Sep 17, 2020 6:16 AM
صحف

ماكرون غاضب... لكن هل من "خطة ب"؟

أشارت "الشرق الاوسط" الى ان باريس تعتبر أن مهلة الـ15 يوما التي أعطاها الرئيس ايمانويل ماكرون للسياسيين اللبنانيين ليست"مقدسة" وأن المهم هو التوصل إلى تشكيل الحكومة العتيدة لمواجهة "الوضع الخطير" الذي يقبع فيه لبنانبحسب صحيفة "الشرق الأوسط".

وبحسب باريس، فإنه "لا مشكلة" لديها بخصوص طائفة وزير المال أو أي وزير آخر، إذ إن ما يهمها هو عملية إنقاذ لبنان. وبالمقابل، فإن ما يشكل مصدر إزعاج وما تتخوف منه حقيقة أن يكون الرضوخ لرغبة الطرف الشيعي بمثابة إطاحة بجوهر المبادرة الفرنسية وبالمبادئ التي تم الاتفاق عليها أي الابتعاد عن المحاصصة، ووصول حكومة من المستقلين وبالتالي ضرب أسس المشروع الإصلاحي الذي تدافع عنه باريس ومن ورائها المجتمع الدولي.

كذلك، ترى باريس في هذا التمسك رغبة باستمرار الهيمنة على القرار الحكومي ما يعني جعل الخطة الإصلاحية تحت رحمة قبول هذا الجانب أو ذاك. وفي الوقت عينه، يعي الفريق الفرنسي المتابع للملف اللبناني أن السير بـ"حكومة مواجهة" سيعني تكاثر العراقيل بوجه مصطفى أديب الذي لا يرغب بحكومة كهذه تكون بمواجهة الثنائي الشيعي أو أي مجموعة أخرى بل هو يسعى لحكومة منتجة ومنسجمة وتحظى بأوسع دعم.

وفي هذا الاطار، أفادت أوساط فرنسية بأن جملة "تحديات" تنتظر الحكومة العتيدة وأولها كسب ثقة الشارع وثقة المجتمع الدولي ومؤسساته المالية وأن تحظى بثقة مجلس النواب وتعاونه كونه لن يعطيها الصلاحيات الاستثنائية من أجل استصدار القوانين الضرورية سريعا. كذلك، فإن المطلوب من الحكومة أن تبادر فورا إلى إطلاق العملية الإصلاحية المطلوبة. ومن هذه الزاوية، فإن ولادتها "ليست سوى خطوة أولى في رحلة الألف ميل".

لا تمديد للمهلة: غلى ذلك، كتبت رندة تقي الدين في "نداء الوطن" نفى مصدر في الرئاسة الفرنسية أن يكون الرئيس إيمانويل ماكرون مدّد مهلة تشكيل الحكومة اللبنانية إلى نهاية الأسبوع كما تردد في بيروت مساءً، وأضاف لـ"نداء الوطن": "الرئيس ماكرون أسف لأنّ الحكومة لم تتشكّل بعد وهو مستمر في الضغط كي يتم تشكيلها بأسرع وقت ممكن فهي ضرورة لبنانية وليس هناك خطة "ب" بديلة عنها".

وبينما أكدت مصادر مطلعة على أجواء لقاء السفير الفرنسي برنار فوشي بممثل عن "حزب الله" أمس أنّ هذا اللقاء لم يغيّر موقف "الحزب" من الحكومة، أفادت مصادر ديبلوماسية في العاصمة الفرنسية أنّ "الديبلوماسية المصرية تكثّف التشاور والاتصالات مع الجانب الفرنسي للمساعدة في الملف اللبناني نظراً لكون مصر بلداً عربياً كبيراً له دوره في المنطقة"، لافتةً إلى أنّ “مصر لديها علاقات سيئة مع "حزب الله" إنما علاقتها برئيس المجلس النيابي نبيه بري جيدة".

