Sep 18, 2020 6:35 AM
صحف

الكرة ليست في ملعب الثنائي الشيعي... وأديب محرج!

أكدت مصادر عين التينة لـ "الأنباء" الالكترونية، عدم التراجع عن الموقف المتمسك بحقيبة المال، وكذلك عدم السماح لأي جهة أن تسمي الوزراء الشيعة. ووصفت المصادر لقاء الخليلين بالرئيس المكلف "بلقاء الضرورة وحتى لو أنه أتى متأخراً"، آملةً من أديب أن يكون "متفهّماً" للموقف الشيعي. وقالت إن الخليلين "لمسا منه أنه كان محرجا بعض الشيء في إعطاء أجوبة نهائية لهما حيال الموقف الثنائي الحازم".

وعن إمكانية تسجيل أي خرق في الساعات المقبلة، اعتبرت مصادر عين التينة أن "الكرة ليست بملعب الثنائي الشيعي فهي في مكان آخر، وهذا السؤال يجب أن يوجه الى الذين ابتدعوا آلية جديدة في تشكيل الحكومة". واعتبرت المصادر ان "وزارة المال يجب ان تبقى خارج التداول لأنها من الأساس محسومة للطائفة الشيعية من منطلق ميثاقي يتعلق بالتوقيع الثالث على القرارات التنفيذية ولا علاقة لها بالوزارات الأخرى".

من جهة أخرى، أشارت مصادر مقربة من الثنائي الشيعي لـ"الشرق الأوسط" إلى أنّ اللقاء الذي جمع الرئيس المكلّف مصطفى أديب بالخليلين، قبيل لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون لم يخرج بأي نتائج مع رفض الثنائي الشيعي التخلي عن وزارة المال ومطلب تسمية وزرائهما، وألمحت المصادر إلى تحميل مسؤولية ما يحصل لرؤساء الحكومة السابقين، معتبرة أن الفرنسيين لا يدعمون اعتذار أديب إنما هناك ضغوط يتعرض لها من قبل البعض لحثه على اتخاذ هذا القرار خاصة مع رفضهم القاطع لمنح وزارة المالية للثنائي الشيعي.

وأكدت المصادر أن "الثنائي الشيعي لا يهدف إلى عرقلة المبادرة بل إلى التمسك ببنودها وتنفيذها والتي لا تنص على المداورة ولا تحديد هوية كل وزير".

في المقابل، قالت مصادر مطلعة على المشاورات لـ"الشرق الأوسط" إن قبول إبقاء وزارة المال من حصة الثنائي الشيعي سيضرب المبادرة الفرنسية وسيفتح الباب أمام مطالب قوى أخرى كانت قد قبلت بالمداورة لتعود وتطالب بحصص معينة والاحتفاظ بوزارات معينة لطوائف محددة.

لا أمل لمصطفى أديب بتشكيل الحكومة: وفي السياق عينه، تروي مصادر الثنائي الشيعي لـ"نداء الوطن" أن وعداً قطعه الفرنسيون للثنائي بأن تكون حقيبة المالية من حصتهم مع شرط التشاور في الاسماء، إنقلب عليه نادي رؤساء الحكومات السابقين لينتصر فيه الجناح الاميركي. جزمت مصادر الثنائي: "لم يعد هناك اي أمل لمصطفى اديب بتشكيل الحكومة. حتى ولو لم يعتذر فقد اصبح بحكم المعتذر نتيجة شل قراره لوجود شرخ داخل نادي رؤساء الحكومات". لا يزال أديب يساير الرغبة الفرنسية بعدم الاعتذار لكن أمله ضعيف وجس النبض السياسي يؤشر الى ان نبض المبادرة الفرنسية بطيء. مصير ماكرون ومبادرته على المحك. وتكاد تكون التصريحات الاميركية والعقوبات موازية للرغبة الفرنسية. اي أن كفة المبادرة يوازيها التفشيل الاميركي، مع فارق ان الاميركي يبدو اكثر شراسة. بومبيو في مواجهة ماكرون.

وتواترت معلومات موثوق بها لـ"نداء الوطن" تفيد بأنّ الثنائي الشيعي أبلغ من يهمه الأمر أنه لن يتراجع عن مطالبه الوزارية "مهما كان الثمن" ويبدي استعداده للخوض بمختلف السيناريوات السوداوية بما فيها سيناريو الإطاحة بالمبادرة الفرنسية الإنقاذية للبنان منعاً لتغيير قواعد اللعبة التي رسخها "حزب الله" عسكرياً في 7 أيار وكرّسها سياسياً في تسوية الدوحة. 

