Aug 14, 2020 4:35 PM
أخبار محلية

ظريف يجول على المسؤولين وينصح الدول: ساعدوا ولا تستغلوا الظروف لفرض املاءات على لبنان

المركزية ـ أكد وزير الخارجية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية محمد جواد ظريف إستعداد بلاده لوضع كافة الامكانات  في المجالات كافة في تصرف لبنان حكومة وشعبا لعبور المرحلة الصعبة ودعا كل دول العالم  الى التأهب لتقديم المساعدات التي يحتاجها لبنان لا ان تستغل الظروف الصعبة لتحقيق مآربها الخاصة . 

جال الوزير الإيراني الذي يزور بيروت راهنا،  على المسؤولين فزار برفقة وفد ضم السفير الإيراني في لبنان محمد جلال فيروزنيا، المدير العام لدائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجية الإيرانية حميد رضا دهقاني مدير مكتب وزير الخارجية مهدي حمزة والمسؤول عن الشؤون الإعلامية في الخارجية الإيرانية عبدالله نكونام قديري، قصر بعبدا، حيث التقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون  ناقلا "تعازي الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني والشعب الإيراني بضحايا التفجير في مرفأ بيروت"، متمنيا "للجرحى الشفاء العاجل".

وأشار ظريف الى تزامن زيارته "مع ذكرى انتصار الشعب اللبناني على إسرائيل في حرب تموز 2006"، واكد استعداد بلاده "لمساعدة لبنان في كل المجالات المتاحة، لا سيما بعد الاضرار الجسيمة التي لحقت بالعاصمة بيروت جراء هذا التفجير"، وابدى "امكانية التعاون في مجالات الصحة والطاقة والكهرباء والمحروقات، وكل ما يطلبه لبنان للتخفيف من الآلام التي اصابت اللبنانيين".

واكد ان ايران "حاضرة لتزويد لبنان بالزجاج وبمتطلبات إعادة اعمار المنازل والممتلكات المتضررة"، واعرب عن "الامل في ان يعود لبنان بلدا قويا وقادرا على مواجهة الصعوبات، ومنها المحنة الاخيرة، ويتمكن اذذاك من لعب دوره المحوري والبناء في محيطه والعالم"، وتمنى "تشكيل الحكومة الجديدة القوية التي تلقى دعم جميع الأطراف اللبنانيين، كي تتمكن من أداء عملها في هذه الظروف"، وشدد على ان ايران "تقف الى جانب لبنان حتى يستعيد عافيته كاملة ولن تقصر في أي طلب للمساعدة والدعم".

رئيس الجمهورية
ورد الرئيس عون شاكرا الوزير ظريف على مشاعره، وحمله رسالة شكر الى الرئيس روحاني، مقدرا "مسارعة ايران لمساعدة لبنان على تجاوز المرحلة الصعبة الراهنة"، مؤكدا "تصميم الشعب اللبناني على الاستمرار في مواجهة الصعاب بمختلف وجوهها".

ظريف
بعد اللقاء، قال الوزير الإيراني: "كانت المحادثات ودية وبناءة للغاية مع فخامة الرئيس، وقدمت لفخامته باسم الجمهورية الإسلامية الإيرانية التعازي لفخامته والشعب اللبناني العزيز للضحايا الذين سقطوا جراء الفاجعة الكبيرة التي حلت بلبنان في الأيام القليلة الماضية. كما قدمت لفخامته، باسم بلادي، التهنئة بالانتصار التاريخي الذي حققه لبنان في مثل هذه الأيام، وهذا يدل على ان لدى الشعب اللبناني العزيز الارداة والتصميم والقدرة على مواجهة كل الصعاب والتغلب عليها، بما فيها الفاجعة الاخيرة. وباسمي، وباسم ايران رئيسا وقيادة وشعبا، أكدت لفخامته استعداد ايران للتعاون مع لبنان في مجال إعادة البناء والاعمار، والطاقة والأدوية والمستحضرات الطبية".