في المقابل رأت المصادر أنّ العقوبات الاميركية على "الذراع اليمنى" لبري، النائب علي حسن خليل، عقّدت الأمور بالنسبة لتشكيل الحكومة بحيث أصبح الموقف بعد العقوبات يختلف عن الموقف قبلها، وبات "حزب الله" وبري متمسكين بحقيبة المالية. وعما إذا كانت العقوبات الأميركية أدت إلى تخريب المبادرة الفرنسية، أجاب المصدر: "أدت إلى مضايقة جميع من يحاول إيجاد حل للبنان".

وكانت الرئاسة الفرنسية أصدرت بياناً أمس قالت فيه إنّ "الرئيس ماكرون زار بيروت في 1 ايلول وطالب جميع القوى اللبنانية بأن تعمل بذهنية المسؤولية ومن أجل المصلحة العامة وقد التزمت هذه القوى بتشكيل حكومة في غضون 15 يوماً لتكون مهمتها الإصلاحات الملحة التي تستجيب لتطلعات اللبنانيين، ولكن رأينا أن هذا لم يحدث ولم تلتزم بالموعد، ففرنسا تتأسف أنّ المسؤولين لم ينفذوا التزامهم للرئيس ماكرون حسب الموعد المعلن ولا يزال ذلك ممكناً، وعلى الكل أن يتحمل المسؤولية والتحرك لمصلحة لبنان للإتاحة للرئيس المكلف مصطفى اديب أن يشكل حكومة تكون بمستوى خطورة الوضع. ونحن مستمرون في متابعة الوضع والاتصالات مع المسؤولين السياسيين اللبنانيين لتجديد رسالة الطلب والتأكيد على ضرورة الالتزام".

ماكرون غاضب: في المقابل، كشفت الأخبار الواردة من باريس أن غضباً عارماً يسود الإيليزيه، وأن الرئيس إيمانويل ماكرون يشعر بإحباط معنوي كبير، جرّاء التعاطي السلبي من قبل السياسيين اللبنانيين مع مبادرته، ومحاولات البعض منهم الدؤوبة لهدم كل ما بَناه الفرنسيون. وبحسب مصادر موثوقة لـ"الجمهورية" فإنه "ليس لدى الجانب الفرنسي حتى الآن ما قد يجعله يعتبر انّ المبادرة الفرنسية قد فشلت، بل بالعكس فإنّ باريس أرسلت في الساعات الاخيرة إشارات الى كل الاطراف، بأنّها ماضية في مبادرتها، وانّ ماكرون شخصياً كان على متابعة حثيثة ومباشرة لدقائق وتفاصيل ما استجدّ على خط تأليف الحكومة، وقد جرى تقييم لأسباب تعثّر هذا التأليف. وتِبعاً لذلك، كانت باريس حاضرة بزَخم خلال الساعات الماضية عبر مروحة اتصالات واسعة".

وأكدت المصادر نفسها «انّ باريس ليست بصَدد الانكفاء عن لبنان كما بدأ الترويج الى ذلك من قبل بعض المستويات اللبنانية، وتحدثت المصادر عن نصائح أُسديَت للبنانيين بعدم إقفال الباب على إمكانية التفاهم، وعدم الذهاب الى خطوات متسرّعة، مشيرة في هذا السياق الى انّ باريس ليست في أجواء تفيد بأنّ الرئيس المكلف مصطفى اديب قد يعلن اعتذاره عن تشكيل الحكومة، علماً انّ باريس لا تحبّذ هذه الفكرة على الاطلاق، ذلك انّ خطوة من هذا النوع، لن تشكّل عاملاً مساعداً على إيجاد حلول ومخارج. وقالت المصادر "انّ الاجواء الفرنسية ليست مقفلة، وباريس على تأكيدها انّ الحل اللبناني ممكن بالعودة الى جوهر المبادرة الفرنسية، وهي بناء على ذلك لا تعتبر انّ الباب قد أقفل نهائياً امام تمكُّن اللبنانيين من الوصول الى قواسم مشتركة من شأنها ان تنقل مسار التأليف إلى نقطة التفاهم، والرئيس الفرنسي ما زال يأمل في تأليف حكومة في وقت قريب، ومن غير المستبعد هنا ان يصل موفد فرنسي الى بيروت في وقت قريب".

 

 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o