Sep 18, 2020 6:12 PM
مقالات

سقوط نهائي لطرح حكومة أخصائيين مستقلين

كتب الدكتور توفيق الهندي

 يتعثر تشكيل الحكومة. هذا الأمر كان متوقعا" ولم يفاجئني. لماذا؟ لربما أن الإجابة على هذا السؤال موجودة، ولكن ليس بشكل كامل، في سلسلة المواقف التي إتخذتها منذ 4 آب حتى يومنا هذا، وهي مدونة على صفحتي فيسبوك كما يمكن سماعها ورؤيتها في بعض المقابلات على التلفزيون والراديو. أورد هنا بعضها:

بتاريخ 5  آب كتبت في مقال بعنوان "لبنان الكيان والدولة بحاجة إلى وصاية دولية":

قلت سابقا" أن الدولة اللبنانية ليست فقط دولة فاشلة ومارقة، إنما لبنان يعيش في ظل اللادولة.

... من المسؤول عن تفجير المرفأ؟! السلطة بكاملها موالاة و"معارضة"، وعلى رأسها حزب الله.

لبنان مختطف من الجمهورية الإسلامية في إيران. ولا قيامة له طالما هذا هو حاله...

بتاريخ 8 آب، هذا ما طرحته في مقابلة على ال MTV :

رؤية وإستراتيجية ( التي لا يمكن إلا أن تكون راديكالية في ما وصل إليه لبنان الكيان والدولة  إلى هذا درء). العمل الوطني لإنقاذ لبنان هو المطلوب. وأي محاولة للوصول إلى السلطة في مثل هذه الظروف عن حسن نية أو سوء نية لا بد أن ينعكس سلبا" على العمل الوطني.

المطلوب أكثر من تدويل التحقيق. المطلوب وصاية دولية-عربية على لبنان متناغمة مع مبادرة البطريرك الراعي ومكملة لها، وهي ثلاثية الأضلاع: تحرير الشرعية، الحياد وتنفيذ القرارات الدولية وعلى رأسها ال 1559. المطلوب من أجل ذلك سلطة مؤقت مناصفة بين الجيش (بعد تحرير لبنان من الإحتلال الإيراني) والمدنيين الثوريين السياديين تحت رقابة دولية. هذه السلطة المؤقت يجب أن تعلق الدستور مؤقتا" بهدف تطهير مؤسسات الدولة من زبائنية ومحاصصة الطبقة السياسية الفاسدة الموالية والمعارضة. من بعد عملية التطهير يعاد بالعمل بالدستور بدءا" بالإنتخابات النيابية.

بتاريخ 9 آب، كتبت:

حذار من طرح حزب الله الخبيث بفم دياب: محاولة إستيعابية شكلا" مع مكرون ومتلبسة مطالب البعض.

 

بتاريخ 10 آب، كتبت:

أ) حكومة مستقيلة تصرف أعمال قد تكون أفضل لحزب الله للإمساك بالسلطة دون تحمل أي مسؤولية.

ب) التغيير الثوري لا تنتجه إنتخابات في ظل السلاح غير الشرعي وتحت إشراف المنظومة الفاسدة.

ج) حتى الساعة لا يبدو المجتمع الدولي جاهزا" وجديا" لتنفيذ ال1559 وال1701. ولكن الأمر قد يتغير بعد 3 أشهر.

بتاريخ 11 آب كتبت:

... الحقيقة هي أن حزب الله سوف يتمسك بالرئيس عون ولن يسمح بإسقاطه. وهو للأسف قادر على ذلك طالما السلاح بيده.

والحقيقة أن تسليم سلاح حزب الله مرتبط بجدية المجتمع الدولي في مقاربة هذا الموضوع. وهذا لن ينضج إلا بعد الإنتخابات الرئاسية الأميركية، أي علينا المحافظة على دينامية الحراك الشعبي خلال الأشهر الثلاثة القادمة دون إعطاء السلطة القمعية أسبابا" للإجهاز عليها...

بتاريخ 12 آب، قلت على قناة الحدث بما معناه:

ما بعد إستقالة حكومة دياب: حكومة تصريف أعمال إلى حين!

