Sep 18, 2020 3:08 PM
خاص

عندما تصفي الممانعة حساباتها على... حساب أديب

المركزية-  ما تجنب  كثيرون الاعتراف به منذ بداية رحلة الرئيس المكلف مصطفى أديب في بحر الحكومة الهائج أصبح أمرا واقعا لا يمكن تجاوزه بعد اليوم: المسألة تتجاوز حقيبة وزارة المال التي يتمسك بها الثنائي الشيعي، تماما كما يصر على تسمية ممثلي الطائفة التي يمثلها في التوليفة العتيدة. هذا على الأقل ما تظهر في خلال الساعات والأيام القليلة الماضية. بدليل أن فرنسا نفسها، حاملة لواء الانفتاح على حزب الله، لم تنجح في الدفع في اتجاه ولادة الحكومة، على الرغم من موافقتها على إبقاء حقيبة المال في يد حركة امل، مع إعطاء الثنائي حق تسمية الوزراء الشيعة في الحكومة الموعودة.

تبعا لذلك، تتوقف مصادر سياسية عبر "المركزية" أمام الرسائل السياسية التي تصر عين التينة والضاحية على بعثها في اتجاه الرئيس المكلف وداعميه. وتعتبر المصادر في هذا السياق أن البيان العنيف الذي أصدرته كتلة الوفاء للمقاومة عقب اجتماعها الدوري أمس حمل كثيرا من الاشارات الكبيرة في هذا الصدد، بدليل الهجوم المركز على الرئيس سعد الحريري، ومن ورائه نادي رؤساء الحكومات السابقين.

وتلفت إلى أن إذا كان الرئيس فؤاد السنيورة قد اعترف في خلال جلسة جمعته بعدد من الصحافيين قبل عشرة أيام بأن الرئيس الحريري يتابع ملف التشكيل شخصيا وبأن اسم أديب طرح في خلال لقائه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، فإن أكثر ما يزعج الطرفين الشيعيين يكمن في جرعة الدعم غير المسبوقة التي تلقاها أديب من الحريري في تغريدته قبل يومين، خصوصا لجهة عدم تكريس وزارة لطائفة معينة. وتوضح المصادر في هذا السياق أن الثنائي الذي يرفض ما يعتبرها أعرافا جديدة يُعمَل بها على حساب وجوده في الحكومة أمر مرفوض في زمن البحث عن ضمانات تناسب العقوبات الأميركية التي من المتوقع أن تشتد في فترة ما قبل الانتخابات الأميركية لتكون ورقة رابحة في يد الرئيس الأميركي دونالد ترامب. لكن هذا ليس السبب الوحيد. ذلك أن الطائفة الشيعية لا تزال تبحث عن منفذ للدخول إلى دائرة الرقابة على عمل الحكومة على نحو يمكنها من إطاحتها عند الحاجة، مع العلم أن الثلث المعطل يحتاج تحالفا مع إحدى الطوائف الأخرى ليفي بالغرض.

إلى هذه الصورة، تضيف المصادر أسبابا إقليمية للعرقلة السياسية في لبنان، ليس أقلها الخسائر المعنوية التي يسجلها محور الممانعة في العالم العربي، في ظل موجة التطبيع الخليجي للعلاقات مع إسرائيل، ما من شأنه أن يضعف وهج الحاجة إلى سلاح المقاومة تحت ستار الصراع العربي الاسرائيلي. وتختم المصادر مذكرة بأن ترامب الذي يعمل على تصوير نفسه رسول السلام بين اسرائيل والدول العربية وعد بأن تنضم السعودية إلى نادي مطبعي العلاقات مع الدولة العبرية، ما يشكل ضربة سنية قوية لايران الشيعية، حامية سلاح المقاومة، وهي فرضية لا يمكن أن يسكت عتها الممانعون، لذلك نراهم يحاولون تحصيل ما في استطاعتهم من مكاسب سياسية  في لبنان كما في سواه من ساحات تصفية الحسابات الكبيرة. 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o