غير أنّ المعلومات المتداولة أشارت لـ"نداء الوطن" إلى أنّ رئيس الجمهورية ميشال عون لا يسير هذه المرة على الموجة الحكومية ذاتها مع "حزب الله" بل يدفع قدماً باتجاه اعتماد المداورة في الحقائب الوزارية. ونُقلت في هذا الإطار تأكيدات من دوائر قصر بعبدا تجزم بأنّ عون، وإن كان يعمل على تأخير تقديم الرئيس المكلف تشكيلته إليه بانتظار تأمين التوافق السياسي عليها في ربع الساعة الأخير، لكنه في نهاية المطاف لن يرفض التوقيع على التشكيلة إذا ما حملها إليه أديب، خصوصاً وأنّ باسيل داعم لمبدأ المداورة بخلاف توجهات رئيس مجلس النواب نبيه بري، كما أنّ المستشار الرئاسي سليم جريصاتي كان قد نصح رئيس الجمهورية بتوقيع التشكيلة وعدم ردّها لكي لا يضع نفسه في موضع المواجهة مع مبادرة الرئيس الفرنسي، على أن تنتقل الإشكالية تالياً إلى الملعب النيابي بدل إبقاء كرة النار في ملعب الرئاسة الأولى.

نصيحة: إلى ذلك، أشارت معلومات "الجمهورية" الى انّ اديب، الذي تريّث بناء على طلب فرنسي في الاعتذار الذي يعتزم الاقدام عليه، تلقى نصيحة بضرورة الجلوس مع "الثنائي الشيعي" للتفاوض، وعلى هذا الاساس كان لقاؤه مع "الخليلين" أمس، ولكن خلال هذا اللقاء لا هو خرج عن طلب رؤساء الحكومات السابقين المتشدّد باستعادة وزارة المال الى حصة الطائفة السنية واعتماد المداورة الشاملة في كل الوزارات، وفي المقابل لم يتنازل الخليلان عن موقف الثنائي الشيعي المتمسّك بالاحتفاظ بوزارة المال ضمن حصته كحق ميثاقي يجعل الطائفة الشيعية شريكة وازنة في القرار على مستوى السلطة. واشارت"الجمهورية" الى انّ اديب قال للخليلين انه يأخذ برأي رؤساء الحكومات السابقين "لأنهم هم من سَمّوني ولا استطيع ان اخرج عن رأيهم وموقفهم".

كما كشفت مصادر مطلعة على أجواء التأليف ان الرئيس سعد الحريري كان قد أبدى مرونة خلال ساعات ما قبل الظهر حول اسناد وزارة المال الى الثنائي الشيعي، لكنه عاد وتراجع عنها تحت ضغط رؤساء الحكومات السابقين ولا سيما منهم الرئيس فؤاد السنيورة. وقالت هذه المصادر لـ "الجمهورية": "صحيح انّ الجميع ملتزم المبادرة الفرنسية وكل طرف يفصّلها على قياسه فيما بنودها هي عناوين عريضة ولم تحدد تفاصيلها، لكن الاكيد انّ هناك من يتلطّى خلف هذه المبادرة لتحقيق مكاسب بذريعة انّ من يرفض يتحمّل المسؤولية عن فشل المبادرة في حال حصوله".

رسالة الى الفرنسيين: من جهتها، لفتت "الاخبار" الى ان مجموعة من التطورات حصلت خلال الساعات الـ24 الماضية أبزرها أن حزب الله أبلغ الفرنسيين أن "التهديد بالعقوبات يجب ان يكون واضحا، فاذا كان المقصود معاقبة من يقف الى جانب المقاومة فهذا يعني موقفا سياسيا من جانب من يفرض العقوبات اما اذا كان الامر يتعلق بالفساد، فان الحزب لن يواجه أي عقوبة تطال فاسدا حقيقيا بعد عرض ما يثبت اتهامه بالفساد، وليس على الطريقة الاميركية".

 وأضافت إن حزب الله قال للفرنسيين إن ربط اتهام الفساد بدعم المقاومة سيكون موقفا سياسيا، وان فرنسا التي تظهر احتجاجات على فساد في دائرة الرئيس سعد الحريري، لا يمكنها المطالبة بأن يتولى إدارة حكومة إنقاذ من خلال تأليفها وإدارتها من خلف ستارة بعد ان يتم تسمية "ظل" له لتولي رئاستها، وأنه لا يحق للحريري فرض الشروط حيال المداورة في الحقائب وطريقة اختيار الوزراء المرشحين لتولي إدارتها. 

وعبّر الثنائي الشيعي عن امتعاضه من تصرف الحريري، خصوصا أنه يعتبر أنه وقف الى جانبه في أحلك الظروف، ووقف الى جانب من يخصه في الادارة، وان الثنائي وافق على توليه رئاسة الحكومة في وجه الفيتو السعودي، لكنه لن يكون مرحبا بدور للحريري إذا كان على شكل تقديم أوراق اعتماد جديدة للاميركيين ومن خلالهم الى السعوديين.

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o