بتاريخ 13 آب، قلت على قناة الحدث ما معناه:

مصلحة حزب الله بحكومة تصريف أعمال.

بتاريخ 14 آب، كتبت:

نصر الله: حكومة وحدة وطنية. مصلحته في حكومة مستقيلة تصرف الأعمال، كما أكدت منذ لحظة إستقالة دياب.

بتاريخ 19 آب، كتبت:

مضحك مد يد الحريري لحزب الله لحمايته. نصر الله يعتبر نفسه منتصرا" ولا يبالي بالمحكمة ومصلحته بحكومة تصريف أعمال.

بتاريخ 20 آب، نقلا" عن وكالة الأنباء المركزية:

الهندي: خلاص لبنان بسلطة عسكرية - مدنية تعمل تحت إشراف دولي.

بتاريخ 22 آب، كتبت:

...مصلحة حزب الله بحكومة تصريف أعمال بعد كارثة المرفأ. ماتعزبو حلكم...

بتاريخ 25 آب، كتبت:

حكومة مستقيلة وتمديد للبرلمان، كما حصل أيام الحرب، والخراب الكامل فيما إذا لم ينفذ ال 1559. الباقي أوهام وتخبيص.

بتاريخ 30 آب، كتبت:

أديب=دياب مع تجدد للصفقة التي أوصلت لبنان إلى الخراب. التكليف لا يعني التأليف. حزب الله يخادع مكرون.

بتاريخ 10 أيلول، كتبت:

أجلوا الإنتخابات الفرعية. إذا لن يطبق ال 1559، سوف يمددون للبرلمان ليحافظوا على الأغلبية بحجة الوضع الأمني.

الحكومة الجديدة (إذا رأدت النور) مكبلة من رئاسة الجمهورية والبرلمان دستوريا" وإدارات المحاصصة والزبائنية عمليا". فهي فاشلة حكما".

لبنان أرض سائبة. المطلوب قرار من مجلس الأمن يضعه تحت السلطة السياسية-العسكرية للأمم المتحدة لخلاص شعيه وكيانه ودولته.

هذا الموقف الأخير معلل في مقال نشرته في وكالة الأنباء المركزية وفي جريدة ال L’Orient Le Jour، كما تحدثت عنه في مقابلة مع قناة الحدث.

بتارخ 17 آب، كتبت:

شكلا" إختلاف يصل إلى حد الخلاف بين عون-باسيل وحزب الله-أمل وفِي الواقع تنسيق وتوزيع أدوار بين الفريقين تحت الطاولة.

يعتذر أديب أو تتحول حكومته إلى نسخة عن حكومة دياب. في كلتا الحالتين فشل ذريع لمبادرة مكرون المتسرعة وفشل سياسة المرونة مع إيران.

بعد هذا الإستعراض، أسخلص:

1) أن أمام مكرون الخضوع إلى مشيئة حزب الله، وقد يفعلها وتولد حكومة دياب رقم 2.

2) لا إمكانية للتغيير أو للثورة من خلال المسارات الدستورية: سقوط نهائي لطرح حكومة إختصاصيين مستقلين. عدم واقعية فكرة التغيير من خلال إنتخابات مبكرة أو غير مبكرة.

3) إن ميزان القوى يميل بشكل واضح لصالح حزب الله وأن قراءة بعض "السياسيين الطفوليين" ليست إلا تمنيات، وأن المبادرة الفرنسية والعقوبات الأميركية لا يمكنها لي يد حزب الله.

4) تتجسد المشكلة بالإحتلال الإيراني للبنان الذي يمارسه حزب الله عبر سطوته على الطبقة السياسية الفاسدة والمارقة.

5) الكل يلعب في الوقت الضائع إلى أن تتوضح نتيجة الإنتخابات الرئاسية الأميركية.

لبنان بخطر وجودي كبير جدا". ولكن وضعه ومصيره ليس يائسا" حتى اللحظة. الإنتخابات الأميركية قد تحدد مصيره. في الإنتظار، يجب تقوية دينامية الثورة ودفعها إلى التركيز على الأهم بمعنى أن تعكس إرادة الشعب اللبناني في الخلاص من الإحتلال والطبقة السياسية الفاسدة معا".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o