدأت المشاكل تتفاقم وكثرت المطالب وتنوّعت، وبدأت العراقيل توضع أمام عملية التأليف، وكأنّ كل ما بدر من نيّات طيّبة، تبخّر فجأة ومن دون سابق إنذار...
لقد أكد الرئيس الفرنسي شخصياً، ومن خلال بعض المقرّبين إليه، ان السياسيين اللبنانيين، الذين اجتمعوا في قصر الصنوبر ببيروت، أبدوا تفهماً كاملاً، وأعربوا عن تأييدهم الكامل للحكومة المرتقبة، بعيداً من المطالب والمحاصصة والعوامل الذاتية.
بدأت العرقلة، وازدادت الشروط والشروط المضادة.. الثلث المعطّل، ووزارة المالية لا يتسلمها إلاّ شيعي... وإلاّ فليبلّط معارضو هذا الرأي البحر -حسب ما نقل عن مصادر مقرّبة من «الحزب العظيم».
نحن اليوم أمام معضلة ليست بالسهلة.. ويبدو الحلّ بعيد المنال في ظل هذا العناد... وأعتقد -إنطلاقاً من هنا- أنّ إيران لا تريد حلاً «سلمياً»، بل هي تحتاج الى حروب، لأنّ العقوبات الاميركية عليها وعلى حلفائها، زادتها عناداً وإصراراً... بل هي باتت تراهن على سقوط ترامب في الانتخابات الرئاسية الاميركية في 3 تشرين الثاني (نوڤمبر) المقبل.. وتصرّ على عدم تسهيل تشكيل الحكومة الإنقاذية في لبنان، علّ سقوط الرئيس الاميركي يريحها ويفك عقدتها.
إنّ تشكيل الحكومة في لبنان، عالق بين ضغط أميركي عنوانه «سيف» العقوبات وبين شروط إيرانية هدفها عرقلة التأليف وعدم السماح بتمريره إلاّ بتنفيذ هذه الشروط.
ويبقى اللبنانيون أسرى الإنتظار أمام هذا الصراع الاميركي - الايراني، ينتظرون الفرج... فهل تحصل المعجزة؟ أم أنّ اللبنانيين سيظلون ينتظرون «جودو»؟!!

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o