وعن توصيف البعض لما يحصل في لبنان على انه منازلة دولية على الساحة اللبنانية، قال: "ينبغي بذل جهد دولي لمساعدة لبنان وليس لفرض أمور عليه. نحن نعتبر انه ينبغي على كل دول العالم، في المرحلة الصعبة التي يمر بها لبنان حاليا، تقديم كل المساعدات التي يحتاجها وليس استغلال هذه الظروف الصعبة لتحقيق مآرب خاصة".

في عين التينة:  كذلك زار الوزير الإيراني والوفد المرافق  مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري وأجرى معه جولة أفق تناولت الاوضاع الراهنة والاقليمية في حضور النائب على حسن خليل.

وبعد اللقاء قال ظريف:"اليوم هو يوم انتصار الشعب اللبناني العزيز على العدو الصهيوني في عدوان تموز 2006، وهذا الإنتصار إن دل على شيء فهو يدل على ان الشعب اللبناني لديه القدرة على مواجهة كافة الصعاب، وكما تعرفون فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقفت منذ اللحظة الأولى الى جانب لبنان قيادة وحكومة وشعبا في ظل هذه المحنة الكبرى التي مر بها مؤخرا. ونحن نعتقد ان العالم برمته يجب ان يهب من اجل مساعدة لبنان ومن اجل الوقوف الى جانبه داعما ومؤازرا والا يضع اية شروط مسبقة من اجل تقديم هذه المساعدات، والجمهورية الإسلامية الإيرانية لديها اتم الإستعداد لمساعدة لبنان في كافة المجالات الحيوية الأساسية التي هو بحاجة اليها ولكن وفق وجهة نظر الحكومة اللبنانية وما تمليه الدولة اللبنانية.

وتابع: "وأود أن اؤكد لكم ان الجمهورية الاسلامية الإيرانية ان كان على النطاق الحكومي والرسمي او كان على نطاق القطاع الخاص لديها الإستعداد الكامل لتضع كافة إمكانياتها وطاقاتها وقدراتها في تصرف لبنان حكومة وشعبا من اجل مساعدته على العبور من هذه المحنة الصعبة، وطبعا كانت هناك محادثات مفيدة وهامة وبناءة اجريناها منذ قليل مع دول الرئيس نبيه بري ومع وزير الخارجية شربل وهبه ورئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب، وكل هذه المواضيع التي اشرت إليها في سياق حديثي تحدثنا بشأنها مع المسؤولين اللبنانيين واعربنا عن كامل استعدادنا للمساعدة والمؤازرة".

أضاف:" واود مرة اخرى ان اسأل الباري عز وجل ان يتغمد الشهداء بواسع رحمته ويمن على الجرحى بالشفاء العاجل.

وردا على سؤال عن مدى استعداد ايران وحضورها لمساعدة لبنان؟ اجاب ظريف: نحن لدينا كامل الإستعداد للتعاون مع الشعب اللبناني سواء في المجال الصحي، في مجال الطاقة، في مجال اعادة الإعمار وفي كافة المجالات. ونحن نعتبر هذا الموضوع موجود برمته في تصرف لبنان حكومة وشعبا وهما يختاران الشكل الانسب للتعاون. نحن نعتبر ان العالم ينبغى ان يبادر الى مساعدة لبنان لا ان يقرر عنه".

وعما إذا كانت ايران قد عرضت المساعدة في التحقيقات بشأن إنفجار المرفأ وفي ما اذا كان هناك من وساطة اوروبية وتحديدا فرنسية بين ايران والولايات المتحدة؟ أجاب ظريف: في الشق الاول من السؤال نحن نعتقد ان لبنان كبلد سيد حر مستقل ينبغي ان يتولى بنفسه كافة التحقيقات المتعلقة بهذه الحادثة المأسوية كما هو الحال الان بالفعل. ونحن مستعدون للمساعدة إذا ما طلب منا ذلك".

