Sep 18, 2020 12:56 PM
خاص

"اتفاق ابراهيم" هـــــــــــــــــــــــل يشمل السعودية وسوريا؟
حماده: سلام لبنان مع اسرائيل تحت سقف "اتّفاق بيروت"

المركزية- في حديقة البيت الأبيض، وبحضور كبار الشخصيات والمسؤولين، وقّع الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلثاء الفائت "اتفاق إبراهيم" او ما يُعرف بإتّفاق السلام بين إسرائيل ممثلّة برئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والإمارات ممثلة بوزير الخارجية عبد الله بن زايد والبحرين ممثلّة بوزير الخارجية عبد اللطيف الزياني.  

وتضمّن الاتّفاق ثلاث وثائق، الاولى اتفاق سلام بين الإمارات وإسرائيل، يشمل تطبيع العلاقات بين البلدين، فيما كانت الوثيقة الثانية إعلانا مشتركا بين البحرين وإسرائيل للبدء في خطوات نحو عقد اتفاق سلام بين البلدين، أما الثالثة فهي الاتفاق الأشمل الذي سمّي بـ"اتفاق إبراهيم" تيمنا بالنبي إبراهيم الذي تقدسه الأديان الثلاثة. 

و"اتّفاق ابراهيم" هو الدفعة الثانية من السلام بين دول عربية واسرائيل بعد الدفعة الاولى التي شملت مصر (اتّفاق كامب ديفيد) والاردن (وادي عربة) في القرن الماضي. 

وقبل التوقيع، بدت لافتة المواقف التي اطلقها الرئيس الاميركي دونالد ترامب، لاسيما لجهة قوله "ان دولاً عربية أخرى (بين 5 و6) ستنضم قريباً الى إتّفاقات السلام مع اسرائيل، مشيراً الى "ان اتفاق السلام سيكون أساسا لسلام شامل في المنطقة"، متحدّثاً عن بزوغ "شرق أوسط جديد" بعد عقود من الانقسامات والنزاعات". 

وتأتي اتّفاقات السلام في توقيت مهم اميركياً، اذ وُقّعت على بُعد اربعين يوماً من الانتخابات الرئاسية، ما يرفع اسهم عودة الرئيس ترامب الى البيت الابيض بحسب كتّاب وخبراء في استطلاعات الرأي.     

والى التوقيت الاميركي، تزامن "اتّفاق ابراهيم" مع وقوف المنطقة على مفترق تحوّلات استراتيجية تبدأ من دول الخليج مروراً بالعراق واليمن وسوريا وصولاً الى لبنان وسط تصاعد الضغط الاميركي والدولي على ايران واذرعها العسكرية. 

وفي الاطار، اشارت اوساط اميركية عبر "المركزية" الى "ان ما تشهده الساحات العربية مرتبط بقطار السلام الذي إنطلق من محطة الامارات ومرّ بالبحرين ويبدو انه لن يتوقّف قبل تحقيق مشروع السلام الشامل في المنطقة".  

ولم تستبعد "ان تنضمّ سوريا الى اتّفاقات السلام في ظل "تصدّع" محور المقاومة بعد اعتراف واشنطن بسيادة اسرائيل على الجولان"، لافتةً الى "ان التوافق الروسي-الاميركي في المنطقة قد ينسحب على اتّفاقات السلام، لاسيما بشأن إنضمام سوريا اليه، ما دامت موسكو صاحبة الكلمة الفصل في الملف السوري".  

وفي الاطار، بدا لافتاً قول عضو القيادة القطرية في حزب البعث العربي الاشتراكي مهدي دخل الله "ان سوريا ستخرج قريباً من محور المقاومة بعد أن يكون قد حقق هذا المحور أهدافه. الاردن وحتى السعودية تعمل على عقد تحالفات مع اسرائيل، إذا كانت الدولة الفلسطينية قد قامت مع عودة الجولان، وبالتالي أنت تقاوم من؟ وبالتالي انتهى هدف المقاومة"، مؤكداً "ان الإتفاق سيكون قريب جداً..وسنرى".

وفي ظل خطط السلام المتوقّعة يبقى السؤال الذي يطرح نفسه "ماذا عن السعودية"؟ خصوصا أنها أكبر دولة عربية وأهم دولة إسلامية. 

اوساط عربية اجابت عبر "المركزية" بالاشارة الى "ان السعودية التي تحتضن الاراضي المقدسة الاسلامية (مكة المكرمة) قد تتحول الى دولة مستقلّة على غرار الفاتيكان بزعامة خادم الحرمين الشريفين مع إحتفاظه بلقب الملك على ان يتولّى نائب الملك ادارة شؤون المملكة. 

لذلك، اضافت الاوساط "كانت مواقف الملك سلمان الاخيرة من موضوع السلام مع اسرئيل، معتبراً ان الإمارات دولة ذات سيادة وتتّخذ قراراتها تبعاً لمصالحها الخاصة، علماً ان نتنياهو اعلن أنه يعمل على تسيير رحلات جوية مباشرة تربط إسرائيل بالإمارات، وتحديدا بدبي وأبوظبي عبر الأجواء السعودية". 

وعلى الخط، اعتبر المحلل السياسي العميد خالد حماده لـ"المركزية" "ان للسعودية رمزية سياسية ودينية في المنطقة، من هنا فإن انضمامها لمشروع السلام لن يتم قبل توضيح الموقف الاسرائيلي من مسألة الضمّ وقبل ان تتحرّك الولايات المتحدة تجاه حسم النفوذ الايراني في المنطقة". 

وفي حين اعتبر "ان "الهرولة" في اتّجاه توقيع سلام مع اسرائيل هدفه التخلّص من النفوذ الايراني"، لفت الى "ان الصراع العربي-الاسرائيلي تلاشى عسكرياً، الا اننا قد نشهد في السنوات المقبلة صراعاً من نوع اخر قائم على الديموغرافيا والاقتصاد". 

اما لبنان الذي بات في صلب الصراع الاميركي-الايراني ولا تزال جبهة الجنوب هي الوحيدة المفتوحة في وجه اسرائيل، اشار حماده الى "ان لبنان مُلتزم بمبادرة بيروت التي اطلقها الملك عبدالله في العام 2002 وتنصّ على السلام الشامل وتحقيق مبدأ الدولتين والاعتراف المتبادل".    

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o