وعن الوساطة بين ايران وواشنطن قال ظريف:" صحيح ان الدول الاوروبية قد قامت بالعديد من المبادرات لكن للأسف الشديد الادارة الأميركية الحالية اثبتت انها عاجزة عن فهم الوقائع السياسية القائمة في المنطقة، كما انها لا تفهم حقيقة الوضع في لبنان ولا حقيقة الوضع في فلسطين المحتلة ويعتقدون انهم من خلال فبركة مسرحية كالمسرحية التي جرت للاسف الشديد البارحة بإمكانهم ان يغيروا مصير فلسطين".

في السراي: كذلك زار ظريف السراي، حيث التقى رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب ،  في حضور وزير السياحة والشؤون الإجتماعية في حكومة تصريف الأعمال رمزي المشرفية ومستشاري الرئيس دياب خضر طالب والسفير جبران صوفان. وتم خلال اللقاء التداول بطبيعة المساعدات التي يمكن أن تقدمها إيران لدعم لبنان. 

في قصر بسترس: وكان ظريف زار قصر بسترس، حيث التقى نظيره اللبناني في حكومة تصريف الأعمال شربل  وهبة و قال بعد اللقاء:” أود ان اؤكد مرة اخرى  اقصى درجات المواساة والتضامن القلبي والمعنوي مع الجمهورية اللبنانية الشقيقة حكومة وشعبا تجاه هذه المأساة والفاجعة الكبرى التي حلت ببيروت ولبنان في الآونة الاخيرة . ولا يسعني امام هول هذه المأساة الا ان اسأل الله عز وجل ان يتغمد كل الشهداء الأبرار بواسع رحمته وان يحشرهم في جنته، و يكتب الشفاء العاجل والكامل للجرحى والمصابين وان يمن على اهلهم وذويهم بالصبر والسلوان “. 

تابع:”  بحثنا خلال هذا اللقاء في آفاق التعاون الممكن بين الجمهورية الاسلامية الايرانية والجمهورية اللبنانية الشقيقة في هذه المرحلة سواء كان لجهة  اعادة البناء والإعمار او  لجهة الدواء او الكهرباء و كافة المجالات الحيوية الاخرى. وهنا أود ان أؤكد  ان الحكومة الايرانية  ليست وحدها من  لديه هذا التوجه وهذا الاستعداد بل ان الشركات الخاصة الايرانية لديها نفس هذا  التوجه في الانفتاح والتعاون مع لبنان في كافة المجالات. كما اؤكد الموقف الثابت والدائم للجمهورية الإسلامية الايرانية  بأن لبنان بحكومته وشعبه هو المؤهل في اتخاذ القرارات المصيرية بشأن مستقبله والخيارات التي يريد ان ينتهجها في المرحلة المقبلة، وايران تقف بشكل ثابت وراسخ امام الخيارات الحرة التي ينتهجها لبنان في هذا المجال". 

أضاف: "كون زيارتي تتزامن مع الانتصار  الكبير الذي حققه لبنان ضد العدو الصهيوني في عدوان تموز 2006 لا يسعني  الا ان اتقدم بأسمى آيات التهنئة والتبريك من لبنان في هذا المجال . وانا على ثقة تامة انه كما تمكن لبنان الشقيق من الانتصار على الكيان الصهيوني فإنه قادر تماما على الانتصار والخروج سالما غانما من المرحلة الصعبة الحالية”. 

وردا على سؤال قال ظريف:” نحن نعتقد ان لبنان حكومة وشعبا هو  الطرف الوحيد الذي ينبغي ان يُقرر في  طبيعة الحكومة اللبنانية ، ولا ينبغي على اي طرف اجنبي  ان يستغل الحالة المأساوية والحاجات الضرورية التي  يحتاجها لبنان اليوم  و يقوم بفرض املاءات تنسجم مع مصالحه وتوجهاته. انا اعتقد انه ليس من الانسانية في شيء ان يستغل المرء الوضع المأساوي الذي يعاني منه طرف ما من اجل وضع املاءاته وشروطه عليه